في استمرار لموجة التسريحات الكبرى التي تضرب الشركات حول العالم، وعلى الرغم من نفي الشركة الأم قبل أيام معدودة وجود نية لتسريح العمالة، أعلنت أوبر للشحن، إحدى الشركات التابعة لتطبيق النقل التشاركي الشهير، نيتها التخلص من نحو 150 وظيفة، تمثل ما يقرب من 3% من القوى العاملة لديها.
وفي مذكرة أرسلها للموظفين، أكد الرئيس التنفيذي ليور رون أن أغلب التسريحات ستكون من أنشطة الوساطة الرقمية الخاصة بالشركة.
وأضاف: "كما تعلمون، يواجه سوق الخدمات اللوجستية حالياً عدداً من الرياح المعاكسة التي أثرت على قاعدة عملائنا، كما الصناعة بشكل عام. قمنا بتسريع عملية التوظيف العام الماضي في مجالات معينة من أعمال الوساطة لدينا، والتخطيط لواقع اقتصادي مختلف تماماً عما نراه حالياً، لكن الأحجام لم تتحقق كما هو متوقع".
وقال رون إن الشركة "في وضع جيد لتكون الشركة الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا والحلول اللوجستية"، لكنها بحاجة إلى "مطابقة منظمتنا وهيكل التكلفة مع حقائق ديناميكيات السوق اليوم".
وتأتي خطوة الشركة بتسريح العمالة ضمن سلسلة طويلة من عمليات التسريح التي بدأت في الظهور غداة انتصاف العام الماضي، مع تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي، والعالمي، في ركود كبير، يؤثر سلباً على نتائج أعمال وأرباح أغلب الشركات في مختلف القطاعات.
شركات السيارات
وأمس الإثنين، نشرت مجلة "فورتشن" تقريراً أشارت فيه إلى توجه شركة فورد لصناعة السيارات لإلغاء حوالي 3200 وظيفة في جميع أنحاء أوروبا، بعد تخفيض مماثل في قواها العاملة في الولايات المتحدة، في محاولة لتخفيض النفقات، تزامناً مع محاولات الشركة للتحول نحو التركيز على إنتاج السيارات الكهربائية.
ونقلت المجلة عن الشركة، بعد اجتماع مجلس أعمال استثنائي في مصنع صناعة السيارات في كولونيا يوم الإثنين، تأكيدها أن غالبية المناصب المتأثرة تتركز في ألمانيا، وأن أغلبها سيصيب عمليات تطوير المنتجات وبعض المجالات الإدارية، بما يقرب من 65% من وظائف التطوير في أوروبا.
وفي خطوة غير معتادة، بدأت شركة هيونداي لصناعة السيارات، الشهر الماضي، تسريح العمالة في مصنعها في سانت بطرسبرغ الروسية، بسبب تعطل حركة الإنتاج.
وقالت الشركة الكورية الجنوبية، في بيان نقلته وكالة أنباء إنترفاكس الروسية، إنه "نظراً للتوقف المستمر لعمليات الإنتاج، تضطلع شركة هيونداي بكافة الالتزامات الاجتماعية للموظفين الذين سيتأثرون بقراراتها، بما في ذلك دفع تعويضات إنهاء الخدمة لأولئك الذين يستقيلون بموجب اتفاق بين الطرفين".
قطاع التكنولوجيا
وعلى نحو متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، الشركة الأم لمحرك البحث الشهير غوغل، في مذكرة للموظفين يوم الجمعة، إن الشركة ألغت 12 ألف وظيفة، في واحدة من أكبر عمليات تسريح العمالة في قطاع التكنولوجيا، والتي تأتي بعد أيام من إعلان منافستها شركة مايكروسوفت تسريح عشرة آلاف عامل.
ومطلع العام الحالي، أعلنت "أمازون دوت كوم" تسريح أكثر من 18 ألف موظف، في واحدة من أكبر علامات تراجع صناعة التكنولوجيا وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وأعلن المدير التنفيذي آندي جاسي تلك الخطوة، والتي بدأت بالفعل في العام الماضي 2022، في مذكرة للموظفين، موضحاً أنها جاءت عقب عملية التخطيط السنوية التي أجرتها الشركة.
البنوك والمؤسسات المالية
وبعد عدة أعوام من التعيينات القوية، بدأت خلال النصف الثاني من أطول انتعاش اقتصادي تشهده الولايات المتحدة بين عامي 2010 – 2021، بدأت مجموعة من أكبر البنوك في العالم التخلص من العمالة لديها، مع وجود توقعات قوية بالاستغناء عن الآلاف خلال الأشهر القادمة.
وقبل أسبوعين، قالت وكالة بلومبيرغ إن مجموعة غولدمان ساكس بدأت الشهر الحالي تنفيذ خطة للاستغناء عن نحو 3200 وظيفة، تمثل ما يقرب من 6.5% من القوى العاملة لديها، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها، مشيرةً إلى أن هذا هو نفس العدد تقريباً الذي استغنت عنه المجموعة في ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وبعد تكبده خسائر فادحة خلال الربع الثالث من العام الماضي، أعلن بنك كريدي سويس نيته اتخاذ سلسلة من الإجراءات تستهدف تغيير مساره، وتشمل تسريح ما يقرب من تسعة آلاف موظف. وتوقع البنك أن يكون لديه نحو 43 ألف موظف بنهاية عام 2025، مقارنة بأكثر من 52 ألفاً في نهاية سبتمبر الماضي.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نقلت رويترز عن مصادر مطلعة استغناء بنك مورغان ستانلي عن 1800 وظيفة ممن يعتبرهم "فائضين عن الحاجة"، موضحةً أن معظمهم كانوا من موظفي الفرق التي تركز على الأعمال المرتبطة بالصين.
والأسبوع قبل الماضي، نقلت وكالات عن مصادر مطلعة أن بنك أوف نيويورك ميلون يستعد لخفض موظفيه بنسبة 3% خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو ما أشارت الوكالات إلى أنه سيؤثر على أكثر من 1500 وظيفة، من إجمالي 51.7 ألف موظف كانوا يعملون لدى البنك حتى نهاية العام الماضي.