تصعيد خطير يساهم في تسريع حظر الطاقة الروسية

28 ابريل 2022
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع سابق مع شركات الطاقة(getty)
+ الخط -

في تصعيد نوعي وخطير في صراع الطاقة الروسي الأوروبي، أوقفت شركة "غازبروم" إمدادات الغاز الطبيعي إلى بولندا وبلغاريا، لفشلهما في دفع ثمن الغاز بالروبل، وهو ما دفع أسعار الغاز الطبيعي والنفط إلى ارتفاع كبير في الأسواق العالمية. 

ورغم أن خطوة العقوبات على الطاقة الروسية لا تزال طور الدراسة بسبب الأضرار المترتبة عن الحظر على الاقتصادات الغربية، إلا أن الحظر لم يستبعد كلياً، لأن العديد من الدول الأوروبية تتفاوض حول البدائل استعداداً للحظر، ولا يستبعد محللون أن تساهم خطوة وقف صادرات الغاز الروسي في تسريع خطوات ضم النفط والغاز الروسي للعقوبات الغربية. وتتفاوض كل من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا مع دول عربية وأفريقية لتعويض النفط الروسي. 

وحتى الآن يرى خبراء أن مبيعات الطاقة الروسية لأوروبا تشكل العمود الفقري في تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، كذلك فإنها تضعف فاعلية العقوبات المالية والاقتصادية الغربية على المؤسسات والشركات الروسية.

في هذا الشأن، يرى الملياردير الروسي ميخائيل خودوركوفسكي، الذي يعيش خارج روسيا، إن عدم ضم النفط والغاز الروسي إلى العقوبات خطأ كبير. وقال الملياردير خودوركوفسكي، إن حظر الطاقة الروسية سيشكل "ضربة قاصمة" لخطط بوتين في أوكرانيا.

وذكر خودوركوفسكي لقناة "بي بي سي" التلفزيونية في حديث لبرنامج "هاردتوك"، أن "دخل النفط والغاز بلغ 36% من إجمالي دخل الميزانية الفدرالية الروسية في عام 2021". ورغم أن خودوركوفسكي قال إنه لا يستطيع تحديد ما إذا كان الرئيس بوتين يستطيع مواصلة الحرب على أوكرانيا في حال حظر النفط الروسي، لكنه قال: "بالتأكيد، سيشكل حظر الطاقة ضربة قاضية لخطط بوتين".

وفي ذات الصدد، قالت وكالة الطاقة الدولية إن روسيا تحصل على 400 مليون دولار يومياً من تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وتحصل على 700 مليون دولار يومياً من صادرات النفط.

وكانت روسيا تبيع أكثر من نصف صادراتها من النفط لدول الاتحاد الأوروبي قبل الغزو، ولكن في أعقاب العقوبات الغربية القاسية على روسيا ومؤسساتها المالية، فإن تجار النفط في أوروبا باتوا يتفادون شحنات النفط الروسية بسبب كلف التأمين المرتفعة ومخاطر التعرض لعقوبات وعراقيل مصرفية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع صادرات النفط الروسية إلى أوروبا بعد تنفيذ العقوبات الغربية على روسيا.

وحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر إبريل/ نيسان الجاري، فإن صادرات النفط الروسية خسرت نحو 700 ألف برميل يومياً خلال الشهر الجاري، وقد ترتفع خسائر صادرات النفط الروسي إلى 1.5 مليون برميل يومياً بسبب "الحظر الطوعي" الذي ينفذه تجار الخامات النفطية في أوروبا.

وحسب بيانات وكالة الطاقة، أنتجت روسيا نحو 10 ملايين برميل يومياً في مارس/ آذار الماضي. وهذا المعدل من الإنتاج أقل من مستويات إنتاجها فوق 10.5 ملايين برميل يومياً. 

ومن بين الدلائل على أن الدول الغربية تزيد سرعة البدائل للنفط الروسي، وتعد لحظر الطاقة الروسية، الحركة النشطة للحاويات النفطية العملاقة الحاملة لشحنات النفط الأميركية التي ترسو في الموانئ الأوروبية لأول مرة.

حسب بيانات وكالة الطاقة، فإن روسيا انتجت نحو 10 ملايين برميل يومياً في مارس/ آذار الماضي. وهذا المعدل من الانتاج أقل من مستويات إنتاجها فوق 10.5 مليون برميل يومياً

وحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ يوم الثلاثاء، رست الناقلة سولانا على ميناء بلباو الإسباني لأول مرة، في منتصف إبريل/ نيسان الجاري، وأفرغت حمولة مليوني برميل من النفط. وهنالك أربع ناقلات عملاقة حملت شحنات نفطية إلى أوروبا، وستصل ناقلة عملاقة إلى ألمانيا في مايو/أيار المقبل. وتشير الوكالة إلى أن الولايات المتحدة تواصل تسريع صادرات النفط إلى أوروبا لتغطية احتياجاتها حتى تتمكن من حظر النفط الروسي.

 من جانبها بدأت الشركات الروسية تخفي صادراتها عبر حيل شبيهة بالحيل التي كانت تستخدمها إيران وفنزويلا، تحسباً لاحتمال الحظر الغربي على خاماتها النفطية. وحسب تقرير بصحيفة "فزغلباد" الروسية، بدأت الشركات النفطية الروسية تستخدم حيلاً لإخفاء مصدر النفط المشحون في الناقلات. 

في هذا الشأن، قال خبير الصندوق القومي لأمن الطاقة، إيغور يوشكوف، للصحيفة الروسية، إن إحدى خطط تسليم النفط الروسي للمشترين تقوم على حيلة خادعة، وهي تجري عبر إيقاف ناقلة النفط تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال، وتذهب إلى ميناء "أوست لوغا أو بريمورسك" الروسي، وهناك تحمّل النفط الروسي وتبحر إلى حيث تنتظرها ناقلة أكبر في عرض البحر، ويُعاد الشحن، بعد ذلك تعود الناقلة المكوكية الأصلية إلى موقعها، وتعيد تشغيل جهاز الإرسال، وبالتالي تتفادى عملية الرصد.

ومن بين الحيل الأخرى التي تستخدمها الشركات الروسية البائعة، خلط الخامات الروسية بخامات من دول أخرى، مثل أوزبكستان أو كازاخستان، وبالتالي يتعذرعلى المشتري تحديد مصدر إنتاج الخام. 

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قد قالت صباح الأربعاء إن إعلان شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم التوقف من جانب واحد عن تسليم الغاز لبعض العملاء في أوروبا، محاولة أخرى من جانب روسيا لاستخدام الغاز كأداة للابتزاز. وأضافت فون دير لاين في بيان: "هذا غير مبرر وغير مقبول. ويظهر مرة أخرى أن روسيا مورد للغاز غير جدير بالثقة".

المساهمون