إدارة بايدن تضاعف التعرفات الجمركية على مجموعة من السلع الصينية

13 سبتمبر 2024
السيارات الكهربائية الصينية، يانتاي الصينية، 2 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيادة التعرفات الجمركية على المنتجات الصينية**: أعلنت إدارة بايدن عن رفع التعرفات الجمركية على مجموعة من المنتجات الصينية اعتباراً من 27 سبتمبر، بهدف تعزيز التصنيع المحلي. تشمل الزيادات السيارات الكهربائية، خلايا الطاقة الشمسية، بطاريات السيارات، المعادن الحيوية، الصلب، الألمنيوم، الأقنعة الواقية، والرافعات.

- **التأثير على الانتخابات الأميركية**: أصبحت التعرفات الجمركية موضوعاً ساخناً في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، حيث تتصادم كامالا هاريس مع دونالد ترامب حول هذه القضية. تعهد ترامب بفرض المزيد من التعرفات، بينما حذرت هاريس من تأثيرها على الأسر الأميركية.

- **تأثير التعرفات الجمركية على الصناعات الأميركية**: رحبت مجموعات تجارة الصلب والألمنيوم والنقابات العمالية بزيادة التعرفات، لكن بعض المحللين يرون تأثيراً ضئيلاً على صناعة الصلب الأميركية. يخشى صانعو السيارات من تدفق السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة إلى السوق الأميركية.

قالت إدارة ‏الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، إنها قررت رفع التعرفات الجمركية على بعض المنتجات الصينية، ‏وفقاً لما أعلن عنه الرئيس لأول مرة في مايو/ أيار الماضي. و‏قال مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان إنّ نسبة التعرفات الجمركية سترتفع إلى 100% على السيارات الكهربائية، و50% على خلايا الطاقة الشمسية، و25% على بطاريات السيارات الكهربائية، والمعادن الحيوية، والصلب، والألمنيوم، والأقنعة الواقية، والرافعات من السفن إلى الشواطئ، اعتباراً من 27 سبتمبر/ أيلول.

ومن المقرر أن تدخل زيادات التعرفات الجمركية على منتجات أخرى، بما في ذلك شرائح أشباه الموصلات، حيز التنفيذ خلال العامين المقبلين. وتأتي زيادة ال‏تعرفات الجمركية المعلنة، والتي تؤثر على كمية صغيرة نسبياً من الواردات الأميركية، في وقت تتصادم فيه نائبة الرئيس مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية المنتظرة كامالا هاريس ‏بمنافسها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، حيث تعد التعرفات الجمركية واحدة من أهم القضايا المثيرة للجدل في السباق.

وتعهد ترامب بفرض المزيد من التعرفات الجمركية على جميع الواردات، بينما قالت هاريس إن اقتراحه سيرفع الأسعار على الأسر الأميركية. وفرض ترامب التعرفات الجمركية على ما تصل قيمته إلى 300 مليار دولار من المنتجات الصينية خلال فترة وجوده في البيت الأبيض (2017-2021). وأبقى الرئيس جو بايدن على هذه التعرفات الجمركية خلال السنوات الثلاث الماضية، وبعدما أنهى مكتب الممثل التجاري الأميركي مراجعة استمرت لعدة سنوات في وقت سابق من هذا العام، قرر زيادة بعض التعرفات الجمركية على ما تقدر قيمته بنحو 15 مليار دولار من الواردات الصينية.

‏وتتماشى المنتجات التي ستواجه الزيادات الآن مع السياسات الاقتصادية الأخرى لبايدن، التي تهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي في صناعات تشمل الطاقة النظيفة ورقائق أشباه الموصلات، وفقا لما ذكرته شبكة "سي أن أن" الإخبارية. وقالت الممثلة التجارية للولايات المتحدة كاثرين تاي، في البيان: "ستستهدف زيادة التعرفات الجمركية النهائية اليوم السياسات والممارسات الضارة لجمهورية الصين الشعبية، التي تستمر في التأثير على العمال والشركات الأميركية".

ومن المتوقع أن ترد الصين بزيادة التعرفات الجمركية على السلع المصنوعة في الولايات المتحدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين للصحافيين، في مايو/ أيار، إنّ الصين تعارض "فرض التعرفات الجمركية من جانب واحد بما ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، وإنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها المشروعة".

كما أعلنت إدارة بايدن، اليوم الجمعة، عن جهد جديد للحد من كمية السلع الأجنبية التي يمكن أن تدخل إلى الولايات المتحدة بدون تحمل التعرفات الجمركية على الإطلاق، كون قيمتها لا تتجاوز 800 دولار. وقال البيت الأبيض إنّ الغالبية العظمى من الشحنات التي تستخدم هذا الاستثناء، المعروف بـ"الحد الأدنى"، تأتي من الصين، مشيراً إلى أن التغييرات في اللوائح التجارية ستجعل بعض الواردات غير مؤهلة للحصول على هذا الإعفاء. وستدخل هذه التغييرات حيز التنفيذ بعد فترة من طرحها للتعليقات العامة.

‏وأصبحت التعرفات الجمركية موضوعاً ساخناً في انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، على الرغم من أن العديد من الاقتصاديين يتفقون على أنها أدوات مكلفة ولا تعزز دائمًا الصناعات المحلية كما يرى البعض. وتهدف التعرفات الجمركية إلى رفع أسعار السلع الأجنبية كوسيلة لحماية المنتجين المحليين. ويتفق العديد من الديمقراطيين والجمهوريين على أن بكين استخدمت منذ فترة طويلة ممارسات تجارية غير عادلة لجعل السلع الصينية أكثر تنافسية. 

ومع ذلك، هناك اختلافات كبيرة بين دعوة ترامب لفرض رسوم شاملة وبين نهج إدارة بايدن الأكثر استهدافاً. ويقول ترامب انه سيزيد بشكل كبير التعرفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على الواردات من جميع أنحاء العالم إذا تم انتخابه، ‏كما دعا إلى فرض تعرفات جديدة تصل إلى 20% على كل وارد أجنبي يدخل إلى بلاده. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة استوردت سلعاً بقيمة 3.2 تريليونات دولار في عام 2022، وفقًا لأحدث البيانات المتاحة.

ودعا ترامب إلى إضافة تعرفات جمركية تصل إلى 60% على جميع الواردات الصينية، وقال إنه سيفرض تعرفات بنسبة 100% على الدول التي تتحول عن استخدام الدولار الأميركي، ‏وأكد أن الإيرادات التي ستجمع من هذه التعرفات الجمركية الجديدة، والتي يدفعها المستوردون في الولايات المتحدة، يمكن استخدامها لخفض الضرائب ودفع تكاليف رعاية الأطفال.

كلفة التعرفات الجمركية

أما هاريس، التي لم تقدم الكثير من التفاصيل حول كيفية استخدام التعرفات الجمركية، أو عدم استخدامها، فقد هاجمت مراراً اقتراح ترامب، واصفة إياه بـ"ضريبة مبيعات ترامب". وأشارت هاريس إلى دراسة تظهر أن التعرفات الجمركية المقترحة من قبل ترامب ستصل إلى حوالي 3.900 دولار زيادة سنوية في تكاليف المعيشة للأسرة ذات الدخل المتوسط، وفقاً لمركز الأبحاث "أميركان بروغرس" الليبرالي.

وقالت دراسات أخرى أيضاً إن ‏التعرفات الجمركية المقترحة سترفع الأسعار على الأسر، ولكن بمبلغ أقل. وقال مركز بروكينغز للسياسة الضريبية إن التأثير قد يتمثل في إضافة بقيمة 1.350 دولاراً سنوياً فقط لتكاليف معيشة الأسر ذات الدخل المتوسط. وأظهرت دراسات أخرى، بما فيها واحدة ‏صدرت عن اللجنة التجارية الدولية الأميركية غير الحزبية، أن الأميركيين تحملوا تقريباً الكلفة الكاملة لتعرفات ترامب الجمركية على المنتجات الصينية، ‏حيث إنه "عادة ما ينتقل بعض أو كل كلفة التعرفات الجمركية إلى المستهلك".

ولكن عندما يتعلق الأمر بزيادة التعرفات الجمركية الجديدة من 27.5% إلى 100% على السيارات الكهربائية، فقد لا يرى المستهلكون الأميركيون قفزة مفاجئة في الأسعار، وذلك لأن الولايات المتحدة تستورد بالفعل كمية قليلة نسبياً من السيارات الكهربائية من الصين. ومنذ عام 2018، ارتفعت واردات السيارات الكهربائية الصينية من 7.2 ملايين دولار إلى 388.8 مليون دولار، إلا أنها ظلت تمثل نحو 2% فقط من جميع واردات السيارات الكهربائية الأميركية، وفقاً للجنة التجارة الدولية الأميركية.

ومع ذلك، يخشى صانعو السيارات في الولايات المتحدة من أن السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، التي تُباع بسعر يصل إلى 10.000 دولار، قد تتدفق على السوق الأميركية. وكتبت الممثلة التجارية للولايات المتحدة في تقريرها الأخير: "الصين الآن تنتج 70% من السيارات الكهربائية في العالم، وهو ما يعرض الاستثمارات الإنتاجية في أماكن أخرى للخطر".

ورحبت مجموعات تجارة الصلب والألمنيوم والنقابات العمالية ب‏أنباء زيادة التعرفات الجمركية بعدما قال بايدن لأول مرة في إبريل/ نيسان إنه كان يفكر في زيادة الرسوم الجمركية على الصلب، خلال خطاب ألقاه في مقر عمال الصلب المتحدين في بيتسبرغ. ولكن بعض المحللين يقولون إن الخطوة قد يكون لها تأثير ضئيل على صناعة الصلب الأميركية أيضاً لأن الصين تمثل نسبة صغيرة جداً من واردات الصلب الأميركية.

المساهمون