ارتفاع أسعار الحطب يرهق الأسر السورية

27 سبتمبر 2023
الكثير من السوريين يعتمدون على الخشب والحطب للتدفئة (فرانس برس)
+ الخط -

مع اقتراب فصل الشتاء يتجول سامر السعيد ابن مدينة حماة السورية في أحد الأسواق الشعبية بحثاً عن بعض الحطب الذي يمكن أن يشتريه ويخزنه لفصل الشتاء.

يقول السعيد لـ"العربي الجديد" إنه اعتاد ارتياد هذا السوق منذ مدة ليعثر على نوع محدد من الحطب يباع بسعر أقل كونه أصغر حجماً من المعتاد ليخزنه لفصل الشتاء بسبب عجزه عن شراء المؤونة دفعة واحدة.

ويؤكد السعيد أنه في كل مرة يشتري مجموعة حطب جديدة يجد أن سعرها ارتفع عن المرة الماضية، بسبب ازدياد الطلب على الحطب فشراء المازوت لم يعد متاحاً لدى غالب العائلات السورية، بسبب تدهور سعر الليرة السورية وارتفاع أسعار المحروقات مؤخراً.

وحسب المواطن السوري، فقد تراوح سعر طن الحطب في آخر زيارة له إلى السوق بين 3 ملايين ليرة سورية و3 ملايين وأربعمائة ألف ليرة (الدولار= 13500 ليرة سورية) بينما اشتراها في شهر يوليو/ تموز الماضي بـ1.5 مليون ليرة للطن الواحد.
أما الموظف من ريف دمشق، أحمد العبد الله، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّه ليس بإمكان الموظف أن يوفر ليرة واحدة من راتبه لشراء مؤونة التدفئة وهو ما منعه من شراء أي شيء حتى الآن.

وصمم العبد الله على شراء دفعات أسبوعية خلال فصل الشتاء رغم تأكده من ارتفاع سعره وزيادة رطوبته، لكنّه مجبر على ذلك إذ يستحيل أن يتمكن من التوفيق بين مصاريف افتتاح المدارس ومصاريف مواد التدفئة. يضيف الموظف السوري: "مع ارتفاع الأسعار تحتاج العائلة بالحد الأدنى لنحو 3 ملايين ليرة سورية ثمن حطب التدفئة، وهو ما يعادل راتب عشرة أشهر لموظف حكومي، ما يعني أن هذه العملية لا يمكن أن تتم دون مساعدة من أحد الأقارب في الخارج".

أما ربة المنزل، سلوى العمر، فقالت لـ"العربي الجديد" إنها ستعتمد على المازوت هذا الشتاء متجاهلة أسعاره المرتفعة في سبيل الحفاظ على صحتها، فاستعمال الحطب في التدفئة سيؤدي لاستنشاق الروائح التي يصدرها الحطب وهو ما لا يتناسب مع أمراض الصدر التي تعاني منها.

وتابعت ربة المنزل: "لا يمكنني شراء المؤونة كاملة فعمل زوجي في محله الخاص ببيع الخضر والفواكه بالكاد يكفي للعائلة، وسنشتري مؤونة كل يوم من المحروقات على حدة، وبهذه الطريقة يمكن أن نوفر بعض المحروقات وبذات الوقت لن نجبر على دفع أكثر من 3 ملايين دفعة واحدة".

من جانبه، أرجع تاجر الخشب، مصطفى الخليل، سبب ارتفاع سعر الحطب لكونه زاد من مصدره في جبال اللاذقية فضلاً عن كلفة النقل المرتفعة بعد ارتفاع أسعار المحروقات، مشيرا إلى أن زيادة الطلب عليه بعد ارتفاع سعر المحروقات أدى لارتفاع سعره مشيراً لاستمرار هذا الغلاء خلال فصل الشتاء نتيجة تناقص الكميات المطروحة وزيادة الطلب، وسط غياب أي رؤى لدى الحكومة لتحسين الواقع.

أرجع تاجر الخشب، مصطفى الخليل، سبب ارتفاع سعر الحطب لكونه زاد من مصدره في جبال اللاذقية


واعتادت آلاف العائلات المقيمة في مناطق النظام السوري، الاعتماد على التيار الكهربائي في التدفئة أثناء فصل الشتاء لكن انقطاع التيار لساعات طويلة يجبرها على اللجوء للمواد الأخرى ودفع تكاليف إضافية ترهق كاهلها.

وسجّلت أسعار البنزين والمشتقات النفطية في سورية عدة زيادات متتالية خلال العام الجاري كان أخرها عندما أعلنت حكومة النظام السوري، في يوم 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، زيادة جديدة في أسعار المحروقات، وذلك بعد نحو شهر من زيادة سابقة.

وحسب نشرة أسعار صدرت عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، فقد ارتفع سعر البنزين 95 أوكتان إلى 14.660 ليرة بدلا من 14.460 ليرة لليتر الواحد. كما ارتفع سعر ليتر المازوت الحر إلى 13.000 ليرة سورية بدلا من 12.360 ليرة لليتر الواحد.

وكانت وزارة التجارة الداخلية في حكومة بشار الأسد قد أصدرت في 15 أغسطس/ آب الماضي، ستة قرارات رفعت فيها أسعار المازوت والبنزين الحر والمدعوم بنسبة زادت عن 150%. كما رفع النظام السوري، أسعار الوقود في يناير/ كانون الثاني ومايو/أيار الماضيين.

المساهمون