الأسهم الأميركية تحقق مستويات قياسية جديدة بعد خفض الفائدة... وأسواق العالم تستجيب

19 سبتمبر 2024
خفض الفائدة ‏جاء بردا وسلاما على الأسهم الأميركية/نيويورك/19 ‏سبتمبر2024(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية:** سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية مستويات قياسية جديدة بعد خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، حيث قفز مؤشر داو جونز 500 نقطة، وارتفع ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6%، وناسداك بنسبة 2.75%.

- **أداء قوي لأسهم التكنولوجيا والتمويل:** شهدت أسهم شركات التكنولوجيا ارتفاعات ملحوظة، مثل إنفيديا وAMD بنحو 5%، وآبل وميتا وألفابيت بنسب اقتربت من 4%. في قطاع التمويل، قفزت أسهم جيه بي مورغان تشيس بنسبة 1.5%.

- **تأثير خفض الفائدة على الأسواق العالمية:** ارتفعت أسواق الأسهم في الخليج وأوروبا بعد خفض الفائدة الأميركية، حيث ارتفع المؤشر السعودي بنسبة 1.3%، ومؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.2%.

واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية يوم الخميس تسجيل المستويات القياسية الجديدة، بعد أن استوعب المتداولون قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي يوم الأربعاء بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، نابذين وراء ظهورهم مخاوف أن يكون الخفض الكبير دليلاً على تردي حالة الاقتصاد الأميركي، واقترابه من الدخول في ركود. وفي الدقائق الأولى من تعاملات الخميس، قفز مؤشر داو جونز الصناعي 500 نقطة، مثلت نحو 1.2% من قيمة المؤشر، متجاوزاً مستوى 42,100 نقطة لأول مرة في تاريخه. وارتفع أيضاً مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الأسهم الأميركية المختلفة، بنسبة 1.6%، ليتجاوز مستوى 5,700 ويسجل مستوى قياسيا جديدا هو الآخر. وبالتزامن، ارتفع مؤشر ناسداك، المتخم بشركات التكنولوجيا، بنسبة 2.75%، مقترباً بدوره من أعلى مستوياته على الإطلاق.

وحصل المتداولون على بعض الثقة في خطة بنك الاحتياط الفيدرالي لتحقيق هبوط آمن للاقتصاد يوم الخميس، حيث انخفضت طلبات البطالة الأسبوعية بمقدار 12,000 إلى 219,000، وهو ما كان أقل ‏كثيراً من تقديرات الاقتصاديين. وعاودت الأسهم الأميركية ارتفاعها، بقيادة شركات التكنولوجيا، حيث حفز خفض أسعار الفائدة الكبير المستثمرين على العودة إلى مزاج المخاطرة.

وارتفعت أسهم شركات تصنيع الرقائق إنفيديا وAMD بنحو 5%، وتم تداول Micron Technology على ارتفاع يتجاوز 2%، كما ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى مثل آبل وميتا وألفابيت بنسب اقتربت من 4%. أيضاً قفزت أسهم عملاق التمويل جيه بي مورغان تشيس بنسبة 1.5%، وارتفعت أسهم كاتربيلر الصناعية وهوم ديبوت بنسبة 3.3% و 1.5% على التوالي.

وبين عشية وضحاها، خفض بنك الاحتياط الفيدرالي سعر الإقراض إلى نطاق 4.75% - 5% من نطاق 5.25% - 5.5% يوم الأربعاء، وهو ما جاء بمثابة مفاجأة لبعض المستثمرين الذين انتقدوا حجم أول خفض ‏لأسعار الفائدة، بعد ثمانية اجتماعات شهدت تثبيتا لها، ‏على مدار الاثني عشر شهرا الماضية. وكان هذا أول خفض لأسعار الفائدة يقوم به بنك الاحتياط الفيدرالي منذ عام الجائحة.

وقال رئيس قسم الأبحاث في ‏شركة الاستشارات "فندسترات غلوبال" توم لي، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية يوم الخميس: "إن دورة خفض أسعار الفائدة الفيدرالية هذه تمهد الطريق للأسواق لتكون قوية حقًا على مدار الشهر أو الأشهر الثلاثة المقبلة". وأشار لي إلى أنه يتوقع ارتفاع حالة عدم اليقين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

وبعد التأرجح لمعظم فترة ما بعد ظهر الأربعاء، أنهت الأسهم الأميركية تعاملاتها في المنطقة الحمراء، حيث سيطرت المخاوف على المستثمرين من أن يكون خفض الفائدة الكبير دليلا على اقتراب الاقتصاد الأميركي من الدخول في ركود، قبل أن يبدأ المتعاملون ‏يوم الخميس وكلهم ثقة في إدارة البنك الفيدرالي لعملية الهبوط الآمن.

الأسهم الأميركية ‏لم تكن وحدها في التحليق

‏وبعد أن حذت البنوك المركزية في دول الخليج العربي حذو البنك المركزي الأميركي وخفضت معدلات الفائدة الرئيسية لديها، أغلقت أسواق الأسهم في المنطقة على ارتفاع اليوم الخميس، حيث ارتفع المؤشر السعودي 1.3% بدعم من ارتفاع سهم مصرف الراجحي 2%، وارتفع سهم شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو 1.1%. أيضا ارتفعت أسعار النفط، وهي محفز للأسواق المالية في الخليج، بعد خفض الفائدة الأميركية، لكن خام برنت لا يزال يحوم حول أدنى مستوياته هذا العام عند أقل من 75 دولارا للبرميل وسط توقعات بضعف الطلب العالمي.

واختتم المؤشر القطري تعاملات اليوم على ارتفاع 0.6%، وسط صعود معظم الأسهم المدرجة ومنها بنك قطر الوطني الذي تقدم 2%، كما ارتفع مؤشر دبي 0.7% بقيادة سهم إعمار العقارية الذي ارتفع 1.2%، وأغلق مؤشر أبوظبي على ارتفاع 0.8%. وعادة ما تسترشد دول مجلس التعاون الخليجي في سياستها النقدية بتحركات مجلس الاحتياط الفيدرالي نظرا لأن معظم عملاتها مربوطة بالدولار.

وخارج منطقة الخليج، ارتفع مؤشر الأسهم القيادية في مصر 2% مع صعود سهم البنك التجاري الدولي 1.8%، على الرغم من أن البنك المركزي المصري لم يحرك أسعار الفائدة بعد قرار الفيدرالي الأميركي. وثبت المركزي المصري أسعار الفائدة الأساسية لديه في آخر اجتماعاته، والذي عقد في الخامس من شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وفي أوروبا، ارتفعت ‏أسواق الأسهم يوم الخميس، مع استيعاب المستثمرين لقرارات السياسة النقدية الأخيرة من بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي، ورغم تثبيت بنك إنكلترا (المركزي) ‏معدلات الفائدة الرئيسية لديه، في اجتماعه الذي انعقد اليوم.

وارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 1.2% بحلول الساعة 3:20 مساءً بتوقيت لندن، بعد وقت قصير من إعلان بنك إنكلترا عن قراره. وتم تداول أسهم جميع البورصات الرئيسية وجميع القطاعات تقريبًا في المنطقة الخضراء، وكان الاستثناء الوحيد أسهم شركات المرافق، حيث انخفضت بنسبة 2.07%، بينما ارتفعت أسهم شركات التعدين بنسبة 3.04%.

وصوت صناع السياسات في بنك إنكلترا على إبقاء سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا عند 5% في خطوة متوقعة على نطاق واسع. وقال البنك المركزي البريطاني إن "النهج التدريجي" للتيسير النقدي لا يزال مناسبًا، مع بقاء تضخم الخدمات "مرتفعًا".

وقالت ليندسي جيمس، استراتيجية الاستثمار في Quilter Investors، إن القرار يمهد الطريق على الأرجح للبنك لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في نوفمبر/ تشرين الثاني. وأضافت: "في حين أن اليوم قد يكون بمثابة توقف مؤقت، فإن الإجماع العام هو توقع المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام والعام المقبل، مع تباطؤ الزخم الاقتصادي الذي تراكم، وبقاء التضخم قريبًا من مستواه المستهدف".

وأبقى البنك المركزي النرويجي يوم الخميس أيضًا على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى في 16 عامًا عند 4.5%، وقال إنه يخطط لبدء خفض تكاليف الاقتراض مع بداية العام المقبل.

المساهمون