للمرة الثانية خلال أشهر، رفعت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سورية أجور النقل بين المدن والبلدات، وهو ما سينعكس سلبا على حركة الاقتصاد في هذه المنطقة الغنية بالمحصولات الزراعية، فضلا عن تقييد حركة الناس وخاصة العمال والموظفين والطلاب بسبب هذا الرفع المفاجئ.
ورفعت الإدارة قبل أيام أسعار تعرفة الراكب الواحد بين مدينتي الحسكة والقامشلي من 8000 إلى 10 آلاف ليرة سورية (أقل من دولار أميركي)، ومن الحسكة إلى الرقة ارتفعت من 16500 إلى 21 ألف ليرة (أكثر من دولار بقليل)، وبين الحسكة وبلدة الدرباسية 8 آلاف ليرة (نحو نصف دولار)، وكذا بين الحسكة وبلدة عامودا.
وحددت الإدارة أجور النقل بين مدينة الحسكة ومعبر سيمالكما الحدودي غير النظامي مع إقليم كردستان العراق بـ21 ألف ليرة سورية، أي نحو دولار ونصف.
وكانت "الإدارة الذاتية" وهي الذراع الإدارية لقوات سورية الديمقراطية في شمال شرقي سورية رفعت، في الـ24 من أغسطس/آب الفائت، أجور النقل بنسبة وصلت إلى 30%، تزامناً مع رفع أسعار المازوت، بنسبة تجاوزت 300% للتر الواحد، وهو ما تسبب بسخط شعبي تجسد بمظاهرات واعتصامات انتهت بسبب القصف التركي المتكرر على الشمال الشرقي من سورية.
ويعيش سكان المناطق الخاضعة لقوات سورية الديمقراطية أوضاعا اقتصادية صعبة، ما استدعى استياء نتيجة رفع أجور النقل، وخاصة لدى العمال والموظفين والطلاب والذين بات عليهم دفع كلف مرتفعة للوصول إلى أعمالهم أو مدارسهم وجامعاتهم.
ورغم أن الإدارة الذاتية تمنح الموظفين لديها رواتب شهرية هي أعلى بكثير من رواتب النظام السوري وتصل إلى نحو 80 دولارا، فإن ذلك لم يخفف الأعباء المعيشية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال العام الجاري.
وبيّن الطالب أحمد محمد في حديث مع "العربي الجديد" أن أجور النقل بين مدينتي الحسكة والقامشلي أصبحت نحو 20 ألف ليرة ذهاباً وإياباً، إضافة إلى 8 آلاف لسيارة الأجرة (التاكسي) من الكراج إلى الجامعة في مدينة الحسكة.
ويقول إن "هذه المبالغ ثقيلة جدا على الطلاب والموظفين. سوف أقلل الأيام التي أذهب بها لحضور المحاضرات في الحسكة، وأعتقد أن الكثير من الطلاب في مدينة القامشلي سيفعلون مثلي".
وتقع الكليات الجامعية الحكومية في الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في مدينة الحسكة التي تبعد عن القامشلي جنوبا بنحو 100 كيلومتر.
من جانبها، قالت الطالبة روجدا حسن وهي من بلدة المالكية في حديث مع "العربي الجديد"، إنه ليس بمقدورها دفع أكثر من 40 ألف ليرة يوميا لوسائل النقل، مشيرة إلى أن لدى الطالب تكاليف أخرى مثل الطعام وطباعة المحاضرات، مضيفة أن "رفع أجور النقل سبب إرباكا لنا جميعا".
وتضم المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية كبريات حقول وآبار النفط والغاز في البلاد، ومن أهم هذه الحقول، حقل كونيكو، وحقل العمر وهو أكبر حقول النفط في سورية من حيث المساحة والإنتاج، إضافة لحقل التنك في بادية دير الزور بالريف الشرقي. كما تسيطر الإدارة الذاتية على حقل الرميلان في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي.
إلى ذلك، قال محمود ع. لـ"العربي الجديد" إن "التنقل داخل مدينة القامشلي يكلف نحو 15 ألف ليرة"، مضيفاً أن "هناك حركة كثيفة بين المدن في شمال شرقي سورية لأغراض مختلفة والآن مع رفع أجرة النقل أعتقد أن هذه الحركة ستخف وهذا كله سينعكس سلبا على الجانب الاقتصادي".