تجاهلت مؤشرات الأسهم الأميركية كلمات جيروم باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، للصحافين يوم الأربعاء، في إعقاب إعلان تثبيت الفائدة على أمواله، حين أشار إلى احتمالية رفع الفائدة مجدداً هذا العام، وواصلت ارتفاعاتها التي بدأت قبل عدة أسابيع، لتنهي تعاملات يوم الخميس بارتفاعات تجاوزت 1%.
وفي تعاملات يوم الخميس، قفز مؤشر داو جونز الصناعي 428 نقطة، مثلت 1.26% من قيمته عند بداية اليوم، وأضاف مؤشر إس آند بي 500 نسبة 1.22% بعد تسجيله أعلى مستوياته في 13 شهراً، بينما ربح مؤشر ناسداك 1.15%، خلال اليوم نفسه.
وكان البنك الفيدرالي قد ثبّت معدل الفائدة على أمواله يوم الأربعاء، بعد رفعها في آخر 10 اجتماعات، لكن رئيس البنك أشار إلى احتمال رفع الفائدة بنحو نصف بالمائة قبل نهاية العام الجاري.
ورغم تسبب تلك الكلمات في تراجع أسعار أغلبها لدقائق يوم الأربعاء، إلا أن الأسهم الأميركية استعادت قوتها قبل نهاية التعاملات، وهو ما استمر أيضاً منذ اللحظة الأولى لتعاملات الخميس، وحتى نهاية اليوم.
وكان الحدث الأبرز يوم الخميس، بدء التعامل على أسهم شركة المطاعم "كافا CAVA"، التي ارتفعت بنسبة تجاوزت 100% خلال تعاملات اليوم، بعد وصول سعر السهم لأكثر من 44 دولاراً، رغم أن الطرح الأولي نُفِّذ على سعر 22 دولاراً للسهم.
وفي أوروبا، أنهت الأسهم الأوروبية تعاملات اليوم الخميس منخفضة، بعدما رفع البنك المركزي الأوروبي تكلفة الاقتراض كما كان متوقعاً، وأشار إلى مزيد من تشديد السياسة النقدية بهدف كبح جماح التضخم العنيد.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.1% عند الإغلاق، بعدما هبط 0.8% في وقت سابق من الجلسة.
ورفع البنك المركزي الأوروبي سعر فائدة الإيداع 25 نقطة أساس إلى 3.5%، وهو أعلى مستوياتها منذ 22 عاماً، وهذه هي الزيادة الثامنة على التوالي لسعر فائدة المركزي الأوروبي. وبلغ التضخم في منطقة اليورو 6.1%، أي أكثر من ثلاثة أمثال المستوى الذي يستهدفه المركزي الأوروبي عند 2%.
وقال ستيوارت كول من إكويتي كابيتال لرويترز: "كان هذا متوقعاً تماماً في ضوء أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد كانت قد قالت بالفعل قبل أسبوعين إنه ينبغي رفع أسعار الفائدة أكثر لإعادة مؤشر أسعار المستهلكين للمستوى المستهدف".
وانخفض مؤشر القطاع المصرفي 0.8%، بينما تراجع مؤشر قطاع التكنولوجيا 0.6%. وكلاهما شديد التأثر بحركة سعر الفائدة.
وارتفعت أسهم قطاع الرعاية الصحية 0.4%.
وقفزت أسهم شركة "إتش آند إم" 3.7%، بعدما قالت مجموعة الأزياء السويدية إنها سجلت بداية جيدة لشهر يونيو/ حزيران. وارتفع مؤشر قطاع التجزئة 0.3%.
وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط أكثر من 3% أمس الخميس، مدفوعة بانخفاض الدولار، وقفزة في استهلاك المصافي للخام في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.47 دولار، أو ما يعادل 3.4%، وصولاً إلى 75.67 دولاراً للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الأميركي 2.35 دولار، أو ما يعادل 3.4%، ليغلق عند 70.62 دولاراً للبرميل، عند التسوية. وهذا أعلى مستوى إغلاق لكل من الخامين منذ الثامن من يونيو/ حزيران.
وتلقت السوق دعماً من تقريرين أميركيين أظهرا ارتفاع مبيعات التجزئة على غير المتوقع في مايو/ أيار، وكذلك تسجيل طلبات الحصول على إعانة البطالة مستوى أعلى من المتوقع الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوى في خمسة أسابيع أمام سلة من العملات الأخرى.
ويجعل انخفاض العملة الأميركية النفط أرخص لحاملي العملات الأخرى، ما قد يعزز الطلب.
وأظهرت بيانات يوم الخميس ارتفاع استهلاك مصافي النفط الصينية للخام في مايو/ أيار بنسبة 15.4% مقارنة بالعام الماضي، مسجلاً ثاني أعلى مستوى على الإطلاق.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف سعود الصباح، يوم الخميس إنّ من المتوقع أن يواصل الطلب الصيني على النفط ارتفاعه خلال النصف الثاني من العام.