استمع إلى الملخص
- دور شركة "Citizens": أصبحت "Citizens Property Insurance Corp" الخيار الوحيد للعديد من مالكي المنازل بعد انسحاب شركات التأمين الأخرى، وتواجه تحديات كبيرة في دفع التعويضات مع زيادة عدد بوليصاتها.
- التحديات المستقبلية والحلول: يتوقع زيادة أقساط التأمين بنسبة 20% إلى 30%، وتعمل السلطات على تقديم دعم إضافي لسوق التأمين لضمان استقراره وتوفير تغطية مناسبة.
أدى إعصار ميلتون الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية هذا الأسبوع إلى تأثير كبير في قطاع التأمين على المنازل في الولاية، مما أثار تحديات جديدة للشركات التي تقدم هذا النوع من التأمين. وتعتبر فلوريدا واحدة من أكثر الولايات عرضة للكوارث الطبيعية، وخاصة الأعاصير، مما جعل قطاع التأمين يواجه تحديات متزايدة.
وكان إعصار ميلتون مدمراً، إذ بلغت سرعة الرياح أكثر من 150 ميلاً في الساعة، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق للمنازل والبنية التحتية. وبينما كانت التقديرات الأولية تشير إلى خسائر ناجمة عن الإعصار بأكثر من 10 مليارات دولار، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، أن إعصار ميلتون خلّف خسائر تقدر قيمتها بـ50 مليار دولار بعدما ضرب ولاية فلوريدا، مما وضع ضغطاً هائلاً على شركات التأمين التي تواجه زيادة في مطالبات التعويض. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض "يقدر الخبراء أنه تسبّب بأضرار تناهز خمسين مليار دولار".
وترك الخروج الجماعي لشركات التأمين الوطنية من فلوريدا، بالإضافة إلى إلغاء شركات التأمين الخاصة المحلية لخططها، العديد من مالكي المنازل في الولاية بخيار وحيد: شركة مواطني فلوريدا للتأمين العقاري (Citizens Property Insurance Corp).
إعصار ميلتون والشركة المدعومة حكومياً
وتأسست هذه الشركة غير الهادفة للربح، والمدعومة من الولاية، لتكون الخيار الأخير للأشخاص الذين لا يمكنهم العثور على تغطية تأمينية في السوق الخاصة. ومع وجود 1.3 مليون بوليصة سارية حتى الشهر الماضي، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل خمس سنوات، أصبحت "Citizens" بلا منازع أكبر شركة تأمين في الولاية. ولكن الآن، مع وصول إعصاري هيلين وميلتون إلى اليابسة، وتدمير المنازل في فلوريدا في غضون أيام قليلة، سيكون من المؤكد تقريباً أن "Citizens" ستضطر إلى دفع مليارات الدولارات كتعويضات، وفقاً لما ذكرته شبكة سي أن أن الإخبارية.
وزادت تساؤلات سكان الولاية الجنوبية، كما العديد من المشرعين الأميركيين، عن قدرة "Citizens" على البقاء في السوق. وقالت "سي أن أن" إن الإجابة عن تلك التساؤلات تعتمد على هيكل الشركة، وهو ما قد يكون مطمئنًا للمؤمنين، حتى لو أدى في النهاية إلى ارتفاع أقساط التأمين.
وحذر حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس في وقت سابق من هذا العام من عدم قدرة شركة "Citizens" على "الاستمرار مالياً"، مشيراً إلى أنها لا تستطيع العمل مع "ملايين الأشخاص المؤمن عليهم"، لأن أي عاصفة كبيرة ستسبب مشاكل للولاية، وربما تؤدي إلى إفلاسها.
وقال السيناتور شيلدون وايتهاوس، وهو ديمقراطي من رود آيلاند، في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني إلى شبكة "سي أن أن": "لحسن الحظ، تجنبت فلوريدا السيناريو الأسوأ المتوقع مع إعصار ميلتون، لكن هذا لا يغير من حقيقة أن شركة "Citizens" قد تصبح على وشك الإفلاس بسبب أي عاصفة كارثية أو موسم عواصف".
وأشار وايتهاوس، الذي يرأس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ ويقود تحقيقاً في ماليات "Citizens"، إلى أن الشركة لديها آلية لتمرير خسائرها إلى العائلات في فلوريدا، التي تدفع بالفعل أقساطاً عالية للغاية. وأضاف: "استرداد مليارات الدولارات من الخسائر لسكان فلوريدا ليس مرجحاً أن يكون ممكناً اقتصادياً أو سياسياً، فضلاً عن القدرة على سداد المطالبات الضخمة في الوقت المناسب، ومن هنا يأتي القلق من لجنة الميزانية حول احتمالية طلب إنقاذ فيدرالي".
وارتفعت مطالبات التأمين بعد الإعصار بشكل غير مسبوق، إذ قدم آلاف العملاء طلبات تعويض عن الأضرار التي لحقت بمنازلهم. ويتوقع الخبراء أن تستمر شركات التأمين في مواجهة طلبات جديدة خلال الأشهر المقبلة، مع اكتشاف المزيد من الأضرار. ونتيجة لهذا الحجم الكبير من المطالبات، من المتوقع أن ترتفع أقساط التأمين على المنازل في فلوريدا بنسبة 20% إلى 30% في العام المقبل. ونتج الارتفاع المتوقع عن الحاجة لتغطية التكاليف الضخمة للتعويضات والاستعداد لأية كوارث مستقبلية
ولم تكن هذه الأزمة الأولى في فلوريدا، حيث شهدت الولاية ارتفاعاً في تكاليف التأمين خلال السنوات الأخيرة بسبب الأعاصير المتكررة. وفي عام 2023، أدى إعصار إيان إلى خسائر مشابهة، مما دفع شركات التأمين إلى رفع أسعار التأمين وتقليص تغطية بعض المخاطر. ولكن إعصار ميلتون جاء ليضع ضغطاً إضافياً على هذه الشركات، التي تجد نفسها مجبرة على إعادة تقييم استراتيجياتها لتقليل المخاطر. ومع تزايد شدة وتكرار الأعاصير في منطقة الخليج، تواجه شركات التأمين تحدياً كبيراً في الحفاظ على استمرارية أعمالها دون أن تصبح أسعار التأمين غير متاحة للأسر المتوسطة.
وأمام هذا الوضع، تعمل السلطات المحلية والفيدرالية على تقديم دعم إضافي لسوق التأمين في فلوريدا. قد تشمل هذه الجهود تقديم ضمانات حكومية لبعض شركات التأمين لتجنب إفلاسها، بالإضافة إلى تعزيز صندوق الكوارث الخاص بالولاية، الذي يقدم دعمًا ماليًا للأسر التي لا تستطيع الحصول على تغطية تأمينية مناسبة.