استمع إلى الملخص
- أعلنت الحكومة الإسبانية عن حملة صارمة على الإيجارات قصيرة الأجل، وتسعى لتحقيق التوازن بين السياحة والاحتياجات المحلية، خاصة في برشلونة التي شهدت احتجاجات ضد السياحة المفرطة.
- السياحة تمثل 12.8% من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا، لكن تأثيرها السلبي على أسعار المساكن والبيئة يثير قلق السكان، مما دفع مدن مثل برشلونة لتقييد تأجير الشقق السياحية.
تظاهر آلاف في العاصمة الإسبانية مدريد اليوم الأحد للمطالبة بتوفير المزيد من المساكن بأسعار معقولة، وسط غضب متزايد بين السكان من ارتفاع أسعار المنازل. وتحت شعار "السكن حق وليس تجارة" تظاهر مستأجرون للمطالبة بخفض إيجارات المساكن وتحسين ظروف المعيشة. وقالت الحكومة الإسبانية إن 12 ألفا نزلوا إلى الشوارع.
وفي يوليو/تموز أعلنت الحكومة الإسبانية عن حملة صارمة على الإيجارات لفترات قصيرة والموسمية لأماكن قضاء العطلات. وتخطط للتحقيق في الإعلانات على منصات معينة للتحقق من حصولها على التراخيص. وتواجه إسبانيا صعوبة في تحقيق التوازن بين الترويج للسياحة، وهي محرك رئيسي لاقتصادها، ومعالجة مخاوف المواطنين بشأن ارتفاع الإيجارات.
وفي يوليو/تموز الماضي، تظاهر الآلاف في برشلونة ضد السياحة المفرطة في عاصمة كتالونيا التي تستقبل آلاف الزوار سنوياً، وهو ما يثير غضباً متزايداً في إسبانيا، ثاني أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم. وتحت شعار "كفى! لنضع قيوداً على السياحة"، تظاهر حوالى 2800 شخص وفق الشرطة للمطالبة بتغيير النموذج الاقتصادي للمدينة التي تعتبر الوجهة السياحية الأولى في البلاد.
وأوضح غوردي غيو، وهو عالم اجتماع من برشلونة يبلغ 70 عاماً، أن "ليس لدينا شيء ضد السياحة، لكننا نعارض السياحة المفرطة، لأنها تجعل المدينة غير صالحة للعيش، بسبب ارتفاع الأسعار". وخلف لافتة كتب عليها "قللوا من السياحة الآن"، سار المتظاهرون مرددين شعارات مثل "ليخرج السياح من أحيائنا"، وتوقفوا أمام بعض الفنادق، ما أثار دهشة الزوار.
وندد منتقدو السياحة المفرطة خصوصاً بتأثيرها في أسعار المساكن، إذ ارتفعت الإيجارات بنسبة 68% خلال العقد الماضي وفقاً لمجلس مدينة برشلونة. كذلك انتقد هؤلاء تأثيرها الضار بالشركات المحلية والبيئة وظروف عمل الموظفين المحليين.
ولتسهيل الأمر على السكان في العثور على سكن، أعلن مجلس مدينة برشلونة أخيراً رغبته في وضع حد لتأجير الشقق السياحية بحلول عام 2029. ومن جزر البليار إلى جزر الكناري، مروراً بالمدن السياحية الكبرى في الأندلس مثل ملقة، يتزايد عدد الحركات المناهضة للسياحة المفرطة في إسبانيا، بسبب تأثيراتها السلبية على أسعار المساكن وإيجاراتها.
واستقبلت إسبانيا، ثاني أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم بعد فرنسا، رقماً قياسياً بلغ 85.1 مليون زائر أجنبي العام الماضي، وكانت المنطقة الأكثر زيارة هي كاتالونيا، التي بلغ عدد زوارها 18 مليوناً، تليها جزر البليار (14.4 مليوناً) وجزر الكناري (13.9 مليوناً). وتمثل السياحة في إسبانيا 12.8% من الناتج المحلي الإجمالي و12.6% من الوظائف.
(رويترز، العربي الجديد)