الأسهم الأميركية تتراجع لليوم الرابع على التوالي... وخسائر إبريل تقترب من 5%

18 ابريل 2024
مظاهرات داعمة لفلسطين في وول ستريت - حي المال في نيويورك 15 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأسهم الأميركية تشهد تراجعًا لليوم الرابع على التوالي، مع خسائر في مؤشرات إس أند بي 500 وناسداك بسبب ضغوط من شركات التكنولوجيا الكبرى، رغم الهدوء النسبي في الشرق الأوسط.
- تأثير سلبي لتراجع مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن إعطاء إشارات لخفض أسعار الفائدة، مما أدى إلى تلاشي المكاسب المبكرة وسيطرة الضغوط البيعية، خصوصًا على مؤشر داو جونز.
- انخفاض أسعار النفط بنسبة 3% بسبب زيادة المخزونات الأميركية وبيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، بالإضافة إلى التقدم في مشروعات قوانين لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل، مما يعكس الضغوط الاقتصادية العالمية.

واصلت الأسهم الأميركية أداءها الضعيف في تعاملات الأربعاء ليغلق مؤشرا إس أند بي 500 وناسداك في المنطقة الحمراء لليوم الرابع على التوالي، بينما تضع شركات التكنولوجيا الكبرى ضغوطاً واضحة على السوق، رغم هدوء الأحوال إلى حد كبير في الشرق الأوسط، مقارنة بالتوقعات التي انتظرت رداً انتقامياً من إسرائيل على إيران. 

وبختام تعاملات الأربعاء، محا مؤشر داو جونز الصناعي مكاسبه التي تجاوزت 200 نقطة في بعض لحظات الجلسة، وخسر 45 نقطة أخرى، مثلت نسبة 0.12% من قيمته عند بداية اليوم، وخسر مؤشر إس أند بي 0.58%، بينما كانت الخسارة في مؤشر ناسداك 1.15%، فيما بدا وكأنه تكملة لعملية إعادة ضبط المحافظ على "الوضع الطبيعي الجديد"، الذي يستبعد خفض أسعار الفائدة في يونيو/حزيران، والتي بدأت قبل أسبوع.

وجاء هذا الأداء وسط نوبة من الضعف تمثل فترة راحة من المكاسب القوية التي شهدناها في الربع الأول وفي عام 2023. وانخفض مؤشر داو جونز أكثر من 5% في إبريل، في حين انخفض مؤشرا إس أند بي 500 وناسداك أكثر من 4%.

وتراجع كبار مسؤولي مجلس الاحتياط الفيدرالي، ومن بينهم جيروم باول رئيس المجلس، أمس الثلاثاء، عن تقديم أي إشارات إلى الموعد المحتمل لخفض أسعار الفائدة، مما بدد آمال المستثمرين في خفض تكاليف الاقتراض بشكل كبير هذا العام.

ومثل يوم الأربعاء الجلسة الثالثة على التوالي التي تفتتح فيها الأسهم التعاملات على ارتفاع، ثم لا تلبث أن تتلاشى تلك المكاسب مع سيطرة الضغوط البيعية. وكان يوم الأربعاء هو اليوم السلبي السابع لمؤشر داو جونز في آخر ثمانية أيام. ومُني كل من مؤشري إس أند بي 500 وناسداك بسلسلة خسائر استمرت حتى الآن لأربعة أيام، هي الأطول لكل منهما منذ الفترات المنتهية في أوائل يناير/كانون الثاني.

وتزايدت الضغوط على الأسهم مع تراجع أسهم شركة إنفيديا المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، صاحبة الأداء شديد القوة في 2023 والفترة التي مضت من 2024، لتخسر نحو 4% من قيمتها. وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة نتفليكس وآبل ومايكروسوفت، ليسجل قطاع التكنولوجيا أسوأ أداء داخل مؤشر إس أند بي، بنسبة تراجع 1.7%.

وقال كيفين جوردون، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة تشارلز شواب للخدمات المالية، في لقاء على شبكة سي أن بي سي الاقتصادية إن المستثمرين "يقومون بتقليص بعض من الأسهم مرتفعة التقييم. أعتقد أنهم بدأوا بالفعل يدركون حقيقة أن هناك أجزاء أخرى من السوق تعمل بشكل جيد".

وأعلن أقل من 10% من الشركات المدرجة في مؤشر إس أند بي 500 عن نتائج الأعمال لديهم في الربع الأول من العام، وكان أكثر من ثلاثة أرباعهم متجاوزين لتوقعات وول ستريت، وفقًا لشركة فاكت ست لتحليل البيانات. ولكن المخاوف من إلغاء بنك الاحتياط الفيدرالي لخطط خفض الفائدة خلال العام الحالي، أو تأخيرها لما بعد انتهاء الصيف، طغت على البداية القوية لموسم الأرباح.

وقال لاري تنتاريلي، كبير الاستراتيجيين الفنيين في "تقرير بلو تشيب ديلي تريند" اليومي: "هذه سوق أكثر حذراً. أنا أكثر حذرا الآن مما كنت عليه خلال الأشهر الخمسة الماضية".

وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط 3% عند التسوية اليوم الأربعاء، متأثرة بزيادة المخزونات الأميركية وبيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، بالإضافة إلى إحراز الولايات المتحدة تقدما في مشروعات قوانين تقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو حزيران 2.73 دولار، أو ثلاثة بالمائة، إلى 87.29 دولارا للبرميل عند التسوية، بينما هبطت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم مايو/أيار 2.67 دولار، أو 3.1 بالمائة، إلى 82.69 دولارا للبرميل، وهو أكبر هبوط لكلا الخامين منذ 20 مارس/آذار.

وتتراجع أسعار النفط منذ بداية الأسبوع، إذ ضغطت أوضاع اقتصادية غير مواتية على معنويات المستثمرين، مما حد من مكاسبه الناجمة عن التوتر الجيوسياسي، وسط ترقب لكيفية رد إسرائيل على الهجوم الذي شنته إيران عليها مطلع الأسبوع.

ولا يتوقع المحللون أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات صارمة على صادرات النفط الإيرانية بسبب هجوم طهران على إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيرة.

وأظهرت بيانات حكومية أن مخزونات الخام ارتفعت 2.7 مليون برميل إلى 460 مليونا في الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من إبريل/نيسان، وذلك مقارنة مع توقعات محللين استطلعت رويترز آراءهم بأن تصعد 1.4 مليون.

وواصلت أسعار النفط الهبوط بعدما قال مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي الأربعاء إن أربعة مشروعات لتقديم المساعدة لأوكرانيا وإسرائيل ومنطقة المحيطين الهادئ والهندي ستُقدم "في وقت قريب اليوم"، مع نشر مشروع قانون آخر "يحتوي تدابير لمواجهة روسيا والصين وإيران" في وقت لاحق يوم الأربعاء.

 

 

المساهمون