استمع إلى الملخص
- شهد الدولار تراجعًا ملحوظًا بعد تقرير عن تغيير محتمل في خطط ترامب الجمركية، مما أدى إلى ارتفاع العملات الأوروبية، رغم نفي ترامب للتقرير.
- نفى ترامب تقريرًا عن تقليص الرسوم الجمركية، مؤكدًا أنها أخبار كاذبة، وسط انتقادات لسياساته الجمركية المحتملة وتأثيرها على التجارة العالمية وتكاليف المستهلكين.
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لخطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وأن تكون أقل حدة من المتوقع. وذكرت تقارير إعلامية أن معاوني ترامب يدرسون خططا لفرض رسوم جمركية فقط على القطاعات التي تعتبر ذات أهمية للأمن القومي أو الاقتصادي للولايات المتحدة. إلا أن ترامب نفى التقرير، مما فاقم حالة الضبابية بشأن السياسات التجارية الأميركية في المستقبل.
كما ينتظر المستثمرون بيانات وظائف في الولايات المتحدة بحثا عن مؤشرات حول المسار الذي سيتبعه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن الفائدة. ويترقب المستثمرون تقريرا للوظائف في الولايات المتحدة من المقرر صدوره يوم الجمعة، وقد يساعد في إلقاء المزيد من الضوء على مسار سياسة المركزي الأميركي.
وتوقع مجلس الاحتياطي الاتحادي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة في 2025، وسط مخاوف من احتمال ارتفاع التضخم مجددا. وقد يحتاج المجلس إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول للسيطرة على التضخم الذي لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2%.
صعود الذهب
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2644.79 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05.48 بتوقيت غرينتش، فيما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2655.00 دولارا. وقال ييب جون رونج خبير استراتيجيات السوق لدى آي.جي: "تمكنت أسعار الذهب من تحقيق استقرار وسط بعض التباطؤ في الدولار الليلة الماضية، لكن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية قد يظل عائقا رئيسيا أمام تحقيق المزيد من المكاسب".
وسجل العائد القياسي لسندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات أعلى مستوى منذ مايو/أيار 2024 أمس الاثنين، فيما ظل الدولار يحوم بالقرب من أدنى مستوى في أسبوع، حيث انخفض ما يصل إلى 1.07% خلال تعاملات أمس الاثنين، مقابل سلة من العملات الرئيسية. لكن الدولار قلص انخفاضاته بعدما نفى ترامب هذا التقرير في منشور على منصة (تروث سوشيال). وعادة ما يُنظر للذهب على أنه أداة للتحوط في أوقات عدم اليقين والتضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الأصل الذي لا يدر عائدا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6% إلى 30.12 دولارا للأوقية اليوم الثلاثاء، وصعد البلاتين 0.6% إلى 938.55 دولارا، وزاد البلاديوم 0.4% إلى 924.52 دولارا.
تراجع الدولار
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار صوب أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية اليوم الثلاثاء، وانخفض الدولار أمس الاثنين مقابل عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني بعد تقريرواشنطن بوست عن تغيير خطط ترامب لفرض الرسوم الجمركية. ومع ذلك، عوضت العملة بعض الخسائر بعد أن نفى ترامب التقرير في منشور على منصته تروث سوشيال.
وخسر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية المنافسة، 0.14% إلى 108.16 بحلول الساعة 06.00 بتوقيت غرينتش بعد أن هبط إلى 107.74 خلال الليل، وهو أضعف مستوى له منذ 30 ديسمبر/ كانون الأول. وفي الثاني من الشهر الجاري، ارتفع المؤشر إلى مستوى 109.58 للمرة الأولى منذ نوفمبر /تشرين الثاني 2022، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى توقعات بأن السياسات التي تعهد بها ترامب مثل التحفيز المالي وتخفيف الإجراءات التنظيمية وزيادة الرسوم الجمركية ستعزز النمو في الولايات المتحدة.
وقال كريس ويستون رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون "فرض الرسوم الجمركية الشاملة التي تعهد بها ترامب بنسبة 10-20% بهذا الشكل الصارم يعد غير مرجح، لذا فإن تقرير واشنطن بوست عزز هذا الرأي السائد على نطاق واسع، حتى لو قلل ترامب من أهميته". وأضاف ويستون "من الواضح أن آخر شيء يريده ترامب في هذه المرحلة هو خسارة نفوذه ومصداقيته عند الدخول في المفاوضات... حتى لو أصبح تقرير واشنطن بوست أمرا واقعا بمرور الوقت".
وتستهدف تهديدات ترامب الجمركية منطقة اليورو على وجه الخصوص، وارتفع اليورو 0.08% إلى 1.039825 دولار بعد أن قفز إلى أعلى مستوى في أسبوع عند 1.0437 دولار قبل يوم. وتقدم الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.25395 دولار عقب صعوده إلى أعلى مستوى له عند 1.2550 دولار في الجلسة الماضية. إلا أن العملة الأميركية ارتفعت 0.14% إلى 157.83 ين، وبلغت في وقت سابق 158.425 ين للمرة الأولى منذ 17 يوليو /تموز بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية. واستأنف الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي الارتفاع، وزاد الأسترالي 0.35% إلى 0.6268 دولار، بينما صعد النيوزيلندي 0.47% إلى 0.5670 دولار.
وبالنسبة للعملات المشفرة، لم تشهد بيتكوين تغيرا يذكر لتستقر عند 101688 دولارا تقريبا مع تداولها عند أعلى مستوياتها منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول.
ترامب ينفي تعديل سياسة فرض الرسوم الجمركية
ونفى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تقريرا صحافيا أفاد بأن معاوني ترامب يستعرضون خططا للرسوم الجمركية ستشمل فقط الواردات الضرورية. وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال: "تنص القصة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن مصادر لم تذكرها بالاسم ولا وجود لها، بشكل غير صحيح، على أن سياستي المتعلقة بالتعريفات الجمركية سوف يتم تقليصها. وهذا خطأ. وتعرف صحيفة واشنطن بوست أنه خطأ. إنه مجرد مثال آخر على الأخبار الكاذبة".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة، أمس الاثنين، أن مساعدي ترامب يدرسون خططا لتطبيق رسوم جمركية على كل دولة لكنها تغطي فقط قطاعات معينة ذات أهمية للأمن الوطني أو الاقتصادي، وهو ما يمثل تحولا ملحوظا عن الوعود التي قطعها ترامب خلال حملته الرئاسية. وسجلت الأسهم والعملات الأوروبية ارتفاعا حادا الاثنين بعد نشر هذا التقرير.
وتعهد ترامب، الجمهوري الذي سينصب رسميا في 20 يناير/كانون الثاني، بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة إلى جانب رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية، وهي رسوم يقول خبراء التجارة إنها ستعوق تدفقات التجارة وترفع التكاليف وتؤدي إلى ردات فعل تضر بالصادرات الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن مساعدي ترامب قولهم إن الخطط بشأن الرسوم الجمركية ليست نهائية حتى الآن. بينما أكدت وكالة بلومبيرغ أن الخطة الجديدة ستقلص بدرجة كبيرة نطاق الرسوم التي تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بفرضها بما يتراوح بين 10 و20%، وهي الخطوة التي يتوقع المحللون أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلك في الولايات المتحدة وتشويه أنماط التجارة العالمية.
وتثير تهديدات ترامب بفرض رسوم على الواردات الأميركية انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، العام الماضي، من اتخاذ تدابير انتقامية ردا على الرسوم الجمركية الجديدة المحتملة التي قد يفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. أما الصين فردت على إعلان ترامب بشأن فرض رسوم جمركية إضافية على منتجاتها، قائلة إنه لا يوجد رابح في الحروب التجارية. وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بنج يو على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "لا يوجد رابح في حرب الرسوم أو الحرب التجارية، كما أن العالم لن يستفيد من ذلك".
(رويترز، العربي الجديد)