الأسد يقايض الخضار السورية بالقمح الروسي.. ووصول أول شحنة إلى طرطوس

05 يوليو 2018
خطط لشحن 200 ألف طن حبوباً خلال عام (Getty)
+ الخط -


وصلت أول شحنة حبوب روسية (قمح وشعير) من جزيرة القرم إلى ميناء طرطوس البحري، غربي سورية، اليوم الخميس، بوزن 3.8 آلاف طن، ويجري الخبراء حالياً التحاليل اللازمة للتأكد من جودتها قبل بدء عملية التفريغ.

وبحسب ما أعلنته سلطات مدينة سيفاستوبول الروسية، فإن الدفعة الثانية سيجري شحنها إلى سورية في الأيام المقبلة، بوزن 5.4 آلاف طن من القمح، وحوالي 5 آلاف طن شعير.

وبدأت في يونيو/حزيران الماضي، عملية شحن الحبوب من ميناء سيفاستوبول البحري (الواقع في شبه جزيرة القرم) إلى سورية، وذلك في إطار اتفاق التعاون بين ميناءي طرطوس وسيفاستوبول، حيث توجد خطط لشحن 200 ألف طن حبوب خلال عام.

وكان الجانب السوري المشارك في منتدى يالطا الرابع الاقتصادي الدولي، قد اقترح إنشاء مركز بحري في شبه جزيرة القرم كونها أقرب نقطة إلى سورية، لتشجيع التبادل التجاري مع روسيا.
وتخطط الحكومة السورية لاستيراد نحو 1.5 مليون طن قمح هذا العام، معظمها من القمح الروسي، في حين من المتوقع أن تبلغ مشتريات القمح المحلي نحو نصف مليون طن.



وقالت وزارة التجارة الداخلية إن معظم الواردات ستكون روسية، لكن سورية تتطلع أيضًا لشراء قمح روماني وبلغاري.

وذكرت الوزارة أن البلاد ما زالت في بداية موسم الشراء المحلي، لكن من المتوقع أن تراوح مشتريات القمح المحلية بين 500 ألف و600 ألف طن هذا العام، علماً أن سورية تملك احتياطيات استراتيجية من القمح تكفي لأكثر من 8 أشهر، حسب التصريحات الحكومية الرسمية.

وكانت سورية قبل عام 2011 من الدول التي تتمتع باكتفاء ذاتي من إنتاج القمح، حيث كانت صاحبة مخزون احتياطي استراتيجي، فقد بلغ متوسط المساحة المخصصة لزراعة القمح 1.68 مليون هكتار خلال السنوات من 1995-2010، إلا أن إنتاج القمح تراجع إلى مليونَي طن عام 2012، بعدما كان إنتاج سورية يراوح بين 4 ملايين و4.5 ملايين طن سنوياً.

وبذلك تراجع إنتاج المحصول إلى ما يقارب النصف أو أكثر منذ بداية الأزمة.

وتخطط الحكومة لاستيراد نحو مليون طن قمح هذا العام من روسيا، مقابل تصدير خضروات وفواكه سورية بنحو 50 مليون دولار، منها 100 ألف طن حمضيات، على أن يتم شراء 500 – 600 ألف طن من القمح المحلي، وفق ما كشفه قبل أيام وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبدالله الغربي.

وتمتلك روسيا حالياً ما يزيد على 80 مليون طن من القمح جاهزة للتصدير، ما دفع وزارة النقل السورية قبل أشهر إلى اقتراح إنشاء مركز توزيع للقمح الروسي في سورية، ولاقى المقترح تجاوباً من الجانب الروسي الذي وعد بدراسة الموضوع.



وتستهلك سورية 2.5 مليون طن من القمح سنوياً، يتم تأمين بعضها من القمح المحلي فيما تستورد الباقي من روسيا، وذلك بعدما كانت مكتفية ذاتياً قبل الأزمة بإنتاج يصل إلى 4 ملايين طن سنوياً مع إمكانية تصدير 1.5 مليون طن منها.

وفي سياق نشاط التبادل عبر ميناء القرم، أعلن رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى يالطا الاقتصادي الدولي والمنظمة العامة الروسية "روسيا الأعمال"، أندريه نزاروف، أمس الأربعاء، أن محافظة اللاذقية السورية قامت بإنشاء مركز لتصدير الحمضيات إلى روسيا عبر موانئ القرم.

ووفقاً لوكالة "سبوتينيك"، قال نزاروف: "تم إنشاء قرية تصدير في اللاذقية لتزويد روسيا بالحمضيات، وسيتم بناء مسار للحمضيات، وشبه جزيرة القرم واحدة من نقاط الدعم، بسبب أن الطريق البحري هو الأقصر بين الدولتين".

وأوضح المسؤول الروسي أنه سيتم توريد الحمضيات عن طريق البحر إلى القرم، وبعد ذلك إلى باقي مناطق روسيا، والتي من الممكن أن لا تكون نقطة النهاية لتصبح مركزاً لإعادة تصدير هذه المنتجات إلى بلدان أخرى.

المساهمون