- أوبك+ تخطط لاجتماع في يونيو لتقرير مستقبل خفض الإنتاج أو زيادة الإمدادات، مع التأكيد على أهمية مراقبة السوق لضمان توازن مستدام وسط ضبابية الطلب.
- توجد تباينات في التوقعات حول نمو الطلب على الوقود، مع تقارير مختلفة من شركات ومنظمات عالمية، بينما تشير أوبك إلى استقرار إنتاجها وزيادة الطلب على خامها، مما يوفر فرصة لزيادة الإمدادات.
توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الخميس طلبا قويا على النفط في أشهر الصيف، وتمسكت بتوقعاتها لنمو قوي نسبيا في الطلب العالمي على النفط في 2024، مما يسلط الضوء على فجوة كبيرة على غير العادة بين توقعات قوة الطلب على النفط. وأضافت أوبك في تقرير شهري أن الطلب العالمي على النفط سيزيد 2.25 مليون برميل يوميا في 2024، وبمقدار 1.85 مليون برميل يوميا في 2025. ولم تتغير التوقعات عن الشهر الماضي.
ومن شأن تعزيز النمو الاقتصادي أن يعطي بدوره دفعة لأسعار النفط التي تجاوزت 90 دولارا للبرميل هذا العام بسبب تراجع المعروض والحرب في الشرق الأوسط. واتفقت أوبك والدول الحليفة معها في تكتل أوبك+ الأسبوع الماضي على إبقاء تخفيضات فرضتها على إنتاج الخام حتى نهاية يونيو/حزيران. وقالت أوبك في التقرير "رغم وجود بعض المخاطر التي تدفع نحو التراجع، ربما ينتج عن استمرار الزخم الذي شاهدناه في بداية العام احتمالات تدفع بنمو الاقتصاد العالمي في 2024".
وفي أشهر الصيف عندما يرتفع الطلب على الوقود مع زيادة حركة السفر، قالت أوبك إن الطلب العالمي على وقود الطائرات سيرتفع بنحو 600 ألف برميل يوميا على أساس سنوي في الربع الثاني، وسيزيد الطلب على البنزين بنحو 400 ألف برميل يوميا، وعلى الديزل 200 ألف برميل يوميا. ومن المقرر أن تعقد أوبك+ اجتماعا في يونيو/حزيران لتتخذ قرارا بشأن تمديد خفض الإنتاج أو ضخ المزيد في السوق.
وقالت أوبك في التقرير "توقع الطلب القوي على النفط لأشهر الصيف يتطلب مراقبة السوق بعناية وسط استمرار الضبابية وذلك لضمان توازن قوي ومستدام للسوق". وتتوقع أوبك نمو الاقتصاد العالمي 2.8% في 2024، وهي النسبة نفسها التي توقعتها الشهر الماضي، وقالت إن الاقتصاد الأميركي يستعد لإعطاء الدفعة المعتادة للطلب على الوقود في الصيف. وقالت "من المتوقع أن يوفر موسم القيادة المقبل في الولايات المتحدة الطلب الإضافي المعتاد على وقود وسائل النقل".
تباين توقعات حجم الطلب
وتشهد التوقعات المتعلقة بحجم نمو الطلب على الوقود خلال العام الحالي تباينا أكبر من المعتاد، ويرجع ذلك جزئيا إلى اختلافات حول وتيرة تحول العالم إلى وقود أنظف. وقالت شركة فيتول لتجارة الطاقة هذا الأسبوع إن الطلب سيرتفع 1.9 مليون برميل يوميا هذا العام، وهو ما لا يختلف كثيرا عن تقديرات أوبك، في حين خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها للنمو إلى 950 ألف برميل يوميا.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل الدول الصناعية وترجح أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2030، زيادة تبلغ 1.33 مليون برميل يوميا، ومن المقرر أن تحدث توقعاتها غدا الجمعة. فيما تعتقد أوبك أن الطلب على النفط سيستمر في الارتفاع خلال العقدين المقبلين ولم تتوقع ذروة محددة.
ونفذ تحالف أوبك+ سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق. وبدأ سريان الخفض الجديد بواقع 2.2 مليون برميل يوميا للربع الأول في يناير/كانون الثاني قبل تمديده لاحقا إلى الربع الثاني من العام.
وذكر تقرير أوبك أيضا أن إنتاج المنظمة من النفط الخام استقر في مارس/آذار، إذ لم يرتفع سوى ثلاثة آلاف برميل يوميا، مسجلا 26.60 مليون برميل يوميا رغم الجولة الجديدة من تخفيضات الإنتاج الطوعية، مع زيادة طفيفة في السعودية وإيران. وأضاف التقرير أن الطلب على خام أوبك هذا العام من المتوقع أن يبلغ 28.5 مليون برميل يوميا في المتوسط، بزيادة 100 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة، وهو ما يمنح المجموعة، من الناحية النظرية، مجالا لضخ المزيد.
صندوق النقد قلق
وعلى نحو متصل، قالت كريستالينا غورغيفا رئيسة صندوق النقد الدولي اليوم الخميس إن أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة لم تكن جيدة لبقية العالم، وقد تمثل مصدر قلق إذا استمرت لفترة طويلة، لكنها تعتقد أن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) كان يتصرف بحكمة. وقالت غورغيفا في حدث استضافه المجلس الأطلسي إن الحكومة الأميركية بإمكانها النظر أيضا في اتخاذ إجراءات أخرى لضبط التضخم.
وأضافت أن "ارتفاع أسعار الفائدة بالنسبة لبقية العالم ليس خبرا سارا. فأسعار الفائدة المرتفعة تجعل الولايات المتحدة أكثر جاذبية، لذا تأتي التدفقات المالية إلى هنا، وهذا يترك بقية العالم تعاني إلى حد ما". وتحد معدلات الفائدة المرتفعة من نمو الاقتصادات الكبرى، ما تسبب تاريخياً في تراجع الطلب على النفط.
(رويترز، العربي الجديد)