أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الخميس، أنّ مسؤولَين كبيرَين من الصين والولايات المتّحدة مكلّفين الملفّ التجاري بين البلدين، أجريا محادثة هاتفية هي الأولى من نوعها في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، في الوقت الذي يبحث فيه مجلس الشيوخ الأميركي خطة لدعم الصناعة الأميركية في الحرب التجارية مع الصين.
وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إنّ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي، أجرى مع ممثّلة التجارة الأميركية كاثرين تاي محادثة هاتفية "صريحة وبراغماتية"، مشيرة إلى أنّ المباحثات بينهما كانت "بنّاءة" وجرت في جوّ من "المساواة والاحترام المتبادل".
وكانت كاثرين تاي التي تولّت، في مارس/ آذار، منصب ممثّلة التجارة الأميركية، قد قالت إنّ "قدرة" الصين على الوفاء بالتزاماتها تجاه الولايات المتّحدة هي "أولوية".
وبموجب اتّفاق "المرحلة الأولى" الذي وقّعه البلدان في يناير/ كانون الثاني 2020، تعهّدت بكين بزيادة مشترياتها من المنتجات والخدمات الأميركية بما لا يقلّ عن 200 مليار دولار خلال عامي 2020 و2021.
وعلى الرّغم من ذلك، أبقت واشنطن على تعريفات جمركية بنسبة 25% على ما قيمته 250 مليار دولار من الصادرات الصينية، فيما أبقت الصين رسوماً على ما قيمته 100 مليار دولار من الصادرات الأميركية.
وتدافع إدارة بايدن بانتظام عن قرارها إبقاء هذه الرسوم التي فرضتها إدارة دونالد ترامب.
مواجهة الصين
وفي السياق، أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، السناتور تشاك شومر، الأربعاء، أنّ المجلس قد يقرّ، اعتباراً من هذا الأسبوع، خطة ترمي إلى تسريع إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة لمعالجة أزمة الشحّ العالمي لهذه المكوّنات الأساسية، وعلى نطاق أوسع لدعم الصناعة الأميركية في الحرب التجارية مع الصين.
وقال شومر للصحافيين: "لا أرى سبباً لعدم تبني مشروع القانون بحلول نهاية الأسبوع. هذه رغبتي".
وينصّ مشروع القانون، على وجه الخصوص، على تخصيص مبلغ 52 مليار دولار على مدى خمس سنوات لتشجيع الشركات على تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، ولتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.
المواجهة مع الصين من الملفات القليلة التي اتفقت فيه إدارتا بايدن وترامب
ويخصص 1.5 مليار دولار لتطوير شبكة الجيل الخامس، أحد مجالات التوتّر الرئيسية بين الصين والولايات المتحدة.
وإذا ما أقرّت هذه الخطة في مجلس الشيوخ، يتعيّن طرحها على التصويت في مجلس النواب قبل اعتمادها نهائياً.
ووفقاً لشومر، فإنّ الخطّة تحظى بدعم الديمقراطيين والجمهوريين على حدّ سواء، مشدداً على أنّ إقرار هذه الخطة سيكون "من أهم الأمور التي ينجزها هذا المجلس منذ فترة طويلة جداً".
ويرمي المشرّعون الأميركيون من وراء هذه الخطة إلى التصدّي خصوصاً للصين التي تخوض بلادهم ضدّها حرباً تجارية بدأت في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، واستمرّت في عهد خلفه الديمقراطي، وهي أحد المجالات القليلة التي أكمل فيها بايدن السير على خطى سلفه.
كذلك فإنّ بكين متّهمة من قبل واشنطن بالتجسّس على القطاع الصناعي الأميركي وتهديد الأمن القومي للولايات المتّحدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)