استمع إلى الملخص
- تناولت المباحثات فرص الاستثمار المشترك وتمويل قطاع المعادن النفيسة والذهب، وزيادة حجم التبادل التجاري بين السودان وروسيا.
- زيارة الوفود الروسية للسودان تُعتبر فرصة لعقد تحالف استراتيجي، مع إمكانية تقديم روسيا قرضاً سلعياً للسودان لتلبية احتياجاته من المواد النفطية والقمح والأسمدة.
اتفق البنك المركزي السوداني ونظيره الروسي، الذي يزور السودان هذه الأيام بدعوة رسمية من الحكومة، على إمكانية الاتفاق على تعاون مصرفي بين البلدين، يسمح باستخدام العملات المحلية في تسوية تعاملاتهما التجارية، لتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية.
وأمنت المباحثات المشتركة التي جرت على مدار يومي السبت والأحد على أهمية تحقيق تعاون مصرفي يسهل الدخول في علاقات مراسلة مصرفية بين البنوك السودانية والروسية وفتح فروع بالبلدين، كما أوضحت أهمية التبادل التجاري وزيادة حجم الصادرات والواردات بين السودان وروسيا. وشملت أجندة المباحثات أيضاً فرص الاستثمار المشترك، وتمويل قطاع المعادن النفيسة والذهب.
وقال المحلل الاقتصادي عادل عبد العزيز لـ"العربي الجديد": إن زيارة الوفود الروسية، وآخرها وفد البنك المركزي، للسودان تعتبر فرصة ذهبية لعقد تحالف استراتيجي بين البلدين. وأعرب عبد العزيز عن أمله في أن تقدم روسيا قرضاً سلعياً للسودان، تسدد قيمته خلال 10 - 15 عاماً، وبفترة سماح عامين.
وقال: إن القرض يمكن السودان من توفير احتياجاته من المواد النفطية، والقمح، والدقيق، والأسمدة. وكشف عبد العزيز عن موافقة السودان المبدئية مؤخراً على الطلب الروسي بتوفير منفذ إمداد لوجيستي لسفنها عبر البحر الأحمر. ووقع السودان في فترات سابقة اتفاقيات ومذكرات تفاهم عدة مع روسيا، في مجال تقنية تحويل الغازات البترولية لمواد بترولية سائلة.
يمكن أن تمثل مثل تلك الاتفاقيات إضافة مهمة للإنتاج البترولي السوداني، ولمجال التنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى، وأيضاً ما يخص التخريط الجوي في البر والبحر. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين السودان وروسيا 110 ملايين دولار في السنة، وهو حجم بسيط جداً مقارنة بالصادرات الروسية الخارجية التي تبلغ 640 مليار دولار. وشرح عبد العزيز إسهام القرض حال الاتفاق عليه في استقرار قيمة العملة السودانية أمام العملات الأجنبية، وحدوث انفراج في الإيرادات العامة للحكومة، وتقليل استدانتها من البنك المركزي.
وقال المدير العام السابق للبنك السوداني الفرنسي، عثمان التوم، لـ"العربي الجديد" إن "الزيارة تثبت جدواها حال التوصل لاتفاق يمكننا من استيراد معظم السلع الاستراتيجية التي تتميز بها روسيا كالقمح، والوقود، والأدوية، والسماد، والآلات الزراعية. وأشار التوم إلى أن ذلك يجري مقابل تصدير سلعنا لهم، وفق آلية لتسوية الحسابات بعيداً عن الدولار، مؤكداً أهمية حصول السودان على خطوط تمويل روسية بضمان الذهب وليس بيع الذهب، وأيضاً فتح فروع للمصارف الروسية في السودان.
وقال: إن ذلك يتطلب دراسة جدوى تحدد الهدف منه وإمكانية تحقيقه من واقع الممارسة الفعلية، مبيناً أن هنالك الكثير من المجالات التي تتعلق بالاستثمار ويمكن للجانب الروسي المشاركة فيها.