الانتعاش الاقتصادي يعيد التفاؤل لأسعار النفط و80 دولاراً غير مستبعدة

16 مارس 2021
محطة وقود في جزيرة هونغ كونغ
+ الخط -

قالت نشرة "أويل برايس" الأميركية في تقرير أمس الأثنين، إن الثقة في عودة الطلب العالمي على النفط تتزايد في الأسواق الاستهلاكية الكبرى، خاصة في الولايات المتحدة وآسيا. وأشارت إلى أن خبراء الطاقة يؤكدون أن الطلب العالمي سيعود بسرعة للسوق الأميركي في الربع الثاني من العام، مع صرف المواطنين للحوافز المالية المتضمنة في حزمة الإنعاش المالي البالغة 1.9 تريليون دولار. وكان الرئيس جوزيف بايدن قد ذكر قبل أيام، أن الأسر الأميركية ربما ستتمكن من الاحتفال بأعياد الاستقلال المقبلة في الرابع من يوليو/ تموز في الحدائق العامة، في تصريحات متفائلة تشير إلى انحسار موجة كورونا في الولايات المتحدة. وحسب نشرة "أويل برايس"، فإن الحديث عن احتمال بلوغ أسعار النفط مائة دولار لم يعد مستبعداً، ولكن ربما تبلغ أسعار النفط 80 دولاراً في حال تحققت توقعات النمو الاقتصادي الأميركي.

وتشير بيانات، نشرتها أمس نشرة ماركت ووتش" الأميركية، إلى أن 18% من الأميركيين فوق سن البلوغ تم تطعيمهم حتى الآن ضد فيروس كوفيد 19، وأن عمليات التطعيم تتسارع بنحو 2.2 مليون عملية تطعيم يومياً. وهو ما يعني عودة النشاط الاقتصادي في الربع الثاني، وكذلك عودة حركة السفر والسياحة والتنقل بالسيارات. وهذه العوامل من أهم المحفزات الداعمة للطلب على الغازولين والمشتقات النفطية الأخرى في السوق الأميركي الضخم. ومعروف أن الولايات المتحدة تستهلك نحو 20 مليون برميل يومياً من النفط. وعلى الرغم من توقعات ارتفاع الأسعار التي عادة ما تطلق زيادة كبيرة في إنتاج النفط الصخري، فإن خبراء يرون أن دورة زيادة إنتاج النفط الصخري ستتأخر في هذا العام، بسبب القوانين البيئية التي حظرت التنقيب في العديد من الولايات الأميركية والمحميات الطبيعية. وبعد عمليات جني الأرباح التي نفذها بعض المستثمرين الكبار في بداية الأسبوع، عادت أسعار خام برنت للارتفاع صوب حاجز 70 دولارا في التعاملات المبكرة التي جرت أمس الاثنين.

واستفادت أسعار الخام في ارتفاعها من ظهور مؤشرات على تحسن الطلب، خاصة لدى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وقال المكتب الوطني للإحصاء في الصين، أمس، إن الناتج الصناعي نما بنسبة 35.1 بالمئة على أساس سنوي خلال أول شهرين من 2021، ما يشير إلى تحسن الطلب. وفي التعاملات المبكرة في لندن، صعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت، تسليم مايو/ أيار، بنسبة 0.81 بالمئة أو 56 سنتاً إلى 69.83 دولارا للبرميل.

كما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط، تسليم إبريل/ نيسان، بنسبة 0.87 بالمئة أو 58 سنتاً، إلى 66.18 دولارا للبرميل. وكسبت الأسعار من إعلان تحالف (أوبك+)، خلال وقت سابق من الشهر الجاري، تمديد اتفاقية خفض الإنتاج بمقدار 7.2 ملايين برميل يومياً حتى نهاية إبريل/ نيسان المقبل، بدلا من مارس/ آذار الجاري. كما فاجأت السعودية التحالف بإعلانها تمديد خفضها الطوعي للإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً حتى نهاية الشهر المقبل، بدلاً من 31 مارس الجاري؛ كانت بدأته في فبراير/ شباط 2021. ويرى خبراء أن هنالك ثلاثة مؤشرات إيجابية تدعم ارتفاع أسعار النفط بين 70 و75 دولاراً للبرميل خلال العام، وهي مؤشرات تراجع إنتاج النفط الصخري، والانحسار التدريجي في موجة جائحة كورونا، والتوقعات بعودة النمو للاقتصادات الرئيسية المستهلكة للخامات النفطية. كما أن الطلب على الوقود بدأ يرتفع في العديد من الدول الكبرى المستهلكة للخامات.

في هذا الشأن، أعلنت وزارة النفط الهندية أن الطلب على الوقود في الهند سيرتفع بمستويات قياسية خلال الـ12 شهراً المقبلة حتى عام 2022. وتشير بيانات شركة "آي أتش ماركتس" الأميركية للأبحاث في بداية الشهر الجاري إلى تراجع إنتاج الخامات الصخرية في أميركا بنحو 4 ملايين برميل خلال شهر فبراير/شباط الماضي. وهذه المؤشرات ربما ستحتاج إلى تقيد البلدان المصدرة للنفط بالحصص حتى تتمكن أسعار النفط من الارتفاع فوق توقعات 75 دولاراً للبرميل خلال النصف الثاني من العام الجاري، وسط الطلب الأميركي القوي المتوقع.

المساهمون