الاحتجاجات تطيح السياحة الإيرانية... وقطع الإنترنت يكبد الملايين خسائر

20 أكتوبر 2022
تقييد الإنترنت يضر الأنشطة التجارية (Getty)
+ الخط -

تكشف بيانات إيرانية عن أضرار بالغة لحقت بالاقتصاد، على خلفية الاحتجاجات الواسعة التي انطلقت في البلاد منذ أكثر من شهر، والتدابير التي اتخذتها السلطات للسيطرة عليها، وفي مقدمتها تقييد الإنترنت، ليصل في بعض الأحيان إلى قطع الخدمة.

وتُعَدّ السياحة والتجارة الإلكترونية في إيران، الأكثر تضرراً من بقية القطاعات الاقتصادية، إذ يكشف رئيس نقابة مكاتب خدمات الرحلات الجوية والسياحية، حرمت الله رفيعي، عن إلغاء 90% من الرحلات السياحية الوافدة إلى إيران، فضلاً عن تراجع سفر الإيرانيين إلى الخارج بنحو 50%.

وجاءت الاحتجاجات على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق بتهمة عدم التقيد بقواعد الحجاب.

ودعا رفيعي في مؤتمر صحافي، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية، إلى التركيز على اجتذاب السياح الروس والصينيين، مصوباً بالذات على السياح الروس الذين قال إنهم يواجهون القيود المفروضة على زيارتهم الدول الأوروبية.

وكانت إيران تتوقع أن تشكل وجهة للسياح على خلفية استضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم خلال الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، لكن رئيس نقابة مكاتب خدمات الرحلات الجوية والسياحية، يرى أن الفرصة "قد ضاعت"، مشيراً إلى عدم قيام سياح بالحجز في الفنادق الإيرانية حتى الآن.

كذلك هوت الاحتجاجات الأخيرة بالرحلات السياحية الداخلية في إيران، حيث يقول رئيس المجلس الإداري لمكاتب الرحلات الجوية والسياحية في محافظة طهران، أمير بويان رفيعي شاد، إن السياحة الداخلية تراجعت بنسبة 90% خلال الأشهر الأخيرة.

وأورد رفيعي شاد ذلك في رسالة مفتوحة إلى وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيراني، عزت الله ضرغامي، محذراً فيها من "موجة جديدة للبطالة وإغلاق وكالات السياحة"، ودعا إلى البحث عن مخرج لهذا الوضع.

في الأثناء، سبّب تقييد الإنترنت خسائر كبيرة في التجارة الداخلية والخارجية لإيران، حيث تُقدر عضو جمعية المشاغل الإلكترونية، حميدة حبيبي، هذه الخسائر بنحو 12 تريليون تومان (ما يقارب 400 مليون دولار) خلال 25 يوماً ماضياً، وفق ما أوردته صحيفة "هم ميهن" الإيرانية.

وأضافت حبيبي أن تقييد الإنترنت الدولي وحجب مواقع التواصل حمّلا الاقتصاد الإيراني خسارة تقدَّر بنحو 1.5 مليون دولار لكل ساعة، مستشهداً بأرقام منظمة "نت بلوكس" المعنية بمتابعة حرية الإنترنت في العالم.

كذلك، اشتكى نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية، حسين سلاح ورزي، من مشاكل أحدثتها القيود المفروضة على الإنترنت الدولي خلال الشهر الأخير، للتجارة الخارجية في ظل صعوبة إجراء الاتصالات.

وأضاف سلاح ورزي، أن البعض يسعى للتقليل من تبعات قطع الإنترنت، لكن "المشكلة أعمق من ذلك"، وفق وكالة "إيلنا" الإيرانية. وتابع قائلاً إن 50% من الناتج الداخلي الإجمالي يأتي من الخدمات.

وأوضح أن تقييد الإنترنت الدولي سبّب تراجعاً مؤثراً في الطلب، مضيفاً أن "جميع العمليات التجارية خارج المصانع، سواء المرتبطة بالعملات الصعبة أو البنك المركزي، لها علاقة وثيقة بالإنترنت".

وحجبت السلطات الإيرانية في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة، منصتي "إنستغرام" و"واتساب" لتلحق هاتان المنصتان ببقية المنصات الدولية المحظورة في الدولة مثل "تويتر" و"تلغرام" و"فيسبوك"، لكن "إنستغرام" ليس كغيره من المنصات، إذ يترتب عن حجبه تبعات اقتصادية كبيرة على الإيرانيين في ظروف يواجهون فيها أزمة متفاقمة منذ 2018 على خلفية تعرض البلاد لعقوبات أميركية خانقة تستهدف جميع مفاصل الاقتصاد.

وثمة أرقام متضاربة بشأن النشاط التجاري للإيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي، لكنها إلى جانب استخداماتها الأخرى، تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة تجارية مهمة لملايين الأشخاص. إذ يقول مركز الإحصاء إن هذه المنصات تشكل مصدر رزق لنحو 11 مليون إيراني، منهم 9 ملايين يمارسون العمل التجاري على منصة إنستغرام، أي نحو 83% من إجمالي المستفيدين منها. لذلك، إن حظر هذه المنصات، ولا سيما إنستغرام، يفاقم الأزمة الاقتصادية الإيرانية من جهة، ويزيد أعداد العاطلين من العمل من جهة ثانية، ما يعني تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وما يزيد أهمية إنستغرام في الاقتصاد الإيراني، أن مليونين و400 ألف مركز تجاري يعمل على هذه المنصة وفق تصريحات لسكرتير المجلس الأعلى للعالم الافتراضي الحكومي، أبو الحسن فيروزأبادي، خلال يوليو/تموز الماضي، فضلاً عن إعلان مركز "بتا" الإيراني لتقييم المعلومات على الإنترنت، وجود مليون و700 ألف عمل تجاري نشيط على إنستغرام. وثمة بيانات أخرى عن أن حجم التجارة في إيران على إنستغرام وحدها يبلغ سنوياً أكثر من نحو 1.5 مليار دولار سنوياً.

المساهمون