الأردن: الشتاء يفاقم مصائب اللاجئين السوريين

15 نوفمبر 2021
معاناة اللاجئين تزداد في الشتاء (Getty)
+ الخط -

تزداد معاناة اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن كل عام مع بداية فصل الشتاء، خاصة مع تراجع المساعدات الدولية المقدمة لهم من مختلف الجهات، بل وتوقف بعضها نهائيا عن جهود الإغاثة، إضافة إلى الآثار الكبيرة التي لحقت بهم جراء جائحة كورونا وتداعياتها وفقدان الكثير منهم لفرص العمل.

كما تراجعت وبشكل كبير الحملات الشعبية لجمع التبرعات لصالح اللاجئين التي نشطت خلال السنوات الأولى لنزوح أعداد كبيرة من السوريين من بلادهم بسبب الحرب.

ويعيش في الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، منهم 672 ألفا مسجلون لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إضافة إلى أعداد أخرى من اللاجئين من جنسيات مختلفة.

يعيش في الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، منهم 672 ألفا مسجلون لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين

وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، محمد الحواري، لـ"العربي الجديد"، إن هناك تراجعا كبيرا في حجم المساعدات الدولية المقدمة للاجئين بشكل عام، والسوريين على وجه الخصوص، ما أثر على برامج الدعم المقدمة لهم، وبالتالي زيادة معاناتهم مع ارتفاع متطلبات الإنفاق على مجالات الرعاية الصحية ومستلزمات فصل الشتاء.

وأضاف أن المفوضية تعمل جاهدة على تقديم ما أمكن من معونات للاجئين من جنسيات مختلفة مقيمة في الأردن، ومن بينهم السوريون، وذلك مع بدء فصل الشتاء الذي ترتفع فيه عادة معدلات الإنفاق والحاجة لمتطلبات أساسية.

وأشار الحواري إلى أن المفوضية في الأردن بدأت بتوزيع المساعدات النقدية الشتوية لمرة واحدة للاجئين في جميع أنحاء البلاد، حيث تلقت حتى الآن أكثر من 76 ألف عائلة لاجئة (حوالي 290 ألف فرد) من مختلف الجنسيات (سورية والعراق واليمن والسودان) وغيرها لتلك المساعدات.

وحسب المفوضية، سيتم توزيع المزيد من التوزيعات لاحقا لتغطية 23 ألف عائلة لاجئة تعيش في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين خلال الأسابيع المقبلة.

وتهدف المفوضية، بحسب إعلان صادر عنها، إلى دعم ما يقرب من 100 ألف عائلة لاجئة في الأردن على مدار فصل الشتاء، وتوزيع ما يقرب من 35 مليون دولار من التمويل على العائلات اللاجئة الأكثر احتياجا في الأردن.

وأوضح الحواري أنه، وفقا لما صدر عن المفوضية، يعتبر توزيع المساعدات النقدية الشتوية في وقت مبكر من موسم البرد عاملاً أساسياً في مساعدة اللاجئين على الاستعداد لفصل الشتاء، ففي العام الماضي ذكر 90 بالمائة من اللاجئين الذين تلقوا المساعدة أنها ساعدتهم على تحسين ظروفهم المعيشية وتخفيف التوتر.

وأكد أن اللاجئين هذا العام بأمس الحاجة إلى المساعدات في فصل الشتاء، نظرا للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها.

وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 46 بالمائة من اللاجئين في الأردن يحتاجون إلى المساعدة الشتوية هذا العام، ويميل غالبية اللاجئين الذين يتلقون مساعدات نقدية لفصل الشتاء إلى إنفاق أموالهم على الإيجار والطعام.

في 2020، حسب تقرير للمفوضية، أفاد 32% من اللاجئين بأنهم أنفقوا الأموال على التدفئة والوقود، و30% على فواتير الماء والكهرباء والغاز

وفي عام 2020، حسب تقرير للمفوضية، أفاد 32 بالمائة من اللاجئين بأنهم أنفقوا الأموال على التدفئة والوقود، و30 بالمائة على فواتير الماء والكهرباء والغاز.

وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ينفق اللاجئون مساعدتهم بطرق مماثلة هذا العام.

ويتم تحديد المبلغ الذي يتلقاه اللاجئون بناءً على حجم عائلاتهم ويتراوح ما بين 186 دينارا أردنيا للفرد الواحد و399 دينارا لعائلة مكونة من 7 أفراد (الدولار = نحو 0.71 دينار أردني).

وقال مسؤول ملف الدعم المجتمعي للاجئين السوريين، زياد الصمادي، لـ"العربي الجديد"، إن اللاجئين، خاصة الذين يقيمون داخل المخيمات، يواجهون ظروفا صعبة في كافة الأوقات وتزداد في فصل الشتاء، حيث تتعرض خيامهم في كثير من الأحيان للغرق بمياه الأمطار ومتطلبات التدفئة والرعاية الأساسية لمن يعيشون داخل الخيام أكبر بكثير من الأماكن الأخرى.

ودعا الصمادي، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى زيادة قيمة المعونات الشتوية المقدمة للاجئين، خاصة لمن يعيشون داخل المخيمات.

وأشار إلى فقدان غالبية السوريين أعمالهم بسبب جائحة كورونا، ولم يعد أمامهم مجال آخر لإيجاد مصادر ذاتية للدخل.

وقال إن المجتمع الدولي يتدرج في التخلي عن مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، حيث تراجعت مخصصات وبرامج الإغاثة بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ما ينذر بكوارث معيشية وصحية.

المساهمون