قدمت رئيسة البنك المركزي التركي، حفيظة غاية أركان، اليوم الجمعة، استقالتها إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأشارت غاية أركان، في توضيح لأسباب طلب إعفائها، في منشور على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنه على الرغم من التطورات الإيجابية في الآونة الأخيرة، جرى تنظيم حملة كبيرة لـ"اغتيال سمعتي، ومن أجل حماية عائلتي، وخاصة طفلي البريء البالغ من العمر نصف عام، اتخذت قرارًا بطلب الإعفاء والتنازل عن مسؤولياتي كمحافظة للبنك المركزي".
وعلم "العربي الجديد" من مصادر تركية مسؤولة أنه جرت الموافقة على استقالة غاية أركان، بسبب عدم تحقيق أهداف وعدت بها كتبرير لرفع سعر الفائدة، وفي مقدمتها نسبة التضخم التي تقترب من 65%، وسط ترقب لصدور تقرير نسبة التضخم لشهر فبراير غداً أو بعد غد.
وعلق وزير المالية والخزانة التركي، محمد شيمشك، على الاستقالة، مؤكداً أن "القرار الذي اتخذته حفيظة غاية أركان هو قرار شخصي تمامًا ووفقًا لتقديرها الخاص"، موجهاً رسالته للأسواق كي لا تهتز قيمة الليرة التركية التي تراجعت بعد انتشار الخبر، ليسجل الدولار نحو 30.5 ليرة تركية.
وقال نائب الرئيس التركي جودت يلماز، الجمعة بعد استقالة غاية أركان، إن الحكومة ستستمر في تنفيذ البرنامج الاقتصادي المتوسط المدى "دون تردد".
واستقدمت تركيا بعد تشكيل الحكومة في مايو/ أيار الماضي حفيظة غاية أركان من الولايات المتحدة، لتنضم إلى الفريق الاقتصادي في الحكومة، والذي تعوّل عليه أنقرة لتخفيض نسبة التضخم إلى خانة الآحاد، وتحسين سعر صرف الليرة التركية.
ولدت غاية أركان في إسطنبول عام 1982، وتخرجت من قسم الهندسة الصناعية بجامعة بوغازيجي عام 1997 بتقدير ممتاز، وبعد ذلك انتقلت إلى الولايات المتحدة بعد قبولها من جامعة برينستون، وتلقت عروض منح دراسية من 9 جامعات، بما في ذلك ستانفورد وبرينستون وبوسطن وكورنيل وكاليفورنيا.
وشغلت مناصب إدارية عليا بعدد من شركات الاستشارات المالية وأحد البنوك، وكانت من الاقتصاديين الشباب الذين لفتوا انتباه بعض المجلات الاقتصادية، بعد نيلها درجة الدكتوراه في الهندسة المالية والرياضيات التطبيقية من جامعة برنستون.
وأمضت الخبيرة التركية نحو 8 سنوات في "فيرست ريبابليك بنك" الأميركي الذي استحوذ عليه بنك "جيه بي مورغان" مؤخراً، قبل أن تتدرج في بنك "فيرست ريبابليك" بين عدة مناصب حتى وصلت إلى منصب الرئيسة التنفيذية وكبيرة مسؤولي الاستثمار.
كما عملت غاية أركان خلال مسيرتها ما يقرب من عقد في بنك "غولدمان ساكس"، وعامين في شركة "تيفاني آند كو"، إلى جانب عضويتها في مجالس إدارات شركات أميركية، ما زاد من ترقب نتائج قراراتها في تركيا، بعد الاتفاق على وصفها بأنها رائدة في مجال الخدمات المالية ولديها خبرة في الأعمال المصرفية والاستثمار وإدارة المخاطر والتكنولوجيا والابتكار الرقمي.