ألمانيا تستورد 300 ألف طن من النفط من كازاخستان.. وروسيا تكسب رسوم العبور

14 يناير 2023
محاولات للتحرر من النفط الروسي (Getty)
+ الخط -

أعلنت شركة النفط الكازاخستانية غازترانسول، الجمعة، أنه سيتم نقل إمدادات الطاقة إلى ألمانيا من نقطة تسليم بولندية، على أن يتم في المرحلة الأولى نقل 300 ألف طن من النفط من جمهورية كازاخستان الغنية بالموارد في آسيا الوسطى، وحيث يهدف هذا الإمداد لتعويض النفط الروسي بعد أن كان الاتحاد الأوروبي فرض في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا عقوبات على موسكو.

لكن رغم ذلك، وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية فإن روسيا ستكسب الكثير من رسوم العبور، لأن "الذهب الأسود" سيمر عبر آلاف الكيلومترات من خطوط أنابيب دروجبا التي تديرها شركة ترانسنفت المملوكة للدولة الروسية، وهذا ما سيمكّن روسيا من الاستمرار في تمويل اقتصادها الحربي دون بيع نفطها.

يأتي ذلك بعد أن أوقفت ألمانيا بداية يناير/كانون الثاني 2023 استيراد النفط من روسيا مع دخول المرحلة الثانية من الحظر حيز التنفيذ، وحيث باتت مصفاة شفيدت في ولاية براندنبورغ الواقعة شرق البلاد التي تعتمد على إمدادات الطاقة الروسية بحاجة لبدائل من خلال تسليم فوري، والتي على ما يبدو أن كازاخستان أضحت البديل الفعلي لها.

وفي سياق متصل، أكد وزير الطاقة الكازاخستاني بولات اكتشولاتوف هذا الأسبوع، أن بلاده يمكنها أن تنقل 1.5 مليون طن من النفط الخام إلى ألمانيا على مدار العام، مع إمكانية توسيع صادراتها لتصل إلى ما بين 6 و7 ملايين طن سنويا.

ومن المعلوم أن خط أنابيب دروجبا والذي تم تشييده بين 1959 و1964 يمتد على ثلاثة خطوط من الأراضي الروسية إلى أوروبا الغربية، الشمالي منها يمر عبر بولندا إلى ألمانيا لتغذية مصفاة شفيدت، كما تستفيد منه أيضا مصفاة لوينا في ساكسونيا انهالت، التي كانت مضطرة لتغيير مصادر إمدادها، بعد أن كانت بدورها تعتمد بشكل خاص على النفط الروسي.

وتفيد التقارير الاقتصادية بأن المصفاتين ستكون لديهما إمدادات أقل من ذي قبل، من بين 15 مصفاة في ألمانيا، وأن مصفاة شفيدت بحاجة لمستوى معين من النفط لتكون قادرة على إنتاج الحد الأدنى من طاقتها.

وقبل بدء حرب أوكرانيا، غطت واردات النفط من روسيا حوالي 35% من احتياجات ألمانيا، ثلثها وصل عبر الناقلات، فيما الكميات الأخرى وصلت عبر "دروجبا".

وفيما يخص المخاوف المتعلقة بأمن الإمدادات في براندنبورغ، أفاد مدير المصفاة رالف شايرر، أخيرا، بأنه يمكن تشغيل المصفاة وتزويد المناطق بالوقود وزيت التدفئة، في إشارة إلى أن الإمداد آمن على الرغم من الحظر.

ووفقا للمشغل "توتال إنيرجي"؛ فان المصفاة توفر 90% من حاجات برلين وبرندبورغ من البنزين والكيروسين والديزل، حيث تعالج المصفاة 12 مليون طن سنويا، في حين تغطي مصفاة لوينا إلى حد كبير احتياجات البنزين في ولايات ساكسونيا انهالت وتورينهن.

وبخصوص أسعار الوقود، لن تكون على الأرجح أعلى من تلك المعتمدة في غربي البلاد، مع توقعات لدى الخبراء بأنه ومع نهاية موسم التدفئة سيكون هناك مزيد من الاسترخاء في أسواق النفط والديزل.

وكان مفوض الحكومة عن الولايات الشرقية كارستن شنايدر، قد رأى في التغيير فرصة، معتبرا أن هناك استثمارات عامة إضافية تزيد عن مليار يورو لهذا الغرض، والهدف تحرير شرقي ألمانيا من التبعية لروسيا.

المساهمون