اختفاء أكبر صانع صفقات تكنولوجية في الصين وسط ملاحقات

17 فبراير 2023
باو فان مؤسس شركة تشاينا رينيسنس (رويترز)
+ الخط -

تراجعت أسهم شركة تشاينا رينيسنس، التي تدير أحد أكبر البنوك الاستثمارية في الصين، اليوم الجمعة، بعد أن قالت الشركة إنها فقدت الاتصال بمؤسسها باو فان، أحد المصرفيين الأكثر شهرة في البلاد، وأحد كبار الشخصيات وصانعي الصفقات في قطاع التكنولوجيا.

وقالت شركة تشاينا رينيسنس هولدنغز، في إفصاح لبورصة هونغ كونغ، أمس الخميس، إنها لم تتمكن من الاتصال بباو، الذي عمل على صفقات رئيسية، بما في ذلك الطرح العام الأولي لشركة التجارة الإلكترونية جي دي كوم، بقيمة 2 مليار دولار، والقائمة العامة لمنصة الفيديو القصيرة كوايشو في هونغ كونغ.

وقالت الشركة إنها "لم تكن على علم بأي معلومات تشير إلى عدم توفر السيد باو" مما يتعلق بأعمال المجموعة.

ويأتي اختفاء باو في أعقاب حملة على شركات التكنولوجيا الكبرى في العامين الماضيين قال مسؤولون في الصين إنها انتهت.

وتراجعت الأسهم في تشاينا رينيسنس بما يصل إلى 50% اليوم الجمعة في هونغ كونغ، قبل أن تسترد جزءاً من تلك الخسائر قبل نهاية اليوم.

ويأتي اختفاء باو بعد شهور من احتجاز السلطات الصينية رئيس تشاينا رينيسنس السابق كونغ لين، في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، وفقًا لمنفذ الإعلام الصيني كايكسين، الذي نقل الخبر لأول مرة.

تسببت تحقيقات مكافحة الكسب غير المشروع في الصين، التي تستهدف القطاع المالي، في إيقاع العشرات من المسؤولين والمديرين التنفيذيين الماليين في مؤسسات مثل إيفربرايت للأوراق المالية، وبنك التعمير الصيني، والبنك الرئيسي آي سي بي سي.

وعمل باو في وقت سابق في "كريديه سويس" و"ستانلي مورغان"، كما أسس تشاينا رينيسنس في 2005، ثم طرحها للاكتتاب عام في 2018، وجمع 346 مليون دولار.

ولا يعد اختفاء باو أمراً غير مألوف، حيث سبقه آخرون من رجال أعمال ومسؤولين تنفيذيين في الصين، دون تفسير يذكر من جهات رسمية.

وفي عام 2020، اختفى قطب العقارات رن تشيتشيانغ لعدة أشهر بعد أن زُعم أنه تحدث ضد تعامل الزعيم الصيني شي جين بينغ مع جائحة فيروس كورونا، ليظهر بعدها ويتم سجنه لمدة 18 عامًا بتهمة الفساد. 

وفي عام 2017، حذرت شركة أنبانغ العملاقة للتأمين مساهميها من أن رئيسها وو شياو، لن يكون قادرًا على القيام بواجباته بعد أن تم احتجازه من قبل السلطات، كجزء من تحقيق عام. وأشارت أنبانغ في ذلك الوقت إلى "أسباب شخصية" لغيابه، قبل أن يتم سجنه في النهاية لمدة 18 عامًا.

وفي عام 2017 أيضًا، اختطف عملاء الأمن الصينيون شياو جيانهوا، وهو رجل أعمال كان يسيطر على "تومور هولدنغز"، من غرفته في فندق فور سيزونز في هونغ كونغ، وتم نقله إلى الصين، ليحكم عليه في أغسطس/ آب 2022 بالسجن 13 عامًا.

ووقعت حادثة بارزة أخرى في عام 2015، حيث تم الإبلاغ عن فقدان الملياردير غو غوانغ تشانغ، الملقب بـ"وارين بافيت الصيني"، من قبل مجموعة فوسون، التي كان يديرها. وأكدت المجموعة لاحقًا أن غوه كان يساعد السلطات في تحقيق.

وتقول "سي أن أن"، إنّ كبار المسؤولين التنفيذيين من عشرات الشركات الصينية اختفوا خلال عام 2015، ليعود بعضهم في وقت لاحق إلى مواقعهم، بينما لم يعد آخرون.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون