الأزمات والحروب ترفع كلفة إعادة التأمين

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن أسعار إعادة التأمين في العالم ارتفعت بنسبة 200 في المائة خلال العام الماضي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والكوارث الطبيعية التي رفعت التكاليف على شركات التأمين. وتبدأ شركات إعادة التأمين تجديد رخصها عادة في أول يناير/ كانون الثاني من كل عام.

وتتقاسم شركات إعادة التأمين الخسائر مع شركات التأمين الرئيسية. وحسب التقرير، كانت إعادة التفاوض هذا العام بشأن خطط إعادة التأمين من أصعب التحديات التي واجهتها صناعة التأمين منذ سنوات، بسبب خسائر الكوارث الطبيعية، إلى جانب المخاطر التي سببها الغزو الروسي لأوكرانيا.

وحسب التقرير، قال الرئيس الدولي لوساطة إعادة التأمين بشركة Gallagher Re العالمية، جيمس كينت، إن "الوضع صعب ويثير الغضب".

ويشير تقرير "فاينانشيال تايمز" إلى أن أسعار إعادة التأمين الجوي ارتفعت بنسبة تراوح بين 150 في المائة و200 في المائة، حيث غيرت شركات إعادة التأمين الأسعار في ضوء إعادة تقييم الخسائر السابقة إلى جانب المدفوعات المتوقعة للطائرات التي احتُجِزَت في روسيا بعد العقوبات الغربية. ورفعت الأعاصير وحدها في الولايات المتحدة أسعار التأمين بنسب راوحت بنسبة بين 45 في المائة و100%.

وحسب دراسة صادرة عن سلطة التأمينات والمعاشات التابعة للمفوضية الأوروبية، بات التغير المناخي يهدد بقاء صناعة التأمين، حيث تقدر الدراسة إجمالي حجم الممتلكات المؤمن عليها وباتت عرضة لكوارث التغير المناخي بدول الاتحاد الأوروبي وحده بمبالغ فلكية تصل إلى عشرات التريليونات من الدولارات.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

الأعاصير تكلف الولايات المتحدة خسائر تفوق تريليوني دولار

وتقدر الدراسة إجمالي حجم الممتلكات المعرضة لكوارث العواصف والفيضانات من المباني والأعمال التجارية ومحتوياتها وما تسببه هذه العواصف من أعطال للعمل في دول الاتحاد الأوروبي بنحو 42.6 تريليون يورو (نحو 43 تريليون دولار) وإجمالي قيمة المباني والممتلكات المعرضة لأخطار فيضانات الأنهار بنحو 28.9 تريليون يورو (نحو 29 تريليون دولار) وتلك المعرضة لأخطار الحرائق كذلك بنحو 22.9 تريليون يورو (نحو 23 تريليون دولار).

وتدعو الدراسة المفوضية الأوروبية وشركات التأمين إلى إيجاد حلول عملية للتعامل مع كوارث التغير المناخي في المستقبل. كذلك تدعو إلى تعاون الدول مع شركات التأمين لتوعية حاملي رخصة التأمين للأخطار التي تواجهها ممتلكاتهم. وفي مقابل هذه الأخطار الضخمة، يقدر تقرير سابق بمجلة "الإيكونومست" قيمة رخص التأمين السنوية على المنازل ومحتوياتها بنحو 2.4 تريليون دولار في عام 2018.

وفي ذات الصدد، يقدر معهد سويس ري، التابع لشركة سويس ري، كبرى شركات التأمين في العالم في تقرير ، خسائر شركات التأمين من كوارث الفيضانات خلال النصف الأول من العام الماضي بنحو 35 مليار دولار. وهذه الكلفة تشمل فقط الممتلكات المؤمن عليها، ولكن إجمالي الخسائر الاقتصادية من الكوارث تقدره الشركة بنحو 72 مليار دولار.