ارتفاع درجات الحرارة يُسعد مزارعي النخيل بالبصرة

23 يوليو 2023
مزرعة نخيل في مدينة البصرة العراقية (getty)
+ الخط -

على عكس كثير من المزارعين الذين تتلف الحرارة الشديدة في العراق محاصيلهم هذا الصيف، يقول مزارع النخيل العراقي عباس علي عبد اللطيف إنه ينتظر الجو الحار في موسم الصيف هذا "على أحر من الجمر". 

فكلما زاد ارتفاع درجات الحرارة، التي تصل هذه الأيام إلى نحو 50 درجة مئوية في البصرة بجنوب العراق، كلما زادت سعادة عبد اللطيف لأن الحرارة تُعجل بنضوج محصول التمر على شجر النخيل الذي يزرعه. كما أن ارتفاع الحرارة يسهم في زيادة إنتاج النخيل وكذلك زيادة جودته. 

وقال المزارع عباس علي عبد اللطيف لرويترز: "احنا ننتظر الجو الحار على أحر من الجمر مثل ما يقولون، هذا المصطلح العام، بينما أكو ناس تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة، يعني أكو ناس لا تريد درجات الحرارة المرتفعة باعتبار سوء الأحوال الجوية وسوء الخدمة اللي موجودة والأشجار تتأثر والناس تتأخر عن عملها، احنا ننتظر درجات الحرارة على أحر من الجمر، ليش، لأن الحرارة تخدمنا في نضوج التمر مالتنا (الخاصة بنا)". 

وأضاف: "بعض النباتات احترقت الأوراق، ما تتحمل درجات حرارة عالية إلا أن النخيل يتحمل درجات الحرارة العالية هذه ونحن فرحنا بهذا الارتفاع لأن زادت إنتاجية النخل وثانيا حصلنا على إنتاجية متميزة من التمر وجودة عالية من التمر بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالرغم من تأثيره على بقية المحاصيل كان أكثر إلا أنه على النخلة جاب إنتاجية عالية وجودة أكثر". 

أضف إلى ذلك أن ارتفاع درجات الحرارة يعني أنه يمكن لعبد اللطيف استخراج وإنتاج شراب التمر المعروف باسم "دبس دمعة" الشائع بين المستهلكين، والذي يحتاج إلى الكبس والترك تحت أشعة الشمس. 

وقال عبد اللطيف: "إضافة إلى ذلك نستفاد من موجة الحرارة المرتفعة، نأخذ هذه الثمار نصنع منها الدبس (عسل التمر) الذي يسمى دبس دمعة، اللي أغلب الناس تعرفه، هذا الدبس ما يتكون إلا عن ارتفاع درجة الحرارة العالية لأن هذا التمر يؤخذ ويوضع في مكابس ويعرض إلى أشعة الشمس، فكلما كانت أشعة الشمس مرتفعة كلما حصلنا على نوعية جيدة من الدبس الذي يُعرف باسم دبس الدمعة". 

من جانبه قال عبد العظيم كاظم عبد الكريم، مدير قسم النخيل في مديرية زراعة البصرة، وهو يقطف ثماراً من نخلة في بستان "هذه نخلة حلاوي (اسم نوع من النخيل) إذا نلاحظ الثمار مالته أغلبها صفراء وقسم متحولة إلى رطب، مثلاً هذه رطبة، لدينا هنا رطب كثير في محافظة البصرة لأن ارتفاع درجة الحرارة الآن 50 درجة مئوية يساهم في إنتاج الرطب في حين في المحافظات الأخرى يتأخر  الرطب من 10 إلى 15 يوماً حتى يصل إلى هذا المستوى بسبب انخفاض درجة الحرارة. وأضاف طبعا قد يكون لديهم درجة الحرارة العظمى متساوية لكن نحن درجة الحرارة الصغرى لدينا مرتفعة جداً، فهذا نسميه التجميع الحراري، هذه الثمرة عندما تتحول من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر تحتاج إلى تجميع حراري معين". 

وارتفعت درجات الحرارة العالمية الأسبوع الماضي إلى مستويات قياسية تاريخية تسببت في إشعال حرائق غابات بينما غمرت أمطار غزيرة مدنا في أنحاء المعمورة. 

وبحسب الأمم المتحدة فإن العراق هو خامس أكثر دول العالم عرضة لتداعيات أزمة تغير المناخ. ويتسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في تصحر الأراضي الزراعية ويجعل أجزاء كبيرة من العراق لا تكاد تصلح للسكن خلال أشهر الصيف. وسجلت البلاد درجات حرارة قياسية بلغت 52 درجة مئوية على الأقل في السنوات الأخيرة. 

 

(رويترز)

المساهمون