إيران تسعى لتفعيل خط أنابيب الصداقة لتصدير الغاز إلى سورية

03 يناير 2022
إيران تثبت نفوذها في سورية عبر صادرات الغاز (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة النفط الإيرانية إرسال وفد إلى سورية، بهدف ما وصفته بـ"تعزيز التعاون وبحث تنفيذ مشاريع جديدة"، في الوقت الذي توقع فيه مراقبون أن إيران تسعى لتثبيت وجودها في سورية، من خلال إعادة تفعيل اتفاقية خط أنابيب "الصداقة" لنقل وتصدير الغاز الإيراني عبر العراق ثم سورية ومنه إلى تركيا ثم أوروبا.

وقال الباحث الاقتصادي السوري يونس كريم لـ"العربي الجديد"، إن إيران وقعت مع حكومة النظام السوري سابقا اتفاقية لإنجاز هذا الخط وتمريره إلى سورية.
كان وزراء نفط إيران والعراق وسورية قد وقعوا في يوليو/تموز 2011 اتفاقا لتصدير الغاز الإيراني عبر خط أنابيب الصداقة الذي يمر بالدول الثلاث بتكلفة 10 مليارات دولار حينها، على أن يصل لاحقا عبر سورية إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وخط آخر إلى لبنان الذي لم يكن جزءا من الاتفاق، ولكن المشروع تعطل بعد ذلك بسبب الأحداث التي شهدها العراق وسورية.
ويبلغ مجموع طول خط الأنابيب نحو 5600 كيلومتر، وفي مرحلته الأولى أكثر من 1500 كيلومتر ويمتد من إيران إلى سورية مرورا بالعراق، مع طاقة نقل تبلغ 110 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا من حقل غاز بارس الجنوبي في إيران.

وأضاف كريم أن حكومة النظام من جانبها تسعى لاستدراك العجز في مخزوناتها النفطية من البوابة الإيرانية، ولا سيما أن خط الغاز العربي الذي يمر من أراضيها لن يوفر لها الكميات المطلوبة.
ويرى الباحث أنه في ظل استمرار العقوبات الغربية، فإن النظام السوري يدرك أن حل مشكلة المحروقات لديه لن يكون إلا عبر استمرار الشحنات الإيرانية، بينما تستفيد إيران من استمرار خط الائتمان. وأشار الخبير الاقتصادي إلى مقاربة وصفها بالخطيرة تبرزها التصريحات الإيرانية، وهي أن طهران تسعى من خلال الاستحواذ على ملف النفط السوري وتمرير مشاريعها إلى توصيل رسالة لدول عربية مفادها بأن أي دولة تريد الاستثمار وتسويق منتجاتها إلى سورية أو عبرها يجب عليها التنسيق مع إيران وليس مع النظام لأنها تمتلك الملف.
واستبعد الكريم أن يكون هدف الزيارة إعادة تأهيل إيران للصناعة النفطية في سورية لأسباب عديدة أهمها استمرار الصراع والوضع الاقتصادي الضعيف للنظام السوري وضعف المنشآت السورية وحاجتها لأموال ضخمة. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن أحمد أسد زاد مساعد وزير النفط الإيراني للشؤون الدولية والتجارية أمس، قوله إن وفدا إيرانيا جرى إيفاده إلى سورية بهدف دراسة آفاق جديدة للتعاون المشترك وإعداد تقرير بهذا الشأن. وأضاف أن لدى "الوزارة برنامجاً للتعاون المشترك مع سورية ودول محور المقاومة".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ويأتي إرسال الوفد الإيراني بعد قرابة شهر من زيارة إيرانية مماثلة لسورية ترأسها وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، سيد رضا فاطمي آمين. وناقش الوفد الإيراني خلال لقاء مع وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام، بسام طعمة التعاون في مجال تحويل السيارات للعمل على الغاز الطبيعي وتأمين احتياجات قطاع النفط من المواد الكيميائية والمعدات النفطية.
وصرّح وزير النفط التابع لحكومة النظام حينها بأن هناك العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين البلدين في مجال عمل وزارة النفط، والتي دخلت حيز التنفيذ ويجري العمل بموجبها ومتابعتها، لافتا إلى أن الأفكار التي تم طرحها من الممكن أن تكون نواة لتعاون أوسع يخدم النهوض بمجال الصناعة النفطية ويعود بالفائدة المشتركة على الجانبين.

المساهمون