ألمانيا: مستعدون للتعامل مع أي توقف لصادرات الغاز من روسيا

02 مارس 2022
تورّد روسيا لأوروبا 40% من احتياجاتها من الغاز (Getty)
+ الخط -

قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك اليوم الأربعاء، إن‭‭ ‬‬ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، مستعدة للتعامل مع أي توقف لصادرات الغاز من روسيا، في الوقت الذي سجلت فيه أسعار الغاز في القارة العجوز أرقاما قياسية اليوم مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.

وردا على سؤال من إذاعة "دويتشلاندفونك" عما ستفعله الحكومة إذا أوقفت روسيا تصدير الغاز، قال هابيك: "نحن مستعدون لذلك. أستطيع أن‭‭ ‬‬أؤكد أن لدينا ما يكفي تماما بالنسبة للشتاء الحالي والصيف".

وكان يفترض أن يزيد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، الذي اكتمل إنشاؤه، لكن لم يدخل قيد التشغيل، من اعتماد ألمانيا على موسكو لتزويدها بـ70% من إجمالي شحنات الغاز.

وأضاف وفقا لوكالة "رويترز" أنه "في ما يتعلق بالشتاء المقبل فسوف نتخذ المزيد من الإجراءات"، مشيرا إلى تشريع جديد مزمع بخصوص تخزين الغاز بكامل السعة المتاحة من أجل فصل الشتاء.

وقال إننا "سنتخذ أيضا الاحتياطات لأسوأ وضع ممكن وهو ما لم يحدث بعد لأن الروس لم يتوقفوا (عن إمدادنا بالغاز)"، مشيرا إلى أنه "في حالة حدوث الأسوأ فإنه يمكن لبرلين الإبقاء على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على نحو احتياطي وربما حتى الاستمرار في تشغيلها، لكنها ملتزمة بالانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة في الأجل المتوسط".

استعداد إيطالي

كان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي قد أكد أمس الثلاثاء، أن بلاده ستكون قادرة على تحمل انهيار كامل في إمدادات الغاز من روسيا على المدى القصير لكن ذلك سيجعل الشتاء أكثر صعوبة بعد ذلك.
وقال دراغي للبرلمان إنه حتى إذا قطعت روسيا الإمدادات الأسبوع المقبل، فإن مستويات تخزين الغاز وتدفقات الواردات البديلة ستكون كافية لتغطية الطلب في ذروته، خاصة مع تراجع الطلب بسبب الطقس المعتدل.
وأضاف أن إيطاليا تعمل على زيادة الإمدادات من دول أخرى منتجة للغاز مثل الجزائر وأذربيجان، فضلا عن زيادة الاستفادة من محطات الغاز الطبيعي المسال.
وتستخدم إيطاليا الغاز لتوليد نحو 40 بالمائة من الكهرباء، وتستورد أكثر من 90 بالمائة من احتياجها. وجاءت 40 بالمائة من واردات العام الماضي من روسيا.

جاءت تصريحات دراغي بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية لويجي دي مايو للجزائر، والذي أكد أن الزيارة أتت بنتائج جيدة بالفعل في سبيل تحقيق هدف زيادة إمدادات الغاز الجزائري.
وأضاف دي مايو أن "الجزائر ستدعم إيطاليا في إمدادها بالغاز وستصبح شراكتنا أقوى على المدى القصير والمتوسط والطويل".

ويعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا في الحصول على أكثر من ثلث احتياجاته من الغاز، وأي انقطاع في التدفقات من شأنه أن يزيد نقص الإمدادات الذي أدى بالفعل إلى ارتفاع فواتير المستهلكين بشدة.
وقال دي مايو إنه سيتوجه إلى دول أخرى في الأيام المقبلة للبحث عن صفقات طاقة يمكن أن تساعد إيطاليا "في مواجهة التهديد المرتبط بهذا الصراع الذي أطلق شرارته بوتين".
تأتي تلك التطورات في الوقت الذي ارتفع فيه السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي "تي تي إف" الأربعاء إلى 194,715 يورو للميغاوات ساعة، وهو مستوى قياسي مدفوع بالغزو الروسي لأوكرانيا.
ووصل سعر الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل إلى 463,83 بنساً لكل وحدة حرارية، وهو مستوى قريب جدا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجّلها في كانون الأول/ديسمبر الماضي عند 470,83 بنساً.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون