ارتفاع كبير في تكاليف تأمين السفن العابرة للبحر الأحمر

21 يونيو 2024
سفينة غالاكسي ليدر التي يحتجزها الحوثيون/ 19 نوفمبر 2023 (محمد حمود/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الهجمات المكثفة للحوثيين في البحر الأحمر تستهدف السفن التجارية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في تكاليف التأمين وتهديد بزيادة معدل التضخم في أوروبا وإسرائيل، مع تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي.
- استخدام الحوثيين للصواريخ والطائرات بدون طيار يعقد حماية السفن، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وضغوط مالية إضافية على شركات الشحن مع تضاعف تقريبًا لسعر تغطية عبور البحر الأحمر.
- الردود الدولية على هجمات الحوثيين، بما في ذلك عملية "حارس الازدهار"، تبدو غير فعالة، مع استمرار الهجمات التي تعكس الطبيعة المعقدة للنزاع في الشرق الأوسط وتأثيرها المباشر على التجارة العالمية، مع تهديدات بتوسيع نطاق الاستهداف.

أدت الهجمات المكثفة للحوثيين في البحر الأحمر إلى زيادة تكاليف التأمين على السفن التجارية، وفق تقرير، اليوم الجمعة، لموقع "زيرو هيدج" الأميركي المتخصص في شؤون المال والاقتصاد. وكانت ناقلة البضائع السائبة Tutor قد غرقت بواسطة قارب انتحاري يوم الأربعاء، ما أدى إلى ارتفاع مخاطر عبور السفن التجارية البحر الأحمر، وساهم بالتالي في ارتفاع أقساط التأمين على السفن التجارية. ومن المتوقع أن يهدد ارتفاع التأمين على السفن والشحنات التجارية معدل التضخم في أوروبا وإسرائيل.

ويكثف الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والطائرات بدون طيار، مستهدفين السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر وممر باب المندب الإستراتيجي وخليج عدن، حتى أنهم هددوا بتوسيع نطاق سيطرتهم إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد أدت الاضطرابات المستمرة إلى ارتفاع تكاليف الشحن بالحاويات، إلى جانب عودة تكاليف التأمين إلى الارتفاع.

ووفق بيانات بلومبيرغ، فإن سعر تغطية سفينة تجارية لعبور البحر الأحمر قفز من نسبة تراوح بين 0.3% إلى 0.4% من القيمة الإجمالية للسفينة إلى 0.6%. وبهذه القفزة، سيكون على السفينة التي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار أن تدفع ما يزيد عن 300 ألف دولار تأميناً. وقالت بلومبيرغ "إن هذا المعدل يقل قليلاً عن الذروة لكلف التأمين عندما تصاعدت الهجمات في بداية العام الجاري"، ولكنها ترى أنه إذا استمرت هجمات الحوثيين خلال الصيف، فإنه من المرجح أن يرتفع معدل التأمين أكثر من مستواه الحالي. 

من جهته، يقول "زيرو هيدج" إن غرق سفينة نقل البضائع السائبة هذا الأسبوع بواسطة قارب بدون طيار كان بمثابة مفاجأة حقيقية لمجتمع الشحن وصناعة السلع الأساسية، وتأكيد على فشل عملية "حارس الازدهار" التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن في مواجهة هجمات الحوثيين التي يبدو أنها ستستمر بلا نهاية على السفن التجارية في ممر بباب المندب، الممر الحيوي للشحن البحري. وكانت أيضًا المرة الأولى التي يتم فيها إغراق سفينة بواسطة قارب مسيّر في هذه الحملة التي أطلقها الحوثيون دعماً لقطاع غزة التي يتعرض لحرب إبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي هذا الإطار، قال ديرك سيبلز، أحد كبار المحللين في شركة ريسك إنتليجنس، إن هجوم القارب المسيّر على السفينة توتو "مؤشر آخر على أن الحوثيين يكثفون هجماتهم على تلك السفن التي تم تحذيرها من المرور عبر البحر الأحمر". وبالنظر إلى أن الحوثيين يستهدفون بشكل أساسي السفن المرتبطة بالغرب، فإن ارتفاع تكاليف التأمين لم يطاول جميع السفن، إذ تحصل السفن الصينية على تخفيضات كبيرة في أسعار التأمين. وبالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التأمين، فإن تحويل مسار السفن من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح يتسبب في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل كبير.

وفي الثالث من مايو/ أيار الماضي، وقبل أيام من الهجوم الإسرائيلي على رفح، أعلنت جماعة الحوثيين عن بدء تنفيذ مرحلة رابعة من التصعيد في هجماتها التضامنية مع غزة، "تشمل استهداف كل السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط" في أي منطقة تطاولها قوات الحوثيين. وبدأت جماعة الحوثيين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أولى مراحل التصعيد العسكري باستهداف مواقع إسرائيلية في جنوب فلسطين المحتلة بصواريخ ومسيّرات، قبل أن تنتقل في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى استهداف السفن التجارية الدولية المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي بطائرات مسيّرة وصواريخ، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة بوجه الحرب الإسرائيلية. ولاحقاً وعلى أثر ضربات شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع في اليمن، ردت الجماعة بإضافة سفن البلدين إلى قائمة الاستهداف، قبل أن توسع لاحقاً نطاق استهدافاتها لتطاول السفن في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، مكررة على الدوام أن وقف هجماتها مرهون بوقف حرب الإبادة في غزة، وإدخال الغذاء للفلسطينيين الذين يواجهون خطر المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي.

المساهمون