أنالينا بيربوك.. مرشحة لخلافة ميركل تحلم بكبح جماح السوق

28 ابريل 2021
أنالينا بيربوك رئيسة حزب الخضر في ألمانيا (Getty)
+ الخط -

"الألمان في مزاج للتغيير"... هكذا علقت صحيفة "بيلد" على تقدم حزب الخضر في استطلاعات الرأي، متجاوزاً تحالف المستشارة أنغيلا ميركل... زيادة شعبية الخضر تعزى لاختياره الرئيسة المشاركة أنالينا بيربوك، لتتنافس على خلافة ميركل على رأس المستشارية بعد الانتخابات الفيدرالية.
وبيربوك البالغة من العمر 40 عاماً، هي المرأة الوحيدة التي ستتنافس على المستشارية في الانتخابات التي ستجرى في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بينما يتصدر حزبها نتائج استطلاعات الرأي. فقد حظي بـ28 في المائة من نوايا المستطلَعين من قبل معهد " كانتار" بينما جاء تحالف ميركل في المركز الثاني بـ27 في المائة، و الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المركز الثالث بـ13 في المائة.
قبل ذلك كان استطلاع للرأي مؤخراً، قد منح الخضر نسبة 28 في المائة من تأييد المستطلعة آراؤهم. فهل تعكس الطفرة الخضراء ما سماه أستاذ العلوم السياسية في جامعة "برلين الحرة" أوسكار نيدرماير "الصخب الإعلامي" الذي يرى أنّه لن يستمر. هو يتصور أنّ تأييد الناس سيتغير بمجرد أن يصبح خطاب الخضر "أكثر واقعية" كما أوردت "فرانس برس".
رأى الحزب النور عام 1980، حين كان مناهضاً للنظام، منبثقاً عن الحركات السلمية، والمدافعة عن البيئة والمناوئة للطاقة النووية. فقد تقدم باعتباره بديلاً للأحزاب التقليدية، وأكد في برنامجه قبل 42 عاماً أنّ "التطور الصناعي ومجتمع الاستهلاك يحكمان على الإنسان بالاضمحلال الثقافي والمعنوي".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ورغم الانقسامات التي اخترقته حول المشاركة في اللعبة الديمقراطية، فقد شرع في تدبير الشأن العام، ليصل اليوم إلى المشاركة في 11 حكومة ولاية من بين 16 حكومة، بل إنّ "الخضر" يتولون أمر ولاية بادن فورتمبيرغ (عدد سكانها 11 مليون نسمة وعاصمتها شتوتغارت) كما أنّ مقاربتهم التي اعتبرت مسؤولة خلال مفاوضات تشكيل حكومة 2017، عززت مصداقيتهم في أعين الرأي العام.
كان انتخاب أنالينا بيربوك، بمعية روبيرت هابيك لرئاسة حزب الخضر عام 2018، مؤشراً على طيّ صفحة الخلافات بين "الخضر" والامتثال لنوع من الواقعية، التي من سماتها تعزيز الروابط مع الأوساط الاقتصادية، بل إنّ الحزب أضحى يضم ممثلين من رجال الأعمال.
بيربوك شغوفة بكرة القدم، وحائزة ثلاث مرات على الميدالية البرونزية في بطولة القفز على الترومبولين، التي عند مقارنتها بالسياسة، ترى بيربوك أنّ كلّ قفزة فريدة وخطيرة، إذ يجب قبول المخاطرة، من أجل التقدم إلى الأمام وإطلاق التغيير.
عندما توقفت الفتاة المتحدرة من هانوفر، من أم عاملة وأب مهندس في الميكانيكا، عن ممارسة رياضتها المفضلة قبل عشرين عاما، بعد عدة إصابات، فكرت في ممارسة الصحافة، وتغطية الحروب. لكنّها اختارت دراسة السياسة والقانون بهامبورغ، قبل أن تحصل على ماستر في القانون الدولي بـ"معهد لندن للاقتصاد" في 2005، وهي السنة التي التقت فيها بالرجل الذي سيصبح زوجها، وتلتحق بـ"الخضر" إذ كانت شاهدة على تولى أنغيلا ميركل منصب المستشارية.
ستكتشف في 2008 البرلمان الألماني، حيث ستتولى تقديم المشورة لنواب "الخضر" في قضايا السياسة الخارجية والأمن، وتشبك علاقات مع منظمات دولية ووسائل إعلام ونواب ومعاهد تفكير. تلك تجربة أهلت هذه الأم لطفلتين، لأن تحقق طموحها في دخول البرلمان نائبة عام 2013.

أضحت متحدثة باسم فريقها حول السياسة المناخية في سياق اتفاق باريس، وجعلت من الخروج من استغلال الفحم الحجري أولويتها. لم تتردد في مؤتمر الخضر في اتهام وزراء وسط اليسار ووسط اليمين بالاكتفاء بالاحتيال على المناخ، بل امتد ذلك إلى العمال.
ستختبر بيربوك، التي ستقود حزبها كي يكون له دور حاسم في الانتخابات التي ستجرى في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، على مستوى تجسيد الرؤى الجديدة لحزبها، الذي أضحى يقرّ بدور السوق الحر في تحقيق الرفاهية، إذ يرى يانس ألتهوف، مدير مكتب هينريش بول ستيفونغ بباريس، أنّ السوق أضحى أولوية لدى "الخضر" غير أنّه يجب ضبطه لتفادي الاختلالات والتصدي للريع والاحتكار اللذين يحولان دون اشتغاله بفعالية. وعبرت بيربوك، عن تأييدها لإنشاء صندوق استثماري تساهم فيه الدولة من أجل دعم الشركات الصغيرة المبتكرة، مع وضع خصم ضريبي لفائدة الشركات التي تستثمر في الابتكار المستدام، في محاولة لكبح جماح السوق.
يعترف لها المراقبون بقدرتها على الإلمام بالملفات، ويراهن عليها "الخضر" من أجل توسيع حضوره في البرلمان، غير أنّه مهما كانت نتائج الانتخابات المقبلة، سيكون لحزب الخضر دور حاسم في تشكيل أيّ تحالف حكومي مقبل، والتأثير في برنامجه الاقتصادي في ألمانيا، سواء انضم إليه أو اختار المعارضة.

المساهمون