الأمطار تنقذ زراعة الجزائر: انتعاش معنويات منتجي القمح

28 نوفمبر 2021
المزارعون يعولون على الأمطار في ري المحاصيل (Getty)
+ الخط -

حملت الأسابيع الأولى من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، الأخبار التي تطلع إليها مزارعو الجزائر، وانتظروها كثيراً منذ أكثر من سنة، بعد جود السماء بأمطار وثلوج كثيفة، ما أنعش معنويات منتجي القمح والخضر والفواكه، الذين يعلمون أن زراعة البلاد المتوقفة، في جزء كبير منها، تعوّل على الغيث الذي طال انتظاره في الموسم الفلاحي الحالي، وتأتي هذه التساقطات، لتعيد الأمل للفلاحين الذين يريدون تدارك ما فاتهم لإنقاذ المحاصيل.

واعتبر المزارع عمار بغداد، في حديثه لـ "العربي الجديد" أنّ التساقطات المطرية الأخيرة تأتي في الوقت المناسب، ما سيمكن من تحفيز المزارعين على الحرث والزرع، تحسباً لحصاد مايو/أيار 2022.

وأضاف أنّ "هذه الأمطار والثلوج، ستدفع المزارعين الذين تأخروا في حرث الأرض إلى اللحاق بالموسم الزراعي، خصوصاً بعد تسجيلهم لخسائر في موسم 2020/ 2021 جراء تراجع المساحات المزروعة بسبب نقص المياه، وانخفاض كمية القمح في الهكتار الواحد بـ 50 بالمائة".

وشهد نوفمبر الجاري ونهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تساقطاً كبيراً للأمطار، التي تراجعت منذ بداية الموسم الزراعي بنسبة فاقت 60 في المائة عن العام ما قبل الماضي 2019، ونحو 80 في المائة، مقارنة بالأعوام السابقة.

إلى ذلك كشف الخبير التقني في الشؤون الجوية، عبد الحكيم بساطي، أنّ "منسوب تساقط الأمطار في نوفمبر تعدى 200 مليمتر، في حين أن المعدل في السنوات ما قبل الماضية هو 100 مليمتر، وبالنسبة لديسمبر/ كانون الأول المقبل، ارتفعت التقديرات من 50 ملم - 80 ملم العام الماضي، إلى 300 ملم مقابل 111 ملم كمعدل في السنوات الأخيرة".

وأكد بساطي لـ"العربي الجديد" أنّ "النسبة السنوية تتعدى 500 مليمتر مقابل معدل سنوي بلغ 680 مليمتراً سنة 2017، و630 ملم سنة 2018، و250 ملم سنة 2019".

وكانت الحكومة قد أطلقت عملية دعم عمليات الري بالنسبة لجميع الفلاحين المنتجين للزيتون والتفاح والخضروات في البيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى محاصيل الحبوب كالقمح والشعير، كما أعلنت عن دعم الأعلاف، وذلك لمساعدتهم في مواجهة مخلفات موجة الجفاف التي مست البلاد طيلة 2020 و2021.

وتخص العملية الريّ العادي، والريّ بتقنية التقطير، كما تخص شراء مضخات الآبار، وتقدر كلفة الدعم بحوالي 120 ألف دينار (900 دولار)، فيما بلغ دعم إقامة الأحواض المائية بغشاء بلاستيك ما يصل إلى 400 ألف دينار (3000 دولار).

وإذا كانت أمطار نوفمبر فأل خير وجرعة أوكسجين بالنسبة لمنتجي الحبوب والقمح، إذ تعطيهم فرصة ثانية لبعث محاصيل القمح تمهيدا لحملة الحصاد القادمة، فإنّها أدخلت المزارعين منتجي الخضروات والفواكه في سباق مع عقارب الزمن، بالنظر لاعتمادهم على الزراعة الموسمية الآنية.

بدوره، قال الأمين العام للاتحاد العام للمزارعين الجزائريين (تكتل لأكثر من 5 ملايين مزارع)، محمد عليوي لـ"العربي الجديد" إنّ "الأمطار التي تهاطلت منذ مطلع نوفمبر والمنتظر تواصلها إلى غاية نهاية ديسمبر المقبل، ستنقذ محاصيل الفواكه وبالأخص الحمضيات لجنيها في شهري فبراير/ شباط ومارس/آذار 2022".

المساهمون