أندي جاسي... خليفة بيزوس في قيادة أمازون

05 فبراير 2021
أندي جاسي (إنترنت)
+ الخط -

بعد سبعة وعشرين عاماً من تأسيسه شركة أمازون التي جعلت منه أغنى رجل في العالم، أفسح جيف بيزوس الطريق لمساعده أندي جاسي لقيادة سفينة عملاق تجارة التجزئة في العالم، في واحدة من أصعب اللحظات التي تواجهها منذ نشأتها، ليتعامل مع العديد من التحديات والفرص التي ظهرت في عالم ما بعد كوفيد-19، بينما يبقى بيزوس قريباً من القرارات المؤثرة في الشركة، لاحتفاظه بوصف "الرئيس التنفيذي" في عنوان وظيفته الجديدة كرئيس لمجلس الإدارة. 
ولن يكون جاسي جديداً على الشركة التي أمضى فيها ما يقرب من ربع قرن، قاد فيها خدمات الشبكة المعروفة باسم   Amazon Web Services، التي ترأسها منذ تأسيسها في عام 2003، ونجح في جعلها المصدر الأهم في إيرادات أمازون، حتى وصلت الأخيرة في بعض الأحيان لتكون الشركة صاحبة أكبر قيمة سوقية بين كل الشركات الأميركية. 
لم يعمل جاسي خارج أمازون طيلة حياته العملية التي تجاوزت الثلاثين عاماً سوى خمس سنوات كانت في إدارة المشروعات في شركة للمقتنيات، قبل أن يتركها للحصول على شهادة الماجستير في كلية هارفارد للأعمال، ثم ليلتحق بعدها مع مجموعة من زملاء الدراسة في الكلية نفسها بأمازون مديراً للتسويق في عام 1997. 
وفي عام 2003، توصل هو وبيزوس إلى فكرة إنشاء منصة الحوسبة السحابية التي تم إطلاقها بعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، ليترأس جاسي فريقها المكون من 57 شخصاً. 

وبعد تحقيقه نجاحات مذهلة في رئاستها، تمت ترقيته عام 2016 من نائب الرئيس الأول إلى الرئيس التنفيذي لشركة AWS، وهو العام الذي حصل فيه على راتب يتجاوز 36 مليون دولار سنويا، ليستمر في المنصب حتى يتم إعلان خلافته لبيزوس على المقعد الأهم في أمازون هذا الأسبوع. 
وفي عام 2020، حصل جاسي على راتب أساسي لم يتجاوز 175 ألف دولار، إلا أنه حصل أيضاً على أسهم بالشركة يسمح ببيعها على فترات تنتهي في 2024، وتتجاوز قيمتها حالياً 45 مليون دولار. 
وقبل نهاية العام الماضي، بلغت ثروة رائد الأعمال المعروف بتفضيله العمل في صمت أكثر من 375 مليون دولار، وفقاً لموقع wallmine.com، المتخصص في تقديم خدمات إدارة الثروات والاستثمار في أسواق المال. 
وخلافاً لطموحات سلفه التي وصلت إلى الانطلاق إلى الفضاء، سيضطر جاسي، على الأقل في الفترة الأولى من توليه منصبه، للتركيز على عمليات الشركة على الأرض، خاصة في مرحلة تعد الأصعب في تاريخها، حيث تتعرض لضغوط غير مسبوقة من الجهات الرقابية، وتقاوم دعوات تقسيمها، تحت عنوان مكافحة الاحتكار، التي ينادي بها بعض قادة الحزب الديمقراطي الذي يسيطر حالياً على البيت الأبيض والكونغرس بمجلسيه، في وقتٍ تحتدم فيه المنافسة على "لعبتها" المفضلة والنجم الساطع هذه الأيام، وهي خدمات الحوسبة السحابية.
ويأتي جاسي، الذي يعرف كل من عمل معه أنه يكره الخسارة، ويرى البعض أنه مستعد لتحمل أي كلفة في سبيل الفوز بما يريد، في وقتٍ لم يرتفع فيه سهم الشركة صاحب القفزات العملاقة بأكثر من 9%، خلال الأشهر الستة الأخيرة، خسر منها 2% بعد الإعلان عن اسم رئيسها التنفيذي الجديد، بينما اقتربت مكاسب مؤشر ناسداك الحافل بشركات التكنولوجيا من نسبة 25% خلال الفترة نفسها. 

موقف
التحديثات الحية

وفي الوقت الذي سيتعين على جاسي الإجابة عن العديد من الأسئلة الشائكة المرتبطة بمستقبل الشركة، لتحديد ما إذا كانت ستستمر في السعي للعب دور في تقديم خدمات الرعاية الصحية، أو تطوير السيارات ذاتية القيادة، أم أنها ستزيد من تركيزها على تقديم الخدمات المالية لعملائها، لا يعلم أحد حتى هذه اللحظة توجهات الرئيس التنفيذي الجديد، اللهم إلا في القضية الشائكة التي واجهت أمازون خلال السنوات الأخيرة، والمرتبطة بموقفها من تقنية التعرف إلى الوجه Face recognition.
وفي ما يخص هذه القضية تحديداً، وبدبلوماسية وحزم، وبعد ضغط من المحاور، قال جاسي لجريدة نيويورك تايمز قبل عامٍ ونصف تقريباً، إن "الأمر هنا ليس متروكاً لشركة أمازون لتضع الأحكام الأخلاقية في العالم"، مؤكداً أنه يدعو الحكومة الفيدرالية للتدخل، لأنه يعتقد أن الناس يبحثون عن وسائل لتوفير حماية إضافية يمكن من خلالها توضيح كيفية استخدام تلك التقنيات، التي يمكن إذا أسيء استخدامها أن تكون لها الكثير من التداعيات السلبية. 
وأضاف جاسي "أتمنى أن يسرعوا، لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، سيكون لدينا خمسون قانوناً مختلفاً في خمسين ولاية مختلفة".
ويعيش جاسي مع زوجته وطفليه في بيت كبير في حي كابيتول هيل في مدينة سياتل بولاية واشنطن، في أقصى شمال غرب الولايات المتحدة، كان قد اشتراه قبل أكثر من عشرة أعوام بمبلغ لا يتجاوز 3.1 ملايين دولار، إلا أن بعض وسائل الإعلام أكدت أنه اشترى بيتاً آخر قبيل نهاية العام الماضي في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، بلغت كلفته 6.7 ملايين دولار، ليكون قريباً من بيت بيزوس البالغ ثمنه 165 مليون دولار.

المساهمون