إفقار الشعوب..مصر نموذجاً

18 فبراير 2015
اليمن مهدد بمجاعة في ظل اضطراب الأوضاع (أرشيف/getty)
+ الخط -


هناك لغز يجب فكه وهو أن أسعار الأغذية تتراجع في معظم دول العالم، ورغم ذلك فإن معدل الفقر يواصل ارتفاعه في المنطقة العربية، ولذا نري أن هناك ملايين العرب الجوعى الذين لا يجدون قوت يومهم، بل وهناك تحذيرات من حدوث مجاعة في بلدان عربية عدة منها سورية واليمن.

وحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، فإن 2.5 مليون شخص، يعادلون نحو خمس مجموع سكان جنوب السودان، يواجهون أزمة غذائية ويعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتشير البيانات الحديثة الصادرة عن مؤسسات عالمية كبري ومنها "فاو" إلى حدوث تراجع ملحوظ في المؤشر الدولي للغذاء، منذ شهر أبريل/نيسان الماضي وحتي الأن، وحسب مؤشر فاو لأسعار الأغذية فقد واصلت الأسعار تراجعها في شهر يناير الماضي، بنسبة 1.9% دون مستواه في ديسمبر 2014، في حين بلغ التراجع في أسعار القمح 15%.

ولعبت ثلاثة عوامل دوراً مهماً في استمرار تراجع مؤشر أسعار الأغذية في العالم وهي ضخامة المخزونات العالمية من الأغذية، وقوة الدولار مع الحديث عن معاودة رفع أسعار الفائدة، وضعف أسعار النفط الخام والتي فقدت نحو 50% من قيمتها منذ يونيو/ حزيران وحتى الآن.

وحسب الإحصاءات الحديثة، تُقدر المخزونات العالمية من الحبوب في عام 2015 بنحو 623 مليون طن، بزيادة 8% عن العام السابق.

وبسبب هذه الوفرة انخفضت صادرات القمح الأميركي نحو 30% هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وقال تجار إن احتمالات تحسن أسعار القمح قاتمة نظراً لارتفاع قيمة الدولار ووفرة المعروض في أسواق أخرى.

بل إن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم لديها كميات من القمح تغطي الاستهلاك حتى منتصف شهر مارس القادم على الأقل بعد أن شجعها انخفاض الأسعار العالمية للقمح 15% في شهر يناير الماضي على طرح عدة مناقصات، وكذا الحال بالنسبة للأردن والسعودية.

والمقصود هنا بأسعار الغذاء ليس القمح فقط كما يتصور البعض، بل يضم مؤشر الفاو 5 سلع غذائية رئيسية تباع في الأسواق الدولية، هي الحبوب، اللحوم، الألبان، الزيوت النباتية، السكر.

إذاً أسعار الأغذية تراجعت في الـ 11 شهراً الماضية وستواصل تراجعها في 2015، ويبقى السؤال: لماذا لم ينعكس هذا التراجع على الأسعار داخل الدول العربية؟ ولماذا لم تشهد أسعار الغذاء انخفاضاً في أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم وهي مصر خاصة وأن لديها مخزون يكفي الأستهلاك المحلي لشهور؟

إنها سياسة إفقار الشعوب واستعبادها واعطائها احساسا دائما أنها باتت عالة على حكامهما، وأن الشعوب مطالبة بالتوقف عن التناسل والزواج، بل والتوقف عن الأكل والشرب، وبدلاً من أن تطالب الشعوب بحقوقها يقول لهم حكامهم " احمدوا ربنا علي أنكم تأكلون وتشربون".

اقرأ أيضا: الفقر يتزايد في العالم العربي

المساهمون