تشهد أسواق الأسهم الأميركية ارتفاعاً بالتزامن مع احتدام معركة حصد الأصوات في الانتخابات الرئاسية، حيث أشاد المستثمرون بالإشارات إلى إمكانية انقسام السلطة في واشنطن بين رئيس ديمقراطي ومجلس شيوخ جمهوري مصمم على عرقلة مقترحاته الأكثر طموحاً.
إذا تم تأكيد هذه النتيجة، فمن غير المرجح أن تنجو خطط جو بايدن لزيادة الضرائب على الشركات والأفراد ذوي الدخل المرتفع، وسن تغييرات تنظيمية شاملة وإطلاق مشاريع الطاقة الخضراء. سيكون زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي) قادرا على منع التعيينات الوزارية المثيرة للقلق في السوق، مثل السناتور إليزابيث وارين (ديمقراطية) كوزيرة للخزانة. يمكن للمستثمرين أيضا توقع عملية صنع سياسة أقل اضطرابًا إذا هُزم الرئيس ترامب، وفق تقرير نشرته "واشنطن بوست" الجمعة.
ربما تكون انتخابات الثلاثاء قد خيبت آمال أنصار الحزبين، لكن مديري الأموال رحبوا بعودة الجمود. وقال مايكل موسيو، رئيس "أف بي بي كابيتال" في بيثيسدا: "من المحتمل أن يكون هذا هو السيناريو المعتدل لصالح الأسواق". في المقلب الآخر، يعتمد المستثمرون على بايدن لإصدار حزمة تحف+يز بمليارات الدولارات في أوائل العام المقبل.
إلا أنه من المرجح أن تعني السلطة المنقسمة حزمة أقل سخاء، لكن بعض المستثمرين يقولون إنها قد تكون كافية لإحياء التعافي المتباطئ. وتفاوضت إدارة دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا) لأشهر على صفقة محتملة بقيمة تريليوني دولار دون التوصل إلى اتفاق. يمكن لأي تشريع يتم إصداره في الأسابيع العديدة القادمة أن يركز على مزايا تأمين البطالة الإضافية وقروض الأعمال الصغيرة والشيكات لدافعي الضرائب. وحث بعض المتخصصين في السوق على توخي الحذر مع تصعيد ترامب لاستراتيجيته القانونية القائمة على مبدأ "الأرض المحروقة" لتحدي النتائج في عدة ولايات رئيسية يتقدم فيها منافسه جو بايدن، مما يهدد بأسابيع من عدم اليقين قبل صدور نتيجة رسمية.
وقال إد مويا، المحلل في شركة "أواندا" المالية، لـ "واشنطن بوست": "يبدو أن وول ستريت قد تحصل على نتائج غير رسمية قريبًا. المنافسة لم تنته، والرئيس ترامب لن يذهب من دون قتال، لكن الأسواق المالية واثقة من أن الانقسام ما بين بايدن ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون ، قد يخفف من الإجراءات المقبلة".
من جهة أخرى، اعتبر روس مولد، مدير في "آي جي بيل" الاستثمارية: "قد تؤدي إدارة جديدة في البيت الأبيض إلى تخفيف حدة التوترات مع القوى العظمى العالمية الأخرى بشأن قضايا مثل التجارة. من المؤكد أن هذا هو التفكير في آسيا حيث شهدت الأسهم اليابانية والصينية ارتفاعات كبيرة". ولكن قد يؤدي اندفاع الوباء إلى توقف الانتعاش الاقتصادي. وقال كريس روبكي، كبير الاقتصاديين الماليين في بنك "أم يو أف جي" إن "عدم اليقين بشأن الانتخابات يتراجع، لكنه يرتفع بشأن التوظيف. تستمر طلبات إعانة البطالة عند مستويات أعلى من ذروة الركود العظيم".