ألمانيا.. "نورد ستريم 2" يثير الخلافات بين أطراف الائتلاف الحاكم

17 يناير 2022
باربوك قالت إن خط الأنابيب معلّق ولا يتوافق مع قانون الطاقة الأوروبي (الأناضول)
+ الخط -

أدت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا باربوك، اليوم الاثنين، إلى كييف، وموسكو غداً، لتقريب وجهات النظر حول الصراع في شرق أوكرانيا ومناقشة إمدادات الغاز الروسي وعلى رأسها مشروع "نورد ستريم 2"، إلى إثارة الكثير من الجدل والانقسام بين الأطراف الثلاثة للتحالف الحاكم في ألمانيا .
وقالت باربوك اليوم، قبل لقاءها المرتقب بنظيرها الروسي سيرجي لافروف غدا، إن خط الأنابيب معلّق ولا يتوافق مع قانون الطاقة الأوروبي.
ويشكك حزب الخضر الذي تنتمي إليه الوزيرة والحزب الليبرالي الشريك في الائتلاف في جدوى المشروع، حيث يتخوفان من تداعياته الجيوسياسية، فضلا عن أن تشغيل خط "نورد ستريم 2" سيؤدي إلى زيادة الاعتماد على الغاز الروسي.
بينما يؤيد الحزب الاشتراكي، الذي يعد الشريك الأكبر في الائتلاف، المشروع باعتباره مشروعا اقتصاديا خالصا.

وفي تأكيد على الصخب القائم بين أطراف الائتلاف الحاكم حول المشروع، والذي ألقى بظلاله على زيارة الوزيرة، أشارت شبكة التحرير الألمانية إلى أن أمين عام الحزب الاشتراكي كيفن كوهنرت اتهم معارضي "نورد ستريم 2" بالحديث عن صراعات دولية "من أجل دفن المشروع، وتخلي العديد من برلمانيي الخضر والليبرالي الحر عن ترددهم السابق" . 
هذه التصريحات استدعت ردا من الخضر، حيث حذر عضو البرلمان الأوروبي عن الخضر سيرغي لاغودينسكي الحزب الاشتراكي من جعل أنفسهم حمقى مفيدين للكرملين ، من دون إغفال ضرورة سعي ألمانيا لسياسة الحوار تجاه روسيا.

أما المسؤول عن السياسة الخارجية في الخضر أوميد نوريبور فقال لـ"مورغن ماغازين" عبر شبكة "ايه آر دي" الإخبارية ، اليوم الاثنين،  إنه وفي اللحظة التي يوجد فيها مستوى آخر من العدوان من قبل روسيا، فإن من الواضح جدا أن خط الأنابيب نورد ستريم 2 لن يبصر التشغيل".
 من جهتها، أشارت النائبة في البوندستاغ عن الليبرالي الحر ريناتا ألت إلى أن "نورد ستريم 2" ينظر إليه على أنه مشروع استراتيجي ليس فقط في روسيا، ولكن أيضا في الولايات المتحدة الأميركية. 
وسيضاعف خط الأنابيب إلى ألمانيا طاقة روسيا لتصدير الغاز تحت بحر البطليق إلى 110 مليارات متر مكعب سنويا، ويلتف حول أوكرانيا.
ويواجه المشروع الذي تقوده شركة "غازبروم" الروسية معارضة، حتى قبل اكتمال تشييده في سبتمبر/ أيلول، من الولايات المتحدة ودول أخرى من بينها أوكرانيا وبولندا. ومن المتوقع ألا يحصل على موافقة الهيئات التنظيمية قبل نهاية النصف الأول من هذا العام.

تحذير أوكراني  

في خضم ذلك، حذر رئيس شركة "نافتوغاز" الأوكرانية المملوكة من الدولة يوري فيترينكو، لصحيفة فرانكفوتر ألغماينه أخيرا، من تشغيل خط أنابيب الغاز الألماني الروسي "نورد ستريم 2" عبر البلطيق، مبرزا أنها مسألة أمن قومي لأوكرانيا، لافتا إلى انتشار القوات الروسية على الحدود الأوكرانية . 
وأوضح أنه "اذا ما تدفق الغاز عبر أوكرانيا، فسيكون من الصعب على بوتين بدء الحرب لأن إمدادات الغاز ستتأثر"، لافتا إلى أن "تشغيل نورد ستريم 2 يعني عدم توجيه المزيد من الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا" .
من جانبه، اعتبر سفير ليتوانيا في برلين راموناس ميسيوليس أن "هناك شيئا ما تغير في برلين"، مضيفا وفقا للقناة الثانية في التلفزيون الألماني أن "الألمان بدأوا رؤية خط الأنابيب بشكل واقعي".
وأكد السفير الليتواني أن "نورد ستريم 2 بالنسبة لبوتين أكثر بكثير من مجرد مشروع اقتصادي".
وأبدى السفير استغرابه من إصرار عدد من النواب والمستشارين الألمان على التقليل من شأن أكبر مشروع للبنية التحتية في أوروبا، واعتباره مشروعا بحتا للقطاع الخاص.

وأشار إلى أن "نظراءه من دول البلطيق الأخرى وبولندا وأوكرانيا لفتوا انتباه المسؤولين الألمان، مرارا، إلى الطابع الجيوسياسي لخط الأنابيب عبر بحر البلطيق، وأن تشغيل نورد ستريم 2 سيدمر خط نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا، ما سيمكن موسكو من التقدم إلى كييف من دون تعريض أرباح صادراتها من الغاز للخطر".
من جانبها، حثت روسيا، اليوم، ألمانيا والاتحاد الأوروبي على عدم تأخير المصادقة على خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2"،
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "إجراءات المصادقة من الهيئات التنظيمية في ألمانيا والمفوضية الأوروبية تجب عدم إطالة أمدها على نحو مصطنع، ويجب عدم تسييسها."

المساهمون