استمع إلى الملخص
- تسعى كييف لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، حيث تمثل المساعدات الغذائية خطوة منطقية لأوكرانيا كمنتج زراعي رئيسي، خاصة بعد توقف صادرات القمح الروسية إلى سوريا.
- تواجه سوريا أزمة خبز خانقة، حيث ارتبط الحصول عليه بالبطاقة الذكية، مما يثير تساؤلات حول تحالفات القمح الجديدة وكيفية مواجهة السلطة الجديدة للأزمة.
أرسلت أوكرانيا 500 طن من دقيق القمح إلى سورية مساعدات إنسانية، سعياً لبناء علاقات مع الدولة بعد الإطاحة بنظام المخلوع بشار الأسد الذي كانت تدعمه روسيا التي لا تزال تخوض معارك طاحنة مع أوكرانيا، علماً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو الذي أعلن عن هذه الشحنة عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (X) اليوم الجمعة.
وجاء في تغريدة زيلينسكي: "وكما وعدنا، فإننا ندعم الشعب السوري في أوقات حاجته. ثمة 500 طن من دقيق القمح الأوكراني في طريقها بالفعل إلى سورية هي جزء من برنامجنا الإنساني (حبوب من أوكرانيا) بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي".
As promised, we are supporting the Syrian people in their time of need.
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) December 27, 2024
500 tonnes of Ukrainian wheat flour are already on their way to Syria as part of our “Grain From Ukraine” humanitarian program in cooperation with the WFP.
The wheat flour is planned to be distributed to…
في أعقاب انهيار نظام الأسد وانسحاب القوات الروسية التي دعمته، تسعى كييف إلى تعزيز العلاقات مع دمشق. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، طلب زيلينسكي من وزارة الخارجية تعزيز المشاركة الدبلوماسية مع الدولة الواقعة في الشرق الأوسط، وفقاً لما أوردته شبكة بلومبيرغ في خبر اليوم، مشيرة إلى أن تقديم المساعدات الغذائية لدولة مزقتها الحرب يمثل خطوة منطقية لأوكرانيا التي تُعد منتجاً زراعياً رئيسياً، علماً أنها قدمت في السابق مساعدة مماثلة للدول الأفريقية، بينما تشير تقديرات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن سورية تحتاج إلى 1.6 مليون طن من واردات القمح هذا الموسم.
وللخطوة الأوكرانية أهمية خاصة لما للخبز في سورية من رمزية مهمة كانت مؤشراً إلى مرحلة بكاملها، إذ عاش المواطنون في عهد نظام بشار وسط موجات من الجوع كشفتها أزمة خبز خانقة في ظل تدهور إنتاج القمح، وجرى ربط الحصول عليه بالبطاقة الذكية التي تحدد عدد الأرغفة المتاح أكلها للأسرة. وجاءت الإدارة الجديدة لسورية بعد تحرير دمشق لتواجه أزمة إضافية، منها توقف صادرات قمح روسية إلى دمشق، ما يطرح سؤالاً مهماً حول تحالفات القمح الجديدة، وكيف ستواجه السلطة الجديدة هذه الأزمة؟
وسبق أن تواصل "العربي الجديد" مع مصادر مختلفة قبل أيام، من اللاذقية، غربي سورية، والعاصمة دمشق وحلب بالشمال، وأكدت بدء تراجع العرض، بعد الوفرة الكبيرة في حلب الأسبوع الماضي، لكن المصادر أشارت إلى أمرين إيجابيين: الأول عودة الأفران للعمل والإنتاج بعد تسهيلات ودعم من الحكومة المؤقتة، والثاني شراء الخبز مباشرة من الأفران، لكن بسعر مرتفع.