يدرس الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق في دعم الصين مُصنعي توربينات الرياح الخاصة بإنتاج الطاقة المتجددة، وذلك بعد أسابيع قليلة من بدء تحقيق آخر في دعم بكين إنتاج السيارات الكهربائية، الأمر الذي يزيد من حدة الخلافات بين بروكسل وبكين حول الإجراءات الحمائية التي تفرضها أوروبا لكبح الواردات الصينية.
وقال ديدييه ريندرز، القائم بأعمال مفوض المنافسة في الاتحاد الأوروبي، إن الواردات الصينية الرخيصة يمكن أن تهدد الشركات الأوروبية، مضيفا في تصريحات لقناة "بي اف إم" التلفزيونية الفرنسية :"يمكننا فتح تحقيق على غرار ما حدث بشأن السيارات الكهربائية".
تأتي تصريحات المسؤول الأوروبي في وقت تمارس شركات طاقة الرياح في أوروبا ضغوطاً للحصول على مزيد من الدعم من الحكومات، بحجة أن الواردات الصينية الرخيصة تدفع مُصنعي توربيناتها إلى حافة الانهيار.
وقال ثلاثة مسؤولين من الاتحاد الأوروبي لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أمس السبت، إن من الممكن أن يجرى تحقيق في دعم الصين لتوربينات الرياح هذا الشهر، كجزء من مقترحات أوسع تهدف إلى تعزيز صناعة طاقة الرياح في أوروبا.
وسيكون هذا هو الإجراء المهم الثاني ضد الصين خلال أسابيع ، بعد أن قالت رئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين، في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، إن بروكسل ستحقق في قضية السيارات الكهربائية الصينية بسبب مخاوف من أنها "تشوه" سوق الاتحاد الأوروبي. وأثارت هذه الخطوة رد فعل غاضب من بكين، التي وصفتها بأنها "عمل حمائي سافر".
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن "العناصر الكافية" تبرر إجراء تحقيق مماثل في أجزاء توربينات الرياح. لكن المسؤول أقر بأن بروكسل تشعر بالقلق إزاء الرد الانتقامي من جانب بكين.
وتأتي المناقشات وسط زيارة مقررة إلى الصين خلال الأيام المقبلة، سيقوم بها جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وقادري سيمسون، مفوض الطاقة بالاتحاد.
كان تييري بريتون، مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي، قد دعا في سبتمبر/أيلول الماضي إلى إجراء تحقيق لمكافحة الإغراق أو مكافحة الدعم في توربينات الرياح المصنوعة في الصين.
وكتب: "ينفذ مصنعو معدات الرياح الصينيون استراتيجية عدوانية لدخول الأسواق الأوروبية"، مضيفًا أن المصنعين الصينيين يقدمون لمطوري المشاريع الأوروبية خصومات كبيرة وخيار تأجيل المدفوعات لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وقد تزايدت مخاوف الأوروبيين في السنوات الأخيرة من أن الصناعة أصبحت تعتمد بشكل مفرط على التكنولوجيا الخضراء الصينية.
وقالت هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب" في وقت سابق من هذا العام: "سيجرى تصنيع التكنولوجيا النظيفة في المنطقة خارج أوروبا، وسوف تستبدل أوروبا ببساطة اعتمادها على الغاز الروسي باعتمادها على معدات الطاقة النظيفة الصينية".