قالت وزارة إعادة الإعمار الأوكرانية، اليوم الاثنين، إن روسيا أنهت فعلياً العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، من خلال رفضها تسجيل السفن القادمة.
وحاصرت روسيا موانئ أوكرانية على البحر الأسود، بعدما شنّت الغزو العام الماضي، لكن الوصول إلى ثلاثة منها أصبح ممكناً في يوليو/ تموز الماضي بموجب اتفاق بين موسكو وكييف، توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا.
وقالت الوزارة في بيان "أوقفت روسيا الاتحادية مرة أخرى فعلياً العمل بمبادرة الحبوب برفضها تسجيل السفن القادمة، وإجراء عمليات التفتيش عليها. هذا النهج يتعارض مع بنود الاتفاقية الحالية".
وذكرت الوزارة أن 90 سفينة، من بينها 62 سفينة لتحميل الحبوب عليها، تنتظر في المياه الإقليمية التركية حتى تنال الموافقة على التوجه إلى الموانئ الأوكرانية.
وينتهي أجل العمل بالاتفاق الحالي في 18 مايو/ أيار. وهددت موسكو بالانسحاب من الاتفاق الذي يهدف للمساهمة في تخفيف أزمة غذاء عالمية، بينما تعمل تركيا والأمم المتحدة على تمديده.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة فشلت في التوصل إلى اتفاق، يوم الجمعة الماضي، للسماح لأي سفن جديدة بنقل صادرات حبوب أوكرانية عبر البحر الأسود. وأشار المتحدث إلى استمرار عمليات التفتيش اليومية للسفن المصرح لها في وقت سابق.
وفي أواخر الشهر الماضي، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو لا تعتبر تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مُرضياً.
وأوضحت أنه لا يمكن إنقاذ الاتفاق إلا من خلال تنفيذه بصورة كاملة، وأنه ليس "مائدة يمكنك الاختيار منها"، حيث تقول موسكو إن بنود الاتفاق الخاصة بالسماح لها بتصدير سلعها الزراعية لا يتم الوفاء بها.
وأشارت روسيا إلى أنه ما لم تُلب قائمة من مطالبها لإزالة العقبات أمام صادراتها من الحبوب والأسمدة، فإنها لن توافق على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود إلى ما بعد 18 مايو/ أيار. وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق يساعد في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي 22 يوليو/ تموز 2022، وُقِّعَت اتفاقية ممر حبوب البحر الأسود، لمدة 120 يوماً، ثم مُدِّدَت لـ120 يوماً أخرى، اعتباراً من 19 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، وفي 19 مارس/ آذار 2023، أُعلن تمديد جديد، لكن دون إعلان مشترك موحد لمدته.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن الاتفاقية مُددت لمدة 120 يوماً، فيما قال مسؤولون روس إنها مُددت 60 يوماً فقط. ولم يصدر عن تركيا ولا الأمم المتحدة أي بيان في هذا الصدد. ويبدو أنه يوجد خطر على استمرارية الاتفاقية.
وقال مسؤولون روس إن تمديد الاتفاقية لـ60 يوماً بدلاً من 120 يوماً يجب أن يُنظر إليه على أنه مؤشر على أن موسكو ليست راضية تماماً عن الاتفاقية وطريقة تنفيذها.
(رويترز، العربي الجديد)