أظهر مسح أميركي أن المواطنين الأميركيين يعارضون بشدة تمويل إدارة جو بايدن الحرب الدائرة حالياً من قبل إسرائيل على قطاع غزة، وكذلك الحرب الأوكرانية من أموال دافعي الضرائب والإيرادات العامة للدولة.
يذكر أن حزمة المساعدات التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها لكل من إسرائيل وأوكرانيا والبالغ قيمتها 106 مليارات دولار تعرضت للعرقلة من قبل نواب الحزب الجمهوري.
وعلى الرغم من وجود دعم أكبر في استطلاع أجرته "فاينانشال تايمز" مع كلية ميشيغان روس الأميركية، لمساعدة إسرائيل، فإن الاستطلاع وجد مستويات كبيرة من التشكك في مساعدة إسرائيل في حربها ضد حماس، وفقاً لما ذكرت الصحيفة البريطانية.
وحسب المسح الذي كشفت عنه "فاينانشال تايمز" في تقرير اليوم الاثنين، قال 40% إن الولايات المتحدة تنفق "الكثير" على المساعدات العسكرية والمالية لإسرائيل، بينما قال 30% إن واشنطن تنفق "المبلغ المناسب".
ووفق التقرير، تأتي المستويات العالية من المعارضة للمساعدات العسكرية لإسرائيل وأوكرانيا على خلفية القلق المستمر بشأن حالة الاقتصاد الأميركي، حيث قال 25% فقط من المشاركين إن حالة الاقتصاد الأميركي ليست "جيدة" أو "ممتازة".
وعلى صعيد الدعم لأوكرانيا، يعتقد ما يقرب من نصف الناخبين الأميركيين، أن الولايات المتحدة تنفق الكثير على المساعدات لأوكرانيا، وهو ما يسلط الضوء على هشاشة الدعم الأميركي لتمويل الحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة واشنطن للضغط من أجل مزيد من التمويل.
ويقول الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، بالتعاون مع كلية "ميشيغان روس" الأميركية، إن 48 في المائة من الناخبين، يعتقدون أن الولايات المتحدة تنفق "الكثير" من المساعدات العسكرية والمالية لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا، مقارنة بـ 27 في المائة ممن قالوا إن واشنطن تنفق "المبلغ المناسب". وقال 11 في المائة إن الولايات المتحدة لا تنفق ما يكفي.
وكانت المعارضة واضحة بشكل خاص بين الجمهوريين، حيث قال 65 في المائة إن الولايات المتحدة تنفق أكثر من اللازم في أوكرانيا، مقارنة بما يقرب من النصف، أي نحو 52 في المائة من المستقلين، وثلث فقط نحو 32 في المائة من الديمقراطيين.
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي يكافح فيه بايدن لإقناع الكونغرس المنقسم بشدة للموافقة على حزمة إنفاق أمنية شاملة بقيمة 111 مليار دولار تشمل حوالي 60 مليار دولار لكييف، بالإضافة إلى تمويل إسرائيل وتايوان.
ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي من المقرر أن يزور فيه زيلينسكي واشنطن لعقد اجتماع مع بايدن غداً الثلاثاء "للتأكيد على التزام الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع"، تجاه المجهود الحربي للبلاد، وفقاً للبيت الأبيض.
ويرسم الاستطلاع أيضاً صورة صارخة للجمهوريين المؤيدين لأوكرانيا في الكونغرس، الذين يكافحون من أجل التوصل إلى حل وسط من شأنه أن يحصل على الموافقة على التمويل. وفي محاولة لاسترضاء الجمهوريين، يتضمن اقتراح البيت الأبيض رصد مليارات الدولارات لتعزيز الأمن على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري، دوغ هيي، إن المساعدات الأميركية المستقبلية لأوكرانيا "موضع شك"، مضيفاً أن "الجمهوريين في الكونغرس يقفون إلى جانب ناخبيهم بشأن هذا الأمر".