الأسواق تترقب خفض أسعار الفائدة الأميركية: صعود النفط والذهب وتراجع الدولار

17 سبتمبر 2024
تنطلق اجتماعات المركزي الأميركي اليوم وسط توقعات بخفض الفائدة (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **توقعات خفض الفائدة وتأثيرها على الأسواق**: يتوقع خفض كبير لأسعار الفائدة من مجلس الاحتياط الفيدرالي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط والذهب وتراجع الدولار. خفض الفائدة يعزز الطلب على النفط ويدعم النمو الاقتصادي.

- **ارتفاع أسعار النفط وتحديات الإنتاج**: ارتفعت أسعار النفط بسبب توقعات خفض الفائدة والإعصار فرنسين، لكن نمو الطلب الأقل من المتوقع في الصين حدّ من الارتفاع.

- **أداء الذهب والعملات**: حومت أسعار الذهب قرب مستويات قياسية مع تراجع الدولار، مما جعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. ارتفع اليورو والين والجنيه الإسترليني.

تترقب الأسواق العالمية من كثب الإطلاق المتوقع لدورة من التيسير النقدي في الولايات المتحدة قد يستهلها مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بخفض كبير في أسعار الفائدة في اجتماعاته، التي تبدأ اليوم الثلاثاء وتنتهي غداً الأربعاء. وتتوقع الأسواق حالياً بنسبة 67% خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مقارنة بنسبة 30% الأسبوع الماضي.

وواصلت أسعار النفط الارتفاع وتراجع الدولار، بينما صعد الذهب لمستويات قياسية. ومن شأن خفض أسعار الفائدة أن يقلص تكلفة الاقتراض، وهو ما قد يؤدي إلى رفع الطلب على النفط من خلال دعم النمو الاقتصادي. وقال محللون في "إيه إن زد"، في مذكرة، إنّ "التوقعات المتزايدة بخفض حاد لأسعار الفائدة عززت المعنويات في سوق السلع الأولية". وأضافوا أنّ الاضطرابات المستمرة في الإمدادات دعمت هي الأخرى أسواق النفط.

كذلك تصبح السبائك الذهبية التي لا تدرّ عوائد هي الاستثمار المفضل في أوقات انخفاض أسعار الفائدة. وقال ييب جون رونج، خبير الأسواق لدى "آي جي"، إنّ "أسعار الذهب توقفت عن الارتفاع في جلسة اليوم"، وأشار إلى أنّ هناك حالة من الترقب بعد مكاسب الآونة الأخيرة التي جاءت مدفوعة بتوقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر. 

ارتفاع أسعار النفط

ففي أسواق الطاقة، واصلت أسعار النفط تسجيل المكاسب، اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف بشأن إنتاج الولايات المتحدة في أعقاب الإعصار فرنسين، فضلاً عن توقعات بتراجع مخزونات الخام الأميركية. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني 16 سنتاً أو 0.2% إلى 72.91 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 01.20 بتوقيت غرينتش. وقفزت العقود الآجلة للخام الأميركي لشهر أكتوبر/ تشرين الأول 34 سنتاً أو 0.5% إلى 70.43 دولاراً للبرميل.

وسجلت العقود الآجلة لبرنت والخام الأميركي ارتفاعاً عند التسوية في الجلسة السابقة بعدما محت المخاوف من استمرار تأثير الإعصار فرنسين بالإنتاج في خليج المكسيك بالولايات المتحدة إثر القلق إزاء الطلب الصيني قبل قرار البنك الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع والمتوقع أن يكون إيجابياً على معنويات المستثمرين في قطاع النفط. ووفقاً لما ذكره مكتب السلامة وإنفاذ الاشتراطات البيئية، أمس الاثنين، فإنّ أكثر من 1% من إنتاج النفط الخام و16% من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة لا يزال متوقفاً. 

ويترقب المستثمرون أيضاً انخفاضاً متوقعاً في مخزونات الخام الأميركية، التي رجح استطلاع لوكالة رويترز تراجعها بنحو 200 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر/ أيلول. إلا أنّ نمو الطلب الذي جاء أقل من المتوقع في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، حدّ من ارتفاع الأسعار. وأظهرت بيانات حكومية يوم السبت أنّ إنتاج مصافي النفط في الصين انخفض للشهر الخامس على التوالي في أغسطس/ آب وسط تراجع الطلب على الوقود وضعف هوامش التصدير. 

الذهب عند مستويات قياسية بفضل توقعات خفض أسعار الفائدة

وفي أسواق المعادن النفيسة، حومت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى لها على الإطلاق، اليوم الثلاثاء، واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2581.68 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 02.54 بتوقيت غرينتش. وسجل المعدن النفيس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2589.59 دولاراً أمس الاثنين. كما استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 2608.60 دولارات. وتراجع الدولار 0.1% ما يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 30.79 دولاراً للأوقية وزاد البلاتين 0.6% إلى 986.90 دولاراً. وربح البلاديوم 1% إلى 1087.09 دولاراً بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له منذ 11 إبريل/ نيسان. والأسواق الصينية مغلقة لهذا اليوم بسبب عطلة مهرجان منتصف الخريف. 

الدولار عند أدنى مستوى في 2024

وفي أسواق العملات، اقترب الدولار اليوم الثلاثاء، من أدنى مستوى له هذا العام عشية البدء المتوقع لدورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة التي يراهن المتعاملون في الأسواق على أنها قد تبدأ بخفض كبير لأسعار الفائدة. وحوم اليورو حول 1.1123 دولار في التعاملات الآسيوية ليظل قريباً من أعلى مستوى له خلال العام عند 1.1201 دولار. وارتفع الين إلى مستوى 140 مقابل الدولار في تعاملات ضعيفة بسبب عطلة أمس الاثنين، ثم تراجع إلى 140.77 مع عودة المتعاملين للعمل في طوكيو. 

وقال محللو ماكواري في مذكرة للعملاء: "بغضّ النظر عما إذا كان مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة 25 أو 50 نقطة أساس يوم الأربعاء، نعتقد أن قرار المجلس سيكون ‘التيسير النقدي‘". وأضاف المحللون: "سينخفض الدولار أمام العملات الرئيسية في حال الحديث عن تيسير نقدي كبير، حتى مع خفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس... أكبر الخسائر، إن حدثت، ستكون على الأرجح مقابل الين".

وأرجعوا ذلك إلى أن "التباين بين توقعات البنوك المركزية سيظل الأكثر وضوحاً بين مجلس الاحتياطي الاتحادي وبنك اليابان في الوقت الراهن". ومن المتوقع أن يتمسك بنك اليابان بسياسته يوم الجمعة، لكنه أشار إلى رفع أسعار الفائدة مرات أخرى.

وقاد الجنيه الإسترليني، وهو أفضل عملات مجموعة العشر أداء هذا العام مع ارتفاع 3.9% مقابل الدولار، الصعود أمام العملة الأميركية بفضل الدلائل على متانة الاقتصاد البريطاني وثبات التضخم. وتجاوز الجنيه الإسترليني مستوى 1.32 دولار أمس الاثنين، وسجل 1.3203 دولار في التعاملات الآسيوية. ومن المتوقع أن يترك بنك إنكلترا أسعار الفائدة دون تغيير عند 5% في اجتماعه يوم الخميس.

وزاد الدولار الأسترالي 0.6746 دولار، وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.6189 دولار اليوم الثلاثاء. والأسواق الصينية مغلقة حتى غد الأربعاء بسبب عطلة، ومع هذا ارتفع اليوان إلى 7.0947 مقابل الدولار في التعاملات خارج البلاد.

واستقر مؤشر الدولار عند 100.7 ليظل قريباً من أدنى مستوى له في عام 2024، الذي سجله الشهر الماضي عند 100.51. ومن المقرر صدور بيانات مبيعات التجزئة الأميركية وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين في كندا في وقت لاحق من الجلسة، لكن كل الأنظار لا تزال متجهة إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الذي يستمر يومين وينتهي غداً الأربعاء. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون