ارتفاع أسواق المال و المستثمرون يراجعون رهاناتهم على الدولار والذهب

05 نوفمبر 2020
متعاملون بسوق طوكيو للأوراق المالية
+ الخط -

راجع المستثمرون رهاناتهم على الدولار والذهب والنفط والأسهم التقنية، بعد اقتراب مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن من الأصوات المطلوبة للفوز برئاسة الولايات المتحدة. وارتفعت أسعار صرف العملات الناشئة مقابل الدولار، بينما كان اليوان الصيني أكبر المستفيدين. ويأتي ذلك وسط توقعات محللين بأن الرئيس المتوقع جو بايدن سينتهج سياسة مرنة تتسم بالعقلانية في الصراع التجاري والتقني مع الصين وسيتمكن من إجازة حزمة إنقاذ مالية كبيرة لتحفيز النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة . في هذا الشأن قال رئيس استراتيجية الاستثمار بمصرف "سيتي بنك" في آسيا، كين بينغ، في حال خسارة الرئيس دونالد ترامب، فإن سياسة الولايات المتحدة الخارجية والتجارية ستتسم بالمرونة، وهو أمر إيجابي لنمو الاقتصاد العالمي". 

ووسط مناخ من الارتياح الكبير بين المستثمرين لسير الانتخابات الرئاسية ، ارتفعت أسواق المال العالمية في التعاملات التي جرت ظهر اليوم الخميس،  وحصدت الأسهم الأميركية أكبر الارتفاعات، إذ قفز مؤشر "ستاندرد آند بوورز ـ 500"  بنسبة 1.98% مرتفعاً بنحو 68.32 نقطة. كما ارتفع مؤشر داوجونز بنسبة 2.2% وبزيادة 624 نقطة وقفز مؤشر ناسداك بنسبة 2.66% وكسب نحو 308 نقطة.

ومع اقتراب مرشح الحزب الديمقراطي  بايدن من الفوز برئاسة الولاية المتحدة، بعدما باتت تفصله أصوات قليلة من رقم "الكليات التصويتية" المطلوب للفوز والبالغ 270 صوتاً  عاد كبار المضاربين للأسوق العالمية. وبنى المستثمرون في أسواق المال رهاناتهم، بعد يوم الأربعاء العصيب، على أساس أن مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن سيصبح رئيساً للولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة. 
ويأمل كبار المستثمرين أن يتمكن الحزب الديمقراطي ليس فقط بالرئاسة ولكن كذلك من السيطرة على مجلس الشيوخ، وعلى الكونغرس، أو الجهاز التشريعي، وهو 

 الحكومة الفعلية في تمرير القرارات والتشريعات إلى جانب الرئيس. وفي حال حدوث مثل هذا الاحتمال، يرى محللون ماليون أن الرئيس المحتمل بايدن سيتمكن من إجازة حزمة تحفيز مالي لا تقل عن ترليوني دولار، بعد دخوله البيت الأبيض مباشرة في يناير/ كانون الثاني. وهي توقعات روج لها مصرف "غولدمان ساكس" المعروف بقربه من السلطات المالية بالولايات المتحدة. ويرى محللون أن التركيز في أسواق المال الأميركية ينصب حالياً على الحزمة المالية، وليس على مجلس الاحتياط الفدرالي" البنك المركزي الأميركي"، الذي أعلن أنه لن يخفض سعر الفائدة على الدولار خلال عامين على الأقل. 
ويحتفظ الحزب الديمقراطي حتى ظهر الخميس بأغلبيته في مجلس النواب، مع حاجته إلى 3 أصوات في مجلس الشيوخ للحصول على 51 صوتاً تؤهله للسيطرة على مجلس الشيوخ. ولا تزال أمام الحزب الديمقراطي خمس ولايات لم تعلن عن نتائجها بعد، وهنالك آمال كبيرة أن تكسبه هذه الولايات الأصوات المطلوبة للسيطرة على مجلس الشيوخ.
وسط هذه التوقعات، ساد نوع من التفاؤل في أسواق المال والصرف الآسيوية التي كانت قلقة من احتمال فوز ترامب، بعد تقدمه في ولايات كبرى ورئيسية مساء الثلاثاء، إذ راجع المستثمرون استراتيجياتهم الاستثمارية مرة ثانية. وعاد الرهان في أسواق الصرف على شراء العملات الناشئة وبيع الدولار التي تشير التوقعات إلى أنه سيخسر أكثر في حال فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية. وحسب بيانات رويترز، تراجع الدولار إلى أدنى مستويات له في أكثر من عامين مقابل اليوان في تعاملات آسيا، كما هبط أمام عدة عملات آسيوية. وتراجع كذلك الجنيه الإسترليني مقابل كل من الدولار واليورو، بعد صدور تقارير عن أن بنك إنكلترا المركزي يدرس قراراً بخفض أسعار الفائدة إلى أقل من الصفر. واستفادت عملات الأسواق الناشئة مثل الرنجيت الماليزي والروبية الإندونيسية مقابل الورقة الخضراء، الدولار. وارتفع اليوان لفترة وجيزة في المعاملات الداخلية إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين عند 6.6381 دولارات، مواصلاً مكاسبه في الفترة الأخيرة، إذ أصبحت العملة الصينية تحظى بإقبال كبير وسط توقعات لمستقبل علاقات أفضل بين واشنطن وبكين. 

وفي أسواق تراجعت أسعار النفط الخميس، على أساس أن الولايات المتحدة ربما ستعود لاتفاقية المناخ وتنفيذ استراتيجية "الطاقة النظيفة" التي وعد المرشح بايدن باستثمار 1.7 ترليون دولار فيها خلال السنوات المقبلة. ويحسب تقدم بايدن في الرهانات الاستثمارية ضد الصناعة النفطية في أميركا، وبالتالي يحسب من العوامل السالبة على صعيد الطلب والأسعار النفطية. 
وفي اليابان، التي تغلق أسواقها مبكرة قبل فتح الأسواق الأميركية والآسيوية، صعدت الأسهم اليابانية إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين أمس الخميس، مدعومة بمكاسب "وول ستريت"، فيما لا تزال الأنظار متجهة إلى الإحصاء النهائي للأصوات في انتخابات الرئاسة الأميركية. لكن احتمال امتداد الانتخابات المثيرة للجدل لا يزال قائماً بعدما تحركت حملة ترامب لرفع دعاوى قضائية والمطالبة بإعادة إحصاء الأصوات في عدة ولايات.
وفي أوروبا، بلغت الأسهم الأوروبية قمة أسبوعين أمس الخميس، مدعومة بمجموعة من نتائج الأعمال القوية ومزيد من التحفيز للاقتصاد البريطاني وصعود وول ستريت. وكانت أوروبا، وخاصة ألمانيا، من أكثر التكتلات الاقتصادية الحذرة من تقدم دونالد ترامب في بعض الولايات الكبرى يوم الثلاثاء. وفي خامس يوم له من المكاسب المتواصلة ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي واحدا بالمئة ليبلغ أعلى مستوياته منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول، مع عودة أسهم التكنولوجيا لتصدر المكاسب. وربح المؤشر فايننشال تايمز البريطاني 0.6 بالمئة، بعد أن رفع بنك إنكلترا المركزي بصورة فاقت التوقعات حزمته التحفيزية لشراء السندات بمقدار 150 مليار جنيه إسترليني (195 مليار دولار).

المساهمون