إغلاق أشهر مطعم كبدة في مصر "البرنس" يجلب حملة تعاطف غير مسبوقة

لم تخلُ واقعة إغلاق أشهر مطعم للكبدة في مصر من مذاق سياسي، بعد ثلاثين عاماً من عمل المطعم الذي يحمل اسم "البرنس" في منطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة، بحجة احتلاله للشارع ما استوجب اجتياحه بحملة كبيرة تضم عدداً من موظفي الحي الواقع شمالي المحافظة، وأفراد أمن، لإزالة مخالفات المطعم، ومصادرة بعض المعدات، بدعوى التعدي على حرم الطريق العامة وافتراش أرصفة المشاة بوضع طاولات الطعام ومقاعد للجلوس وأفران وشوايات لتجهيز الطعام بعرض الشارع.

وتساءل رواد المطعم على مواقع التواصل، وهم من مختلف فئات وطبقات المجتمع المصري، ما الذي دعا السلطات لتذكّر مخالفة مطعم "البرنس" فجأة هذه الأيام؟

واعترف صاحب المطعم ناصر البرنس بـ"احتلاله الشارع" بالمخالفة للقوانين، لكنه قال إنه "سيستمر في تقديم الخدمات للزبائن بالمنطقة إذا سمح له الحي بإعادة افتتاحه".

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

رئيس الوزراء المصري: كل دول العالم تعاني من ارتفاع الأسعار

وتراوحت تفاعلات المغردين ما بين الشك في دوافع الحملة، والتضامن مع صاحب المطعم والعاملين فيه، وكان من اللافت وجود مطاعم منافسة بين المتضامنين.

مؤامرة؟

ولم تخل التعليقات من التلميح بوجود مؤامرة وراء الإغلاق، مرة بزعم وجود رغبة من السلطة في افتتاح محلات تابعة لها، وتريد إزاحة المنافس الأكبر والأشهر في القاهرة، ومرة بالزعم بأن "البرنس" لم يقم "بترضية موظفي الحي بالمال كما يفعل مع باقي الجهات الحكومية".

وتداول مغردون صوراً لمطعم للكبدة يسمى الاختيار، على اسم مسلسل شهير يطرح وجهة نظر النظام في مجريات الأحداث منذ انقلاب يوليو/تموز 2013، وربط مغردون بين غلق "البرنس" وافتتاح الاختيار، معتبرين أن ما جرى تجاه "البرنس" يماثل ما جرى من قبل تجاه شركات ومؤسسات أخرى دخل الجيش منافساً لها، وأغلقتها الحكومة لهذا السبب.

بعد غلق مطعم البرنس ومصادرة العِده..
هل تنطلق المتحدة للكبده والمشويات.. pic.twitter.com/M9QU1uYaHl

— ✏️REEM MoKHTAR 🦌 (@ReemMokhtar15) September 6, 2022

معلم للمنطقة

وبلغت شهرة "البرنس" حد اعتباره معلماً سياحياً يحرص سياح عرب وأجانب على ارتياده، ويفضلون تناول طعامه في الشارع، ما ساقه ناصر البرنس مبرراً اضطره إلى وضع طاولات الطعام في الشارع، الذي يقع فيه المطعم، دون أن يلفت ذلك نظر المسؤولين طوال ثلاثين عاماً.

ونصح الممثل محمد هنيدي، ابن المنطقة نفسها، ناصر البرنس، في تعليق على فيديو للأخير على "فيسبوك" قائلاً: "صلح أخطاءك يا ناصر، وإن شاء الله تفتح قريب، إنت بقيت علامة من علامات القاهرة السياحية".

وطالب مغردون، المسؤولين، بدلاً من إغلاق المطعم، بدراسة كيفية نجاحه، باعتباره نموذجاً يتطلب الاقتداء به، لجذب السياح لمنطقة شعبية يحتاج أبناؤها لكل فرصة عمل، بدلاً من تشريدهم بغلق المطعم.

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

استمرار انكماش نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر

وبات مطعم "البرنس" حالة شعبية أكثر من كونه مجرد مطعم يقدم الوجبات الشعبية المعروفة والمميزة، مثل الملوخية، إضافة إلى اختراع سماه صاحبه "ورقة لحمة"، وهي رقاقة من اللحم المطهو، علاوة على أصناف أخرى، متوسعاً من مطعم للكبدة، وهو أساس نشأته وسبب شهرته.

ويحرص ناصر البرنس على الوقوف بنفسه على إعداد الطعام وتقديمه، مثيراً حالاً من البهجة بطريقة صبه للملوخية في طبق الزبون من ارتفاع نحو متر من الطبق، أو تقديم عروض أقرب للغنائية بصوته، مع إهداء أطفال زبائنه هدايا بسيطة.

وضمن حالة التضامن، نشر مغردون صوراً لهم مع صاحب المطعم أثناء تناولهم الطعام في مطعمه أو بعده، وصار ناصر البرنس نجماً يستوقفه المارة ليلتقطوا معه الصور التذكارية، كما بات مطعمه معلماً من معالم المنطقة يشير إليه رواده من الممثلين في أعمالهم المسرحية والسينمائية.

ورداً على حملة التضامن كشف ناصر البرنس عن أمله أن يكون الإيقاف مؤقتاً، معرباً عن رضاه عن قرار الحكومة رغم غضب رواد التواصل من شدة العقوبة بالغلق بدلاً من الغرامة.

وطمأن البرنس رواد مطعمه بأنه يستعد قريباً لافتتاح فرع جديد في منطقة الشيخ زايد، غرب الجيزة.

وأسفرت الحملة يوم السبت الماضي عن غلق عدد آخر من المطاعم بشارع طلعت حرب، حيث يقع "البرنس". وقال بيان لمحافظة الجيزة إن أجهزتها تكثف حملاتها اليومية على مستوى الأحياء والمراكز والمدن، لإزالة تعديات المحال العامة والمنشآت التجارية والمطاعم والمقاهي على الطريق العامة للحد من المظاهر السلبية وتوفير حرم آمن لسير المواطنين.