ألمانيا تزيد واردات الفحم الحجري لتوليد الطاقة.. روسيا في الصدارة رغم العقوبات

27 فبراير 2023
روسيا ظلت أهم مورد للفحم لألمانيا في العام 2022 (Getty)
+ الخط -

أصبح الفحم أكثر أهمية لإمدادات الطاقة في ألمانيا، في الوقت الذي أصبحت روسيا المورد الأول للفحم رغم العقوبات الغربية المفروضة.

وذكرت شبكة "إيه آر دي" الاخبارية، أمس الأحد، نقلا عن شركة السكك الحديدية الألمانية للشحن "دويتشه بان كارغو" أن كمية الفحم الحجري المنقولة تضاعفت في الأشهر الأخيرة.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تنقل القطارات ما معدله 30 ألف طن من الفحم يوميا من موانئ بحر الشمال إلى حوالى 15 محطة طاقة كبيرة في جميع أنحاء ألمانيا، وحيث تستخدم بعض قطارات الشحن أيضا ما يسمى بممرات الطاقة وبشكل أساسي عبر شبكة السكك الحديدية. 

وبيّنت التقارير الصحافية، أنه ومن أجل أن تكون قادرة على نقل الكميات المطلوبة أعادت شركة "دويتشه بان" للشحن وضع أكثر من 1000 عربة مناسبة في الخدمة، لنقل الفحم الصلب عبر شبكة السكك الحديدية أسبوعيا، وحيث يتم تحميل جزء كبير من الفحم المنقول على القطارات في موانئ مثل روتردام وأمستردام في هولندا.

وقبل عام واحد، كان ممثلو الصناعات الألمانية متفائلين بالاستغناء عن الفحم الصلب الروسي في أقرب وقت، حيث أجرى مشغلو محطات الطاقة التي تعمل بالفحم محادثات مع عدة دولة أخرى موردة.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "بيلد" نقلا عن تقييم لجمعية مستوردي الفحم، أمس الأحد، أن روسيا ظلت أهم مورد للفحم لألمانيا في العام 2022، بكمية بلغت 13 مليون طن رغم العقوبات، تمثل أكثر من 29% من إجمالي واردات الفحم الألمانية التي بلغت العام الماضي نحو 44.4 مليون طن، لكن بالمقارنة مع عام 2021 تراجعت واردات الفحم الصلب من روسيا بنسبة 37%.

وزادت ألمانيا العام الماضي وارداتها من الفحم الصلب بنسبة 8%، حيث جاءت الزيادة لصالح الفحم الأميركي لتحتل المركزي الثاني في قائمة الموردين بحوالي 9.4 مليون طن، وبارتفاع 32 % مقارنة بالعام السابق، تليها كولومبيا بحوالي 7.2 مليون طن، وأستراليا بنسبة 6.2 مليون طن، كما وأن واردات الفحم من جنوب أفريقيا زادت بشكل أكبر لتصل إلى 3.9 مليون طن.

وكان من المفترض أن تعمل محطات الطاقة التي تعمل بالغاز على سد فجوة الطاقة مع التوجه للتخلص التدريجي من الفحم والطاقة النووية. 

وقدرت الخدمة العلمية في البوندستاغ "البرلمان الألماني" قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، أنه للتخلص من الفحم في محطات الطاقة، يجب إنشاء حوالي 80 محطة غاز جديدة، لتوليد 15 إلى 40 غيغاوات من الكهرباء بحلول العام 2030.

وأمام كل ذلك، فإن ألمانيا تواجه صعوبة في التخلص من الفحم الحجري الذي يحتوي على أعلى انبعاثات لثاني أوكسيد الكربون، سيما وأن الفحم لا يتعلق بإنتاج الكهرباء وحسب، بل بقطاعات إنتاج الصلب والأسمنت والمواد الكيميائية، وبالتالي ستتعثر أهدافها المناخية.

تجدر الإشارة إلى أن العام 2038 هو التاريخ الرسمي الذي سيتم فيه إخراج آخر محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري عن الشبكة.

وفي سياق متصل، أكد موقع "كليما ريبورتر" مؤخرا، أنه إذا لم يتم إنشاء بدائل، مثل استخدام الهيدروجين الأخضر، فإن استخدام الفحم سيستمر ويمثل خطورة مناخية.

وقام معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في دراسة حديثة، أن فرص التخلص التدريجي من الفحم عالميا بحلول عام 2050، باتت أقل بنحو 5%، بما يعني تحقيق الهدف في الموعد المخطط له.

المساهمون