ارتفعت أسعار الذهب في مستهل التعاملات الآسيوية اليوم الثلاثاء مدعومة بتراجع الدولار بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية هذا الأسبوع للتنبؤ بخطوة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) التالية فيما يخص سعر الفائدة.
وأظهر تقرير لبنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس أمس الاثنين، انكماش نشاط قطاع الصناعات التحويلية في تكساس في أبريل /نيسان، وهو ما سلط الضوء على الآثار الاقتصادية لدورة التشديد النقدي التي ينفذها المركزي الأميركي.
وتظهر خدمة "فيدووتش" من "سي.إم.إي" أن الأسواق تتوقع بنسبة 90.5% أن يرفع الاحتياطي الاتحادي الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي الثاني والثالث من مايو/ أيار المقبل.
ووردت أنباء الليلة الماضية حول تهاوي الودائع في بنك "فيرست ريبابليك First Republic" بالولايات المتحدة لتعيد التذكير بالمخاطر المتعلقة بالاستقرار المصرفي التي لم تنحسر بشكل كامل بعد وجددت توقعات المتعاملين بأن يتحول المركزي الأميركي سريعا من زيادة الفائدة إلى خفضها.
ومن المتوقع أيضا أن يرفع بنك إنكلترا (المركزي) والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في اجتماعات لجان السياسة النقدية لديهم خلال الأسبوع الأول من مايو /أيار.
وقال فيليب لين المسؤول بالبنك المركزي الأوروبي لصحيفة فرنسية إن البنك المركزي سيحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع السياسة النقدية المقرر الأسبوع المقبل، فيما ذكرت إيزابيل شنابل عضو المجلس التنفيذي للمركزي الأوروبي لصحيفة بوليتيكو أن رفع سعر الفائدة 50 نقطة أساس ليس مطروحا على الطاولة.
ارتفاع الذهب
ففي أسواق المعادن، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1996.99 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00.37 بتوقيت غرينتش بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% مسجلة 2005.50 دولارات.
ورغم أن الذهب يعتبر أداة للتحوط من التضخم وعدم التيقن الاقتصادي، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائدا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في السوق الفورية 0.2% إلى 25.22 دولارا للأوقية بينما زاد البلاتين 0.5% إلى 1087.70 دولارا وارتفع البلاديوم 0.1% إلى 1536.56 دولارا.
صعود النفط
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط وصار في سبيله لتحقيق مكاسب لليوم الثالث اليوم الثلاثاء بدعم من تفاؤل المستثمرين بأن السفر خلال فترة العطلة في الصين سيعزز الطلب على الوقود وتوقعات انخفاض مخزونات الخام الأميركية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 10 سنتات إلى 82.83 دولارا للبرميل بحلول الساعة 08.05 بتوقيت غرينتش بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتا ليسجل 78.91 دولارا للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لكلا الخامين بما يزيد على 1% أمس الاثنين.
وقال ليون لي المحلل لدى "سي.إم.سي ماركتس" إن "المستثمرين عبروا عن تفاؤلهم بأن السفر في الصين من أجل قضاء العطلات سيعزز الطلب على الوقود في أكبر مستورد للنفط في العالم".
كما ساعدت عمليات خفض الإمدادات الطوعية وغير الطوعية في دعم صعود النفط. وظهر بعض الإشارات الملموسة على استئناف وشيك لصادرات النفط في شمال العراق بعد توقفها لمدة شهر. ومن المقرر أن يبدأ أعضاء مجموعة أوبك+ المنتجة للنفط في خفض طوعي في مايو/ أيار.
لكن المستثمرين لا يزالون قلقين من احتمال أن ترفع البنوك المركزية في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أسعار الفائدة لكبح التضخم، وهو ما قد يؤدي لتباطؤ النمو الاقتصادي ويضر بالطلب على الطاقة.
انخفاض الدولار
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار وصعد اليورو اليوم الثلاثاء، حيث تجاوز اليورو 1.10 دولار الليلة الماضية وبلغ 1.1062 دولار في التعاملات الآسيوية المبكرة. وانخفضت أحجام التداول بفعل العطلة في أستراليا ونيوزيلندا وقبيل اجتماعات البنك المركزي في كل من اليابان يوم الجمعة والولايات المتحدة وأوروبا الأسبوع المقبل.
وسجل اليورو أعلى مستوى في ثمانية أعوام أمام الين الياباني عند 148.47 ين وسط إشارات من محافظ بنك اليابان (المركزي) كازو أويدا إلى أنه لا يتعجل إحداث تحول في السياسة النقدية. والاجتماع الحالي لبنك اليابان الذي ينتهي يوم الجمعة المقبل هو أول اجتماع تحت قيادته.
وبحسب بيانات منصة خدمات الوساطة الإلكترونية التي تمتد إلى مطلع الألفية فإن الين الياباني عند أدنى مستوياته في عشرين عاما أمام الفرنك السويسري مسجلا 151.33 ين للفرنك.
واستقرت العملة اليابانية أمام نظيرتها الأميركية لتبلغ 134.28 ين للدولار في أحدث معاملة.
وانخفض مؤشر الدولار 0.4 % الليلة الماضية وسجل أدنى مستوياته في عشرة أيام عند 101.19 في التعاملات الآسيوية المبكرة.
واستقر الدولار الأسترالي عند 0.6699 دولار مع ترقب المتعاملين لبيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأستراليين المقرر صدورها غدا الأربعاء.
وانتعش الدولار النيوزيلندي قليلا الليلة الماضية وتماسك عند 0.6176 دولار اليوم الثلاثاء متجاوزا بقليل متوسطه المتحرك في 200 يوم.
انتعاش الأسهم اليابانية
وفي أسواق الأسهم، انتعشت الأسهم اليابانية بينما تراجعت الأسهم الأوروبية بداية التعاملات، ففي بورصة طوكيو، سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعا طفيفا اليوم الثلاثاء ولامس المؤشر نيكي أعلى مستوى في ثمانية أشهر، وسط تفاؤل إزاء نتائج مجموعة من الشركات وتوسيع الدعم الحكومي لإنتاج الرقائق.
وتراجع الزخم في جلسة ما بعد الظهيرة متأثرا بأسهم شركات إنتاج الصلب وسط مؤشرات على ضعف الطلب من الصين.
وصعد المؤشر نيكي 0.09% ليغلق عند 28620.07 نقطة، مواصلا الارتفاع للجلسة الثانية على التوالي. وسبق أن قفز المؤشر في التعاملات المبكرة 0.75% إلى 28806.69، وهو أعلى مستوى منذ 19 أغسطس/ آب 2022، كما زاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.24% إلى 2042.15 نقطة.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم اليوم الثلاثاء، فيما يعكف المستثمرون على تقييم المزيد من نتائج الشركات والتعليقات الصادرة عن صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي بشأن توقعات أسعار الفائدة.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4% بحلول الساعة 07.18 بتوقيت غرينتش، متأثرا بتراجع قطاعي التعدين والبنوك 1.8% و1.5% على التوالي، فيما زاد مؤشر المواد الغذائية والمشروبات 0.2%.
كما نزل سهم بنك" يو.بي.إس غروب" 2.8% بعدما خصص المزيد من الأموال لتسوية علاقته برهون عقارية عالية المخاطر الأمر الذي تسبب في ضربة قوية لأرباحه في الربع الأول.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
