ارتفعت أسعار النفط، اليوم الإثنين، مقتربة من تسجيل مستويات قياسية جديدة، بدعم من تعطل الإمدادات في كازاخستان وليبيا، ما أدى إلى كبح تأثيرات المخاوف الناجمة عن الارتفاع العالمي السريع في الإصابات بسلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا.
وصعد خام برنت خلال التعاملات الصباحية، إلى نحو 81.91 دولارا للبرميل، بزيادة تبلغ نسبتها 0.2%، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة مماثلة إلى 79.05 دولارا للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بحوالي 5% الأسبوع الماضي، بعدما عطلت الاحتجاجات في كازاخستان خطوط القطارات وأضرت بالإنتاج في "تنجير" أكبر حقول النفط في البلاد، بينما أدت صيانة خط أنابيب في ليبيا إلى خفض الإنتاج من 1.3 مليون برميل يوميا إلى 729 ألف برميل يومياً.
وعلى خلاف آمال العديد من الاقتصادات الكبرى في تراجع أسعار النفط مع عودة بعض القيود لمواجهة انتشار الإصابات بمتحور كورونا "أوميكرون"، استهلّت أسعار النفط العام 2022 على دوي كبير.
الطلب العالمي على النفط يتجاهل أوميكرون
وتجاوز خام برنت حاجز 80 دولاراً للبرميل، الأسبوع الماضي، إذ تجاهل الطلب العالمي "أوميكرون"، فيما تتوقع بنوك استثمار عالمية أسعاراً أعلى خلال الفترة المقبلة، ليتجاوز الخام 100 دولار للبرميل.
ومثل هذا الحراك في الأسعار من شأنه أن يتسبب في تأثير سلبي بالنسبة إلى الدول التي هي في أمس الحاجة إلى الوقود، كما ستكون ضربة كبيرة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي استهلك الكثير من الوقت والجهد في خفض الأسعار وتنسيق جهود عالمية لإطلاق احتياطيات النفط الاستراتيجية.
وقال مايكل تران، المحلل الاستراتيجي للسلع في مؤسسة "أر بي سي كابيتال ماركتس" إن "الاتجاه الصعودي استعاد فصول القصة مجدداً، مع تحسن الطلب".
وفي ما يتعلق بالطلب على النفط، أشارت منظمة "أوبك" وحلفاؤها من كبار المنتجين على رأسهم روسيا، ضمن ما يعرف بمجموعة "أوبك+"، إلى أنهم واثقون من أن الفيروس لن يعرقل التعافي، وسيواصلون استراتيجيتهم لاستعادة الإنتاج تدريجياً والذي توقف خلال الجائحة.
وأظهرت السوق الفعلية في الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، نقصاً في الإمدادات بشكل متزايد، بينما لم يحافظ قرار الرئيس الأميركي الإفراج عن عشرات ملايين البراميل من احتياطيات النفط الاستراتيجية نهاية العام الماضي، على انخفاض الأسعار لفترة طويلة.
مورغان ستانلي يتوقع 90 دولاراً للبرميل
ويتوقع بنك الاستثمار الأميركي "مورغان ستانلي" أن يصعد خام برنت إلى 90 دولاراً للبرميل بحلول الربع الثالث من العام الجاري، إذ تشير تقديراتها إلى أن المخزونات التي تتسنى ملاحظتها تراجعت بنحو 690 مليون برميل العام الماضي.
ويعزز واقع النفط الصخري الأميركي من سيناريو صعود الأسعار، إذ يُظهر الإنتاج على المدى الطويل علامات نمو هزيلة، حتى مع صعود الأسعار التي تتزايد التوقعات بتجاوزها 100 دولار للبرميل.