إمدادات أوروبا من الغاز الأذري تواجه مخاطر الحرب في القوقاز

10 ابريل 2023
رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس الأذري أثناء توقيع اتفاقية الغاز (Getty)
+ الخط -

يواجه مستقبل إمدادات أوروبا من الغاز والنفط الأذربيجاني مخاطر التوقف بسبب غضب حكومة باكو من تدخل بروكسل في جنوب القوقاز الذي يشهد توتراً بين أذربيجان وأرمينيا.

ويعتبر الغاز والنفط الأذري من بين البدائل التي تعول عليها أوروبا في تعويض الطاقة الروسية التي تقاتل للاستغناء عنها كليا في إطار الحرب الاقتصادية الغربية على موسكو عقابا لها على غزو أوكرانيا.

في هذا الصدد، يرى تقرير في صحيفة "بوليتيكو"، اليوم الاثنين، أن أذربيجان غاضبة من التدخل الأوروبي في التوتر، حيث أرسل الاتحاد الأوروبي بعثة مدنية للمساعدة في مراقبة الجانب الأرميني من الحدود الجبلية المتوترة بين البلدين.

وكانت أذربيجان قد حذرت في وقت سابق من التدخل الأجنبي في شؤونها. في الوقت نفسه، أثار تقرير للبرلمان الأوروبي أدان سجل حقوق الإنسان في أذربيجان عاصفة من الغضب في البلاد.

وحسب تقرير "بوليتيكو"، فقد ألقى هذا الغضب بظلاله على اتفاق الاتحاد الأوروبي مع أذربيجان لمضاعفة شحناتها السنوية من الغاز الطبيعي إلى الكتلة الأوروبية من مستواها الحالي إلى 20 مليار متر مكعب بحلول عام 2027.

وكانت رئيسة الاتحاد الأوروبي أرسولا فون ديرلاين قد وقعت هذا الاتفاق في العام الماضي لتعويض النقص في الغاز الطبيعي الذي تواجهه دول الاتحاد الأوروبي بعد العقوبات الغربية على الطاقة الروسية.

وأعرب مسؤول كبير في السلك الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي عن أسفه لحقيقة أن بعثة المراقبة التي بعث بها الاتحاد الأوروبي يبدو أنها أدت إلى توتر العلاقات.

وقال المسؤول في حديثه إلى "بوليتيكو": "كنا نأمل في سيناريو مختلف مع باكو. نحن نشارك جميع المعلومات ذات الصلة عن الدوريات وما إلى ذلك مع أذربيجان، لأننا لا نريد أي مشاكل".

وكانت دول الاتحاد الأوروبي تأمل في تعزيز وجودها في جنوب القوقاز وبناء علاقات اقتصادية مع أذربيجان مع تقديم الدعم السياسي لأرمينيا المجاورة في محاولة للحفاظ على التوازن بين الدولتين المتنافستين.

لكن هذه ليست الطريقة التي ترى بها باكو المراقبين المائة الذين بعثتهم بروكسل للمنطقة في يناير/ كانون الثاني بعد حرب استمرت يومين في العام الماضي.

وفي خطاب ألقاه، الشهر الماضي، انتقد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف التدخل الخارجي في المواجهة بين بلاده وأرمينيا حول منطقة "ناغورنو كاراباخ" المتنازع عليها.

وأعلن أن "الوسطاء المتورطين في نزاع كاراباخ لا يعملون على حل النزاع بل تجميده"، مشيرا إلى أن باكو رفضت الجهود الأوروبية ووصفتها بأنها "مفاوضات لا طائل منها وتهدف لإرهاقنا فقط".

وفي عام 2020، شن علييف هجوماً عسكرياً ناجحاً لاستعادة مساحات شاسعة من ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة انفصالية داخل حدود أذربيجان المعترف بها دولياً، ولكنها خاضعة لسيطرة السكان من أصل أرميني منذ سقوط الاتحاد السوفييتي.

وانتهى هذا الصراع بوقف إطلاق النار بوساطة روسية، لكن التوترات تتصاعد حالياً، وهناك مخاوف من تجدد المعارك.

المساهمون