إضراب غالبية صيدليات الخرطوم احتجاجاً على شح الدواء

09 مارس 2021
الإضراب جاء بسبب الندرة الحادة في الدواء وارتفاع الأسعار (Getty)
+ الخط -

نفذت قرابة 90 % من الصيدليات العاملة بالعاصمة السودانية الخرطوم والبالغ عددها نحو 1200، إضراباً عن العمل، أمس الإثنين، احتجاجاً على شحّ الأدوية وخلوّ معظم أرففها منها. ورهن صيادلة تحدثوا، لـ"العربي الجديد" رفع الإضراب فوراً، بسرعة استجابة الحكومة الانتقالية لتوفير التمويل اللازم لاستيراد الدواء.

وقال أمين لجنة الصيادلة المركزية أمين مكي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسببات الإضراب تكمن في "رغبة الصيادلة في وضع حد لأزمة الدواء في السودان، وتوفيره  بشكل كامل".

وكشف مكي عن اجتماع جرى، أمس الإثنين، بين مجلس الوزراء والمصنعين والمستوردين وأصحاب الصيدليات، لبحث أزمة الأدوية المستوردة، عقب الانفراج النسبي في مشاكل الأدوية المصنعة محلياً بتوفير مدخلات الإنتاج بما فيها الكهرباء.

وأشار في الوقت نفسه إلى التوصل لحل جزء من مديونية الإمدادات الطبية، عبر  التزام وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بسداد مبلغ 21 مليون يورو من إجمالي المديونية البالغة 100 مليون يورو، متوقعاً إسهام ذلك في حل جزئي لمشكلة الندرة في الدواء خلال الفترة المقبلة.

ولفت مكي إلى احتياج  عملية الاستيراد لنحو 400 إلى 500 مليون دولار سنوياً، مؤكداً أنّ عدد الأصناف الموجودة في السودان يتجاوز الـ4600 صنف؛ منها نحو 1700 صنف منقذ للحياة يتم توفيرها مدعومة عبر الإمدادات الطبية، نافياً علمه بمقدار الفجوة في الأدوية بشكل دقيق، غير أنه أكد ندرة العديد منها.

من جهته، قال الرئيس السابق لشعبة الصيدليات بالخرطوم الدكتور نصري مرقس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدداً  كبيراً من الصيدليات توقف عن العمل، وأغلق أبوابه، أمس الإثنين؛ بسبب الندرة الحادة في الدواء وارتفاع أسعار المتواجد منها بالصيدليات لنسبة 300%، نظراً لاعتذار بنك السودان المركزي عن تقديم الدعم الكامل للشركات لاستيراد الدواء، من أجل سد حاجة البلاد منه خاصة الأدوية المنقذة للحياة، ما حدّ من قدرة المواطنين على الشراء".

ولفت مرقس إلى "اضطرار الصيدليات الخاصة للجوء لخيار الإضراب، بعد فشل كافة محاولات اللجنة المركزية للصيدليات في التوصل إلى حلول مع الحكومة والجهات المختصة لأزمة الندرة وارتفاع الأسعار".

وقال إنّ "الحكومة رصدت في السابق مبلغ 60 مليون دولار لاستيراد الدواء، لكن ما تم صرفه 32 مليون دولار فقط عبر محفظة السلع الاستراتيجية".

وكان عضو لجنة الصيادلة المركزية أنس الصديق، قد دعا، في حديث سابق مع "العربي الجديد"، الحكومة إلى وضع سياسة واضحة لتحقيق الاستقرار في سوق الدواء، وتجنب الأضرار السالبة الناتجة عن قرار تعويم الجنيه، مشيراً إلى ضرورة أن تضع الحكومة دعم الدواء في أول قائمة أولوياتها.

وأعلنت اللجنة التسييرية لأصحاب الصيدليات في السودان، الدخول في إضراب عن العمل. وأشارت في بيان سابق، إلى أنّ الخطوة تهدف للضغط على الحكومة لتتخذ قرارات بشأن توفير الدواء ودعمه، وأكدت أن انعدام الدواء وصل إلى حد الكارثة الصحية.

وقالت اللجنة إنها اتخذت قرار الإضراب بعد "خلو أرفف الصيدليات من الدواء بسبب توقف الشركات المستوردة والمصانع المحلية"، إضافة إلى التضارب في أسعار الدواء.

واستبقت الشركات  المستوردة للأدوية خطوة إضراب الصيدليات بإضراب غير معلن عن العمل، وتسليم العديد من الأصناف للصيدليات فور تطبيق الحكومة الانتقالية قرار تعويم سعر الصرف، ما انعكس في حدوث أزمة إضافية أُلقيت على كاهل المواطنين.

المساهمون