أكد محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، اليوم الأربعاء، خلال لقائه وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العُماني، قيس بن محمد اليوسف، في طهران، ضرورة استخدام البلدين عملاتهما الوطنية في التجارة الثنائية بدلاً من الدولار.
من جهته، أعلن وزير التجارة العماني أن بلاده مستعدة للتخلي عن الدولار واستخدام العملات الوطنية في التجارة مع إيران، داعياً إلى توسيع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
والتقى الوزير العماني النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، الذي أكد خلال اللقاء نمو التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 41% خلال الأشهر الثمانية الأولى للعام الجاري، داعياً إلى رسم خريطة طريق للتعاون الاقتصادي الثنائي.
وتربط سلطنة عمان علاقات وطيدة بطهران، وهي على مدى العقود الأربعة الأخيرة كانت أهم الوسطاء بين طهران وواشنطن، فضلاً عن سويسرا، راعية المصالح الأميركية في إيران.
الاجتماع العشرون للجنة العُمانية الإيرانية المشتركة بـ "طهران" يشهد توقيع برنامج تنفيذي لمذكرة التفاهم في مجال المواصفات والمقاييس بين البلدين الصديقين، وتوقيع اتفاقية شراكة لإنشاء مصنع لإنتاج البراميل في سلطنة #عُمان. #العُمانية pic.twitter.com/R51z1EhtsU
— وكالة الأنباء العمانية (@OmanNewsAgency) December 6, 2023
نمو التجارة
وسجل التبادل التجاري بين البلدين رقماً قياسياً خلال العامين الماضيين، حيث لأول مرة وصل حجمه خلال عام 2021 إلى مليار و335 مليون دولار، أي بزيادة أكثر من 50% مقارنة بعام 2020. كذلك زاد حجم المبادلات خلال عام 2022 بنسبة 41%، ليصل إلى مليار و800 مليون دولار.
ويعمل البلدان على تحقيق هدف 3 مليارات دولار للتجارة الثنائية السنوية في الوقت الراهن، علماً بأنّ حجم التبادل التجاري عام 2013 كان مجرد 221 مليون دولار قبل أن يرتفع إلى نحو ملياري دولار في الوقت الراهن.
يقول الخبير الاقتصادي الإيراني، سعيد شاوردي، لـ"العربي الجديد" إنّ إيران بصدد تصدير غازها ووقودها إلى العالم عبر موانئ عمان، مشيراً في السياق إلى أنها بعد روسيا تحتل المركز الثاني في إنتاج الغاز، واليوم الدول الأوروبية بحاجة ماسة إلى الغاز الإيراني، وعمان يمكنها أن تتحول إلى مركز لتصدير الغاز الإيراني إلى أوروبا.
وتكشف التصريحات الإيرانية عن أن البلدين يعملان على تنفيذ مشاريع اقتصادية عملاقة، مثل توسيع حقل "هنغام" النفطي الوحيد المشترك بينهما، حيث سبق أن اتفق وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، في العام الماضي خلال زيارته لمسقط مع نظيره العماني محمد بن حمد بن سيف الرمحي، على تشكيل لجنة فنية مشتركة لتطوير الحقل بشكل موحد.
عشق آباد
إلى ذلك، تركز إيران في مباحثاتها مع السلطات العمانية على تفعيل ممر "عشق آباد" للنقل الذي تولي إيران أهمية كبيرة لتفعيله في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وجرى التوقيع على اتفاقية "عشق آباد" للنقل عام 2011 بين إيران وعمان وتركمانستان وقرغيزستان وأوزبكستان لتسهيل نقل السلع بين آسيا الوسطى والخليج.
وتربط الاتفاقية الخليج بآسيا الوسطى والعكس، حيث توفر إمكانية نقل البضائع من دون قيود جمركية بين المنطقتين.
وفي الإطار، يقول الخبير الإيراني سعيد شاوردي، لـ"العربي الجديد" إن الهدف من إنشاء ممر "عشق آباد" يتجاوز التجارة بين المنطقتين عبر إيران، مضيفاً أن الممر من شأنه أن يشكّل معبراً لتصدير السلع من روسيا وبعض الدول الأوروبية إلى العالم عبر سلطنة عمان بعد مرورها من الأراضي الإيرانية.
وخلال الزيارات المتبادلة لسلطان عمان، هيثم بن طارق، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للبلدين، وقّعا اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية لتطوير العلاقات الاقتصادية بينهما في مجالات الصناعة والتجارة والاتصالات والطرقات والخطوط الحديدية والنقل البحري والمبادلات المالية والنقدية.