أوروبا تستورد كميات كبيرة من الغاز الروسي رغم الخلافات الحادة مع موسكو

29 نوفمبر 2022
الانقسام بين قادة أوروبا حول معاقبة الغاز الروسي مستمرة (Getty)
+ الخط -
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن أوروبا لا تزال تستورد كميات قياسية من الغاز الروسي المسال المنقول بحراً، ما يبرز إلى أي مدى لم تتخلص دول المجموعة من اعتمادها على روسيا للحصول على الوقود الحيوي للطاقة حتى مع توقف التدفقات عبر خطوط الأنابيب الروسية تقريبًا.
وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية مساء الإثنين، ارتفعت واردات الغاز الطبيعي الروسي المسال الذي يتم نقله عادة عبر ناقلات كبيرة إلى أوروبا، بأكثر من 40 في المائة بين يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، وهو ما يسلط الضوء على الصعوبة التي تواجهها دول الاتحاد الأوروبي في الاستغناء عن استيراد الغاز الطبيعي من موسكو على الرغم من محاولتها إيجاد بدائل للغاز الروسي.
الغاز الطبيعي المسال الروسي شكل 16 في المئة من إجمالي واردات الغاز المسال الأوروبية المنقولة بحراً
ويشير التقرير إلى أن الغاز الطبيعي المسال الروسي شكل 16 في المئة من إجمالي واردات الغاز المسال الأوروبية المنقولة بحراً خلال هذه الفترة.
وعلى الرغم من أن هذا الحجم من واردات الغاز المسال يمثل جزءًا بسيطًا من إجمالي تدفقات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الأرضية البالغة 62.1 مليار متر مكعب في مثل هذه الشهور من العام، إلا أنه يترك أوروبا معرضة لاستخدام الرئيس فلاديمير بوتين لسلاح الطاقة ضدها، وذلك وفقاً لما ذكرته خبيرة الغاز العالمية في مركز الطاقة العالمي في جامعة كولومبيا آن صوفي كوربو.
وأضافت الخبيرة أن روسيا يمكنها تحويل شحنات الغاز المسال إلى الدول المتعطشة للغاز الطبيعي المسال مثل بنغلاديش وباكستان بأسعار رخيصة "من أجل تحقيق مكاسب سياسية" ولكنها تفضل "الضغط على الأوروبيين".
وقالت إن "من المهم جدًا ألا ننسى أن الكثير من البلدان تعاني من ندرة الغاز الطبيعي المسال في الوقت الراهن، لأنها لا تستطيع تحمل الكلفة المرتفعة للغاز".
وحتى الآن لا توجد عقوبات على الغاز الروسي في أوروبا نظراً لأهميته بالنسبة لأمن الطاقة في بعض الدول الأوروبية.
وحسب التقرير، استفاد الكرملين من عدم وجود عقوبات ومارس تقليل التدفق التدريجي للغاز لأوروبا عبر خطوط الأنابيب بعد غزو أوكرانيا، ما أدى إلى زيادة الأسعار وتسبب في غلاء كلفة المعيشة في جميع أنحاء القارة الأوروبية. 
وتوقف تدفق الغاز الروسي عبر خط أنابيب يامال، الذي يمر عبر بولندا، منذ مايو/أيار، كما قطعت روسيا التدفقات عبر خط "نورد ستريم 1" إلى ألمانيا في الصيف الماضي. وتعرض خط "نورد ستريم 1" في ما بعد لعملية تخريب متعمدة، وفق الروايات الغربية.
كما هددت روسيا أخيراً بالحد من الإمدادات إلى أوروبا الغربية عبر الخط الوحيد الذي لا يزال يربط أوروبا عبر أوكرانيا.
وانخفض غاز خط الأنابيب من روسيا بنسبة 80 في المائة تقريبًا خلال الشهور الماضية من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لبيانات من معهد بروغيل للأبحاث في بروكسل. ومن أجل سد الفجوة في الإمدادات، تحولت أوروبا إلى السوق العالمية للطاقة.
وأظهرت بيانات من شركة البيانات اللندنية "ريفينيتف" أن أوروبا استوردت 111 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من دول العالم بين يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأول، بزيادة تقارب 70 في المائة على أساس سنوي.
وكانت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي والغاز المسال الروسية قد بلغت 155 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي في العام الماضي 2022.
وبلغت واردات الغاز الأوروبية من روسيا بين يناير وأكتوبر الماضيين 17.8 مليار متر مكعب، بزيادة 42 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، حيث استحوذت فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا على معظم الواردات الروسية تقريبًا.
ويأتي معظم الغاز الطبيعي المسال الروسي لأوروبا من مشروع يامال للغاز الطبيعي المسال المملوكة أغلبيته لشركة نوفاتيك الروسية، مع حصص أخرى مملوكة لشركة توتال الفرنسية و"سي إن بي سي" الصينية وصندوق حكومي صيني.
المساهمون