الأسهم الإسرائيلية تشهد تراجعاً حاداً وسط المخاوف من رد إيراني

04 اغسطس 2024
المشهد في تل أبيب عقب رد إيران، 14 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

تراجعت الأسهم الإسرائيلية تؤاجعاً حادّاً، اليوم الأحد، في بورصة تل أبيب، وسط المخاوف من رد إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، إلى جانب الضعف في الأسواق الأميركية التي يعتمد عليها المستثمرون الإسرائيليون. وبحسب ما أوردته وكالة بلومبيرغ، اليوم الأحد، انخفض مؤشر الأسهم الإسرائيلية القياسي في بورصة تل أبيب TA-35 بنسبة 2.7%، وهو أكبر انخفاض خلال أسبوع، قبل أن يقلّص الخسائر قليلاً لينخفض ​​بنسبة 2.5% قبل الساعة الواحدة ظهراً بوقت قصير.

وتغلق بورصة تل أبيب أبوابها يومي الجمعة والسبت. ونقلت "بلومبيرغ" عن رئيس المبيعات الدولية والتداول في شركة ميتاف للاستثمارات المحدودة عدي باباني، قوله إنّ "التوتر الناجم عن رد الفعل الإيراني بعد الضربتين المزدوجتين في طهران وبيروت لا يزال قائماً، بالإضافة إلى عمليات البيع في السوق العالمية"، في نهاية الأسبوع الماضي.

يذكر أنّ الأسهم الأميركية التي تسجل العديد من الشركات الإسرائيلية فيها أسهمها للتداول تراجعت يوم الجمعة، بعدما أثارت بيانات التوظيف الضعيفة مخاوف من تباطؤ اقتصادي، وعززت مخاوف من أنّ مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لا يتحرك بسرعة كافية لخفض أسعار الفائدة.

وتستعد إسرائيل لردّ محتمل من إيران، التي هددت لاغتيال هنية، في حين تعهد حزب الله اللبناني بالرد على اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر، بعد الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الأسبوع الماضي. وكانت أكبر الانخفاضات، اليوم الأحد، في أسهم التكنولوجيا المتداولة بشكل مزدوج، في كل من بورصتي تل أبيب ونيويورك. ووفق بيانات البورصة انخفضت أسهم Nova Ltd وCamtek Ltd، اللتين تخدمان صناعة أشباه الموصلات، بنسبة 11% لكل منهما، في حين تم تداول أسهم Tower Semiconductor Ltd وNice Ltd، بخسارة بلغت حوالي 5% في بورصة تل أبيب، اليوم الأحد.

وعزا كبير اقتصاديي الأسواق في بنك مزراحي تفاهوت الإسرائيلي المحدود رونين مناحيم، هذا الانخفاض إلى الانخفاضات الحادة في الولايات المتحدة يوم الجمعة و"التوترات الأمنية الهائلة" في إسرائيل. وأضاف لـ"بلومبيرغ": "من المتوقع أن تظل السوق متوترة للغاية".

وأوضح أنّ المستثمرين يترددون بين سيناريوهين محتملين؛ الأول، استمرار التصعيد الحالي وإضراره بالنشاط الاقتصادي المحلي، وامتداده إلى الأسواق العالمية. وفي الحالة الثانية، تزايد الضغوط على إسرائيل من طرف الحلفاء، وفي نهاية المطاف سيتم التوصل إلى صيغة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة. وقال إنه في الحالة الأخيرة، قد تعود الأسهم الإسرائيلية إلى اتجاه ارتفاع الأسعار، وحتى الإفراط في الأداء مقارنة بالأسواق في الخارج. 

ووفق ما أورده موقع كالكاليست الإسرائيلي، تتخوف الأسواق المالية من حدوث حرب شاملة تعمّق أزمات الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني حالياً ارتفاع معدل العجز في الميزانية وارتفاع حجم الديون وكلفتها. وتستند ميزانية إسرائيل الحالية والتوقعات الاقتصادية على أساسها، إلى افتراض أن الحرب في الجنوب سوف تهدأ خلال عام 2024، في حين يظل الوضع في الشمال مستقراً أو يتحسن، مع تجنب حرب شاملة.

ومع ذلك، ستكون هذه الافتراضات باطلة إذا اندلعت حرب أوسع مع حزب الله، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والقذائف بكثافة على الجبهة الداخلية لإسرائيل، قد تصل إلى تل أبيب. ومن المرجح أن يتضمن مثل هذا السيناريو تعبئة واسعة النطاق للاحتياطيات وربما تدخلاً برياً إسرائيلياً في لبنان. وستكون هذه النظرة أكثر إثارة للقلق في إسرائيل إذا انخرطت إيران وحلفاؤها  في العراق واليمن وسورية في قتال طويل الأمد ضدها.

المساهمون