قال مسؤول نفطي عراقي في العاصمة بغداد، اليوم الإثنين، إن الساعات المقبلة ستشهد عقد اجتماع هو الأول من نوعه بين ممثلين عن وزارة الطاقة التركية ومسؤولين في وزارة النفط العراقية، لبحث أزمة تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي والمتوقف منذ نحو 3 أشهر، عقب إصدار هيئة تحكيم دولية حكما ببطلان تصدير إقليم كردستان النفط دون موافقة من بغداد.
ويأمل العراق إعادة استئناف تصدير النفط بعد التوصل لاتفاق بين بغداد وأربيل في هذا الإطار، لكن تركيا ما زالت ترفض خطوة إعادة استئناف تصدير النفط بسبب رفضها لقرار إدانتها بغرامة تصل إلى نحو 1.5 مليار دولار عن فترة سماحها بتصدير النفط من إقليم كردستان عبر أراضيها.
وفي 25 مارس/ آذار، أوقفت تركيا شحن نفط إقليم كردستان إلى ميناء جيهان، على خلفية قرار هيئة التحكيم في غرفة التجارة الدولية في باريس، يلزم أنقرة دفع تعويضات إلى بغداد، بسبب السماح بتصدير نفط حكومة إقليم كردستان دون موافقة الحكومة العراقية.
ويُعَد خط أنابيب النفط الذي يمتد من منطقة كركوك العراقية إلى ميناء جيهان، طريق التصدير الوحيد للخام الذي تنتجه منه حقول النفط في شمال العراق.
وعلى الرغم من الاتفاق الذي حصل بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان في الرابع من الشهر الماضي، والقاضي بإعادة استئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، إلا أن عملية التصدير لم يتم استئنافها حتى الآن.
واليوم الإثنين، قال مسؤول نفطي عراقي لـ"العربي الجديد"، إن اجتماعا سيُعقد بين مسؤولين عراقيين وأتراك بحضور ممثلين عن الحكومة المحلية لإقليم كردستان العراق، لبحث إعادة استئناف تصدير النفط مجددا عبر ميناء جيهان التركي".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال عبر الهاتف، أن الاجتماع سيُعقد في بغداد، خلال الساعات المقبلة، وتوجد آمال مرتفعة بحل المشاكل".
وكشف عن أن الخلافات ليست فنية كما يشاع، بل أن تركيا تعتبر أن قرار دفعها غرامة مجحف ولا يجب أن تتحمله، كون المشكلة داخلية بين بغداد وأربيل"، لافتا إلى أن هناك رغبة عراقية بتسوية المشكلة وإعادة استئناف التصدير المتوقف منذ قرابة الثلاثة أشهر".
من جانبه، قال نائب رئيس لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي، نهرو رواندزي، اليوم الإثنين، إن الاجتماع سيُعقد في بغداد بمشاركة ممثلين عن وزارة الطاقة التركية ووزارة الثروات الطبيعية لإقليم كردستان وشركة التسويق العراقية (سومو) ووزارة النفط العراقية.
وأضاف رواندزي في تصريحات إعلامية، أن "العقبة الرئيسة في طريق استئناف تصدير نفط إقليم كردستان هي شكوى رفعها العراق ضد تصدير نفط الإقليم عبر ميناء جيهان التركي منذ العام 2019 وحتى الوقت الذي توقف فيه التصدير، حيث يُطالب بتعويضات تصل إلى نحو 1.5 مليار دولار".
وكشف عن أن "تركيا تطالب العراق بسحب دعواه الثانية، لكي تتلافى هي دفع التعويضات".
وتوقف تصدير النفط العراقي من حقول إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي في 25 مارس 2023، وكان حجم الصادرات يبلغ نحو 400 ألف برميل من النفط يومياً، إلى جانب توقف تصدير ما بين 75 ألف برميل و80 ألفاً من نفط كركوك كانت تصدر عبر نفس الأنبوب الناقل.
وقدر الخبير الاقتصادي العراقي ناصر الكناني، خسائر وقف صادرات النفط العراقي من حقول إقليم كردستان بنحو 2.5 مليار دولار لغاية الآن".
وأضاف الكناني، أن "العراق خسر 2.5 مليار دولار جراء توقف صادرات النفط من إقليم كردستان، رغم حصول الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم".