أكبر منتج للرقائق في العالم يعتزم بناء مصنع في ألمانيا

09 اغسطس 2023
مصنع "تي إس إم سي" في الصين (Getty)
+ الخط -

أعلنت شركة "تي أس أم سي" التايوانية، أكبر منتج للرقائق وأشباه الموصلات في العالم، أنها تريد بناء مصنع في مدينة دريسدن الألمانية، وذلك بالشراكة مع كل من "بوش" و"إنفينيون" و"أن إكس بي"، والتخطيط لوضع الحجر الأساس في النصف الثاني من عام 2024، وبعد إنجاز كل الموافقات المطلوبة.

وأشارت الشركة إلى أن المشروع سيتلقى مساهمة مالية كبيرة من برلين، وأن إجمالي الاستثمار سيكون 10 مليارات يورو، ليكون البدء بالتصنيع عام 2027.

وفي هذا الإطار، أفادت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، اليوم الأربعاء، بأن كلاً من الشركاء الثلاثة سيستحوذ على ما نسبته 10% من المشروع المشترك، على أن تحتفظ الشركة التايوانية بنسبة 70% من الاستثمار، مع توقعات بأن يؤمن المشروع حوالى 2000 فرصة عمل.

وفي الوقت نفسه، يفترض أن يستفيد العديد من الشركات متوسطة الحجم، كما قطاع الخدمات، من هذا الاستثمار الضخم.

ورحب وزير الاقتصاد الاتحادي، روبرت هابيك، من برلين، بقرار الشركة التايوانية، مشيراً إلى أن المصنع سيساهم بشكل كبير في إمداد ألمانيا وأوروبا برقائق أشباه الموصلات، وأن قرار الاستثمار يظهر أن ألمانيا "موقع جذاب وتنافسي، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالتقنيات الرئيسية مثل الإلكترونيات الدقيقة".

وأضاف هابيك: "الإنتاج المحلي للموصلات له أهمية خاصة بالنسبة إلى قدرات ألمانيا التنافسية العالمية، والرقائق تحافظ على سير أعمالنا، ومن دونها لا توجد محركات سيارات، ولا يُنتَج حاسوب، ولا يمكن لأنظمة الرياح ولا الطاقة الشمسية أن تنتج الطاقة، وسيجعل المصنع الجديد التحول نحو الحياد المناخي ممكناً في المقام الأول".

وذكرت صحيفة هاندلسبلات أن الحكومة الفيدرالية وعدت بدعم بناء المصنع بخمسة مليارات يورو.

بدوره، اعتبر توماس شميت، وزير التنمية في حكومة ولاية سكسونيا، وعاصمتها دريسدن، أن قرار "تي أس أم سي"، إلى جانب قرار "إنتل" الاميركية، كما وتوسيع "إنفينيون" مصنعها، سيمنح التنمية الإقليمية في وسط ألمانيا دفعة كبيرة، وسيستفيد من الاقتصاد الأوروبي برمته، وهو ما يجعل أوروبا أكثر استقلالية عن الموردين غير الأوروبيين.

في المقابل، ورغم أن إعلان الشركة قوبل بالثناء من قبل السياسيين، برزت مخاوف من قبل اقتصاديين بشأن الخطوة المزمعة، حيث قال رئيس معهد "آر دبليو إي" للأبحاث الاقتصادية كريستوف شميدت، لصحيفة "راينشه بوست"، اليوم الأربعاء، إن "من المشكوك فيه أن الدعم سيجلب المزيد للبلاد فيما لو استثمرت الأموال بنفسها في البحث والتطوير، على سبيل المثال في تقنيات التخزين أو البنية التحتية لاستيراد الهيدروجين ونقله".

أما رئيس المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية، مارسيل فراتسشر، فأشار مع صحيفة "تاغسشبيغل" إلى أن "الخبر جيد، بخاصة للولايات الشرقية، وسيساعدها على تطوير نموذج اقتصادي خاص بها وتمييز أعمالها، لكن أيضاً الرهان غير مؤكد مستقبلاً".

وبين فراتسشر أن الدولة ستنفق 15 مليار يورو في شكل إعانات لمصنعين هما "إنتل" الأميركية والآن المصنع التايواني، و"هذا لن يؤتي ثماره اقتصادياً إلا إذا أعطى هذان الاستثماران قوة دفع للاقتصاد بأكمله، وإذا ما خُلقَت ابتكارات ووظائف جديدة في قطاعات أخرى ومع الموردين". 

المساهمون