الآمال بفتح قناة السويس تتزايد... أسواق العالم تتنفس الصعداء

30 مارس 2021
هيئة قناة السويس أعلنت تعويم السفينة الجانحة (Getty)
+ الخط -

بعد مرور 7 أيام على إغلاق قناة السويس، ظهرت بوادر انفراج لأزمة سفينة الحاويات العملاقة الجانحة، إذ أعلنت هيئة قناة السويس في بيان، أمس، تعويم السفينة التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع.

وقالت إن حركة الملاحة في الممر المائي ستُستأنف. وأظهرت خدمة لتتبع السفن والتلفزيون المصري السفينة في منتصف القناة. وكان رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، قد أوضح، صباح أمس، أنه تم "تعديل مسار" سفينة الحاويات "إيفرغيفن" الجانحة في القناة منذ أسبوع.

وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن عبور السفن المنتظرة عند مداخل القناة سيستغرق "ثلاثة أيام ونصف اليوم تقريبا" بعد تعويم السفينة البنمية الجانحة في المجرى الملاحي الدولي منذ أسبوع. ونفى ربيع معلومات نشرتها وكالات أنباء ووسائل إعلام دولية حول عودة السفينة إلى وضعيتها الأولى قبل تحريرها بسبب الرياح الشديدة.

وكانت وسائل إعلام ووكالات أنباء قد قالت، أمس، إن السفينة العالقة عادت مرة أخرى للجنوح بسبب الرياح الشديدة التي تشهدها المنطقة. ويبلغ إجمالي عدد السفن العالقة على طرفي القناة 370 سفينة وناقلة، حسب مؤتمر صحافي، أمس، لمستشار الرئيس المصري لشؤون قناة السويس والموانئ مهاب مميش.

إنهاء الأزمة
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس: "لقد نجح المصريون في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب، وبإعادة الأمور لمسارها الطبيعي، بأيد مصرية، يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري".

وتابع السيسي: "وإنني أتوجه بالشكر لكل مصري مخلص ساهم فنيا وعمليا في إنهاء هذه الأزمة. لقد أثبت المصريون اليوم أنهم على قدر المسؤولية دوما، وأن القناة التي حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم.. ستظل شاهدا على أن الإرادة المصرية ستمضي إلى حيث يقرر المصريون، وسلاما يا بلادي". وقناة السويس التي يُنقل عبرها 12% من تجارة العالم، تسبب إغلاقها في تكدس الحاويات على مدخليها الشمالي والجنوبي. والسفينة العالقة منعت يوميا مرور تجارة عالمية بقيمة تسعة مليارات دولار، خلال الأسبوع الماضي، وأجهدت سلاسل التوريد المثقلة بالفعل بسبب جائحة فيروس كورونا.

السفن تترقب العبور
وحتى أمس، لا تزال هناك مئات السفن تحمل كل شيء، من النفط الخام إلى السلع والماشية، تنتظر المرور عبر القناة، بينما سلكت عشرات السفن الأخرى الطريق البديل حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي لأفريقيا، ما يضيف حوالي أسبوعين إلى الرحلات ويهدد بتأخير عمليات التسليم. وقالت أكبر شركة شحن في العالم "ميرسك" إن إنهاء أزمة تراكم الشحنات بسبب انسداد قناة السويس نتيجة جنوح سفينة "إيفرغيفن"، قد يستغرق عدة أشهر. وأوضحت ميرسك أنه حتى مع إعادة فتح القناة فإن التداعيات المؤثرة على السعة والمعدات العالمية كبيرة، كما أن تعطل حركة الملاحة تسبب بالفعل في سلسلة من الاضطرابات وتكدس الشحنات العالمية التي قد تستغرق أسابيع وربما أشهراً حتى يتم حلها.

أوضحت فيتش أن جزءا كبيرا من الخسائر من المرجح إعادة التأمين عليه من مجموعة عالمية من شركات إعادة التأمين

وحسب مسؤولين في قناة السويس، سيتم تسريع العمل بعد استئناف مرور السفن، وستتواصل الحركة لمدة 24 ساعة يوميا لإنهاء التكدس الذي حدث بعد إغلاق القناة لمدة اسبوع.

خسائر شركات التأمين
أكدت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية أن إغلاق قناة السويس قد يكبد قطاع إعادة التأمين مئات الملايين من اليورو. وقالت فيتش إن إغلاق قناة السويس سيقلص أرباح شركات إعادة التأمين العالمية لكن لن يؤثر كثيرا على أوضاعها الائتمانية، في حين أن أسعار إعادة التأمين البحرية سترتفع أكثر. وتابعت فيتش: "ستتوقف الخسائر في نهاية المطاف على الفترة الزمنية التي تحتاجها شركة الإنقاذ لحلحلة مشكلة إيفر غيفن كليا واستئناف حركة السفن الطبيعية".

كانت مصادر في القطاع قد قالت، الأربعاء الماضي، إن الشركة المالكة والشركة المؤمنة علي إيفرغيفن تواجهان تعويضات بملايين الدولارات حتى لو تم تعويم السفينة سريعا.

أوضحت فيتش أن جزءا كبيرا من الخسائر من المرجح إعادة التأمين عليه من مجموعة عالمية من شركات إعادة التأمين، مضيفة أن ذلك سيزيد الضغوط على أرباح النصف الأول من السنة.

وتعاني شركات التأمين من وضع صعب بالفعل جراء كوارث طبيعية، من بينها أعاصير الشتاء في الولايات المتحدة وفيضانات في أستراليا، فضلا عن الخسائر المرتبطة بجائحة كوفيد-19.

وقدر تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تبلغ الدعاوى التي سترفع ضد مالك السفينة "إيفرغيفن" نحو 3.1 مليارات دولار، لتغطية الخسائر التي تكبدها أصحاب البضائع وسفن شحن البضائع التي تأخرت بسبب إغلاق الحادث لقناة السويس.

المساهمون